حملة «الفزعة»... شبان فلسطينيون يهبون لمساعدة المزارعين في قطف الزيتون

رجل فلسطيني يقطف الزيتون خلال موسم الحصاد في الضفة الغربية (رويترز)
رجل فلسطيني يقطف الزيتون خلال موسم الحصاد في الضفة الغربية (رويترز)
TT

حملة «الفزعة»... شبان فلسطينيون يهبون لمساعدة المزارعين في قطف الزيتون

رجل فلسطيني يقطف الزيتون خلال موسم الحصاد في الضفة الغربية (رويترز)
رجل فلسطيني يقطف الزيتون خلال موسم الحصاد في الضفة الغربية (رويترز)

شرع مئات الشباب الفلسطينيين في مساعدة المزارعين في موسم حصاد الزيتون، في إطار حملة بعنوان «فزعة»، بمعنى النجدة والدعم الطوعي. كانت قرية بيتا المحطة الأولى لهم. اكتظت المنطقة الجبلية بالرجال والنساء بينما كان الشباب، مع المزارعين، يتسلقون الأشجار، فيما يراقبهم جنود الاحتلال من مكان قريب.
وقال محمد خبيصة (67 عاماً) وهو مالك لأرض في قرية بيتا: «من فترة قليلة، أو من سبع، ثمان شهور، الجيش منعنا من الوصول هون وبحجج واهية، مستوطنين ومش مستوطنين، بس هو بيعرف تماماً أنه هاي الأرض أرضنا، والوطن وطننا والبلاد بلادنا، وإحنا أصحاب الأرض الشرعيين».
وأضاف: «ما فيش قوة فالعالم بتمنعني إني آجي عليها. لكن بعد مجيء المستوطنين صارت القصة مختلفة، صاروا المستوطنين يهاجمونا ويمنعونا وبدهم يستولوا على الأرض بالقوة والعربدة».
تحولت أشجار الزيتون في السنوات الأخيرة إلى مرتكز ونقطة محورية للصراع بين المزارعين الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية التي يعيش فيها نحو 430 ألف مستوطن وسط ثلاثة ملايين فلسطيني.
يتهم كثير من المزارعين الفلسطينيين المستوطنين بإتلاف الأشجار أو منعهم من قطف الزيتون مما يثير توترات بينهم في موسم الحصاد والأوقات القريبة منه.
وقالت رند أبو فرحات، طالبة الحقوق البالغة من العمر 19 عاماً، «إحنا اليوم هون عشان نساعد مزارعين في قطف الزيتون. المزارعين اللي هاي أراضيهم هون مهددة بالاستيطان في بيتا بجبل صبيح بالتحديد. جايين نثبت لهم إنه إحنا الشباب الفلسطيني في الجامعات الفلسطينية معاهم وواقفين معاهم وبنأكد صمودنا في أراضي بيتا».
وينفي زعماء المستوطنين الإسرائيليين الاتهامات، ويقولون إن آلاف الفلسطينيين تمكنوا من قطف ثمار الزيتون دون مشاكل في موسم الحصاد الذي بدأ في أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.
وفي استعراض لتضامنهم مع المزارعين، يشارك الشباب في موسم الحصاد بقرى مختلفة في الضفة الغربية، مثل نعلين ومردة وبرقة والمغير.
وقالت ليلى غنام محافظة رام الله والبيرة التي كانت حاضرة مع الشباب في قرية المغير قرب رام الله: «هذه الفزعة الرائعة من الجميع بترهب هذا المحتل، وإحنا بنتمنى إنها تكون في كل المواقع. هذه الفزعات وهذه الوحدة حتى يرهب هذا المحتل ولا يستطيع أن يعتدي على أبناء شعبنا».
ولموسم قطاف الزيتون في الأراضي الفلسطينية خصوصية لأنه يتحول إلى موسم للنشاط والاحتفالات يشارك فيه الجميع من ساعات الصباح الباكر عندما تنطلق العائلات إلى مزارع الزيتون حاملين السلال والدلاء وأغطية الخيش لقطف الزيتون.
وبحسب وزارة الزراعة، تنتشر في الأراضي الفلسطينية نحو 13 مليون شجرة زيتون، من المتوقع أن تنتج نحو 15 ألف طن من زيت الزيتون هذا العام (2021).
وفي حين يستهلك الفلسطينيون نحو 14 ألف طن من زيت الزيتون سنوياً، يتم تصدير كميات كبيرة أيضاً.



الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم