كيف تصبح أكثر صبراً على الضغوط اليومية؟

نفاد الصبر قد يزيد من مخاطر التعرض لبعض المشكلات الصحية (رويترز)
نفاد الصبر قد يزيد من مخاطر التعرض لبعض المشكلات الصحية (رويترز)
TT

كيف تصبح أكثر صبراً على الضغوط اليومية؟

نفاد الصبر قد يزيد من مخاطر التعرض لبعض المشكلات الصحية (رويترز)
نفاد الصبر قد يزيد من مخاطر التعرض لبعض المشكلات الصحية (رويترز)

مع زيادة ضغوط الحياة اليومية، تزداد أيضاً حاجة الأشخاص إلى تعلم الصبر والبقاء هادئين في مواجهة المشكلات والإحباطات المختلفة.
ووفقاً لشبكة «سي إن إن» الأميركية؛ فقد أشارت سارة شنيتكر، أستاذة علم النفس وعلم الأعصاب في جامعة بايلور الأميركية، إلى أن «نفاد الصبر ليس سيئاً دائماً»؛ لكنها حذرت من أن الأشخاص الذين يعانون من «نفاد صبر مزمن» يمكن أن يتعرضوا لمزيد من التوتر، مما يزيد من مخاطر تعرضهم لمشكلات صحية؛ مثل مشكلات القلب والأوعية الدموية.
وأوضحت: «يساعدنا نفاد الصبر أحياناً على تركيز انتباهنا وإعدادنا للعمل. ولكن عندما يتعلق الأمر بموقف لا يمكنك التحكم فيه، فإن صبرك قد ينفد بشكل مزمن؛ الأمر الذي يثير نظامك الفسيولوجي، ويتسبب في زيادة ضربات قلبك ويؤثر على ذهنك وجهازك العصبي».
فكيف يمكن أن يصبح الناس أكثر صبرا؟

- إعادة تقييم المواقف:
وفقاً لشنيتكر، فإن إعادة تقييم الشخص موقفاً ما، والنظر إليه من منظور جديد مع البحث في فوائد معينة ناتجة عنه، قد يساعد بشكل كبير في زيادة صبره على هذا الموقف.
وأوضحت: «اسأل نفسك عن الإيجابيات التي يمكن أن تأتي من هذا الموقف السلبي. على سبيل المثال؛ يمكن أن يساعدك الانتظار في طابور بعينه لمدة طويلة على تعلم الانتظار في الحياة عموماً وعدم التسرع في اتخاذ قراراتك أو الضجر من المشكلات البسيطة. يمكن أيضاً أن يساعدك انتظار الطبيب لساعات في عيادته على إيجاد بعض الوقت للقراءة أو التأمل أو ممارسة أي أنشطة أخرى مفيدة للعقل».

- التدريب اليومي:
لفتت أستاذة علم النفس إلى أنه من ضمن الخطوات الفعالة لتعلم الصبر أيضاً التدرب عليه في المواقف البسيطة.
وتابعت: «قد يكون التحلي بالصبر صعباً عند مرور الشخص بمشكلة كبيرة، مثل انتظار نتيجة تحليل معين أو انتظار خروج طبيب من غرفة العمليات ليطمئنك على أحد أفراد أسرتك. ولكن يمكن زيادة قدرة الشخص على الصبر في هذه المواقف عن طريق تدربه عليه في المسبق مع المواقف الأبسط التي يمر بها يومياً».

- تحدث مع الآخرين عن جهودك:
يمكن أن يكون التحدث مع الآخرين عن جهودك للتحلي بالصبر مفيداً حقاً، وفقاً لشنيتكر، حيث يساعد ذلك في تشجيع الأشخاص على الاستمرار في هذه الجهود والانتظام بها.

- التفكير في مستقبل أبنائك:
تقول شنيتكر إن التفكير في مستقبل الأبناء قد يساعد الشخص على أن يصبح أكثر صبراً في تعامله معهم. وأضافت: «فإذا فكرت في أنك تريد تعليم ابنك الانضباط وضبط النفس واللطف، فإنك ستصبح بالتأكيد أكثر صبراً عليه وأكثر استخداماً لأساليب التربية الإيجابية».

- التأمل في فوائد الصبر الصحية:
أكدت شنيتكر أن تأمل الشخص في فوائد الصبر الصحية قد يساعده على تحمل المشكلات اليومية بشكل كبير.
وتابعت: «أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الأكثر صبراً يتمتعون بصحة أفضل، حيث يكون لديهم مزيد من الرضا عن الحياة، وكثير من الأمل، واحترام الذات، وغير ذلك من المشاعر الإيجابية».
وأضافت: «علاوة على ذلك؛ فقد أظهرت الدراسات أيضاً أن احتمالية معاناة الأشخاص ذوي الصبر العالي من بعض المشكلات؛ مثل ارتفاع ضغط الدم والصداع والقرحة والإسهال، أقل بكثير من احتمالية معاناة غيرهم منها».


مقالات ذات صلة

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
TT

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح. وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث لأنه يدفعنا إلى «إزالة أي تهديدات» وتحقيق أهدافنا، وفقاً لصحيفة «التلغراف».

وأوضح الأكاديمي، وهو أستاذ في علم الأعصاب والنوم في مستشفى كينغز كوليدج في لندن، أن الغضب يمكن أن يخدم «غرضاً مفيداً للغاية» ويمكّن من تحقيق نتائج أكثر ملاءمة.

وفي حديثه ضمن بودكاست Instant Genius، قال الدكتور ليشزينر إن هرمون التستوستيرون يلعب دوراً رئيساً في ذلك، حيث يستجيب الهرمون - الذي تشير بعض الدراسات إلى أنه مرتبط بالعدوانية والغضب - للنجاح.

وتابع «لذا، إذا فزت في رياضة، على سبيل المثال - حتى لو فزت في الشطرنج الذي لا يُعرف بشكل خاص أنه مرتبط بكميات هائلة من العاطفة - فإن هرمون التستوستيرون يرتفع... تقول إحدى النظريات إن هرمون التستوستيرون مهم بشكل أساسي للرجال على وجه الخصوص لتحقيق النجاح».

«شعور مهم»

وحتى في العالم الحديث، لا يزال الغضب يشكل حافزاً مهماً للنجاح، بحسب ليشزينر، الذي أوضح «إذا أعطيت الناس لغزاً صعباً للغاية لحله، وجعلتهم غاضبين قبل أن تقدم لهم هذا اللغز، فمن المرجح أن يعملوا عليه لفترة أطول، وقد يجدون فعلياً حلاً له... لذا، فإن الغضب هو في الأساس عاطفة مهمة تدفعنا إلى إزالة أي تهديدات من هدفنا النهائي».

وأشار إلى أن المشكلة في المجتمعات البشرية تكمن في «تحول الغضب إلى عدوان».

لكن الغضب ليس العاطفة الوحيدة المعرضة لخطر التسبب في الضرر، حيث لاحظ أن مشاعر أخرى مثل الشهوة أو الشراهة، قادرة على خلق مشكلات أيضاً. وتابع «كلها تخدم غرضاً مفيداً للغاية، ولكن عندما تسوء الأمور، فإنها تخلق مشكلات».

ولكن بخلاف ذلك، إذا استُخدمت باعتدال، أكد الدكتور أن هذه الأنواع من المشاعر قد يكون لها بعض «المزايا التطورية».