مجوهرات «كارتييه» استلهمت فنون الإسلام واستمدت منها الحداثةhttps://aawsat.com/home/article/3259101/%D9%85%D8%AC%D9%88%D9%87%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%C2%AB%D9%83%D8%A7%D8%B1%D8%AA%D9%8A%D9%8A%D9%87%C2%BB-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%84%D9%87%D9%85%D8%AA-%D9%81%D9%86%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%88%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%85%D8%AF%D8%AA-%D9%85%D9%86%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D8%A7%D8%AB%D8%A9
مجوهرات «كارتييه» استلهمت فنون الإسلام واستمدت منها الحداثة
بعض المعروضات في متحف «اللوفر» (الشرق الأوسط)
باريس:«الشرق الأوسط»
TT
باريس:«الشرق الأوسط»
TT
مجوهرات «كارتييه» استلهمت فنون الإسلام واستمدت منها الحداثة
بعض المعروضات في متحف «اللوفر» (الشرق الأوسط)
تُظهر مجموعة من مجوهرات «كارتييه» ضمن معرض يقام في باريس اعتباراً من اليوم (الخميس)، أن الدار العريقة استوحت فنون الإسلام منذ بداية القرن العشرين لتحديث مجوهراتها، لجهة الأشكال الهندسية، والجمع بين اللونين الأزرق الفيروزي والأخضر الزمردي، واستمر هذا التوجه لديها إلى اليوم. ويُفتتح معرض «كارتييه وفنون الإسلام» اليوم (الخميس)، في متحف الفنون الزخرفية في العاصمة الفرنسية ويهدف إلى تبيان الترابط المدهش بين المجوهرات الفاخرة وتكسية المساجد والأقمشة ذات الزخارف العثمانية أو الصناديق الفارسية المطعّمة، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، أوضحت مساعدة مديرة قسم فنون الإسلام في متحف اللوفر جوديت إينون رينو، وهي من القيمين على المعرض، أن المجموعة المعروضة تشكّل «بحثاً» لم يسبق أن عُرض. وقالت قيّمة أخرى على المعرض هي أمينة قسم المجوهرات القديمة والحديثة في متحف الفنون الزخرفية إيفلين بوسيميه، إنها المرة الأولى يعيد معرض مخصص للمجوهرات «بناء كل مراحل الإبداع». وشرحت أنّ لوي كارتييه، حفيد مؤسس الدار، لم يستوحِ كثيراً من حركة الفن الحديث في بداية القرن العشرين، وأراد أن يقدم للزبائن «شيئاً جديداً، ربما روسياً، وربما فارسياً»، فوقع اختياره في النهاية على الفارسي. وفي تلك المرحلة، كان «جزء أساسي» من مجوهرات «كارتييه» مستوحى من فنون الإسلام مما جعل الدار «تتسم بالحداثة نسبةً إلى الفن الحديث»، على ما قالت إيفلين بوسيميه. وأشارت إلى أن الأنماط الهندسية «مأخوذة من العمارة»، فيما استلهمت جوانب أخرى «من تكسية المساجد في آسيا الوسطى». أما جمع الألوان فيأتي أيضاً من الشرق، مثل استخدام اللون الأخضر أو «لون الجنة» مع أزرق الفيروز الفاتح وأزرق اللازورد الداكن. وفي ثلاثينات القرن العشرين، أدخلت المديرة الفنية للدار جان توسان اللون البنفسجي المستوحى من حجر الجمشت (الأماثيست) وابتكرت قطعاً ثلاثية الأبعاد مستلهمة من المجوهرات الهندية من إمبراطورية المغول. وأكدت أن «هذه الهندسة وهذه الأنماط لا تزال موجودة اليوم، وباتت من المكونات الرئيسية للدار»، وتتحلى بقطعها.
لماذا يرفض مصريون إعادة تمثال ديليسبس لمدخل قناة السويس؟https://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5098977-%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%8A%D8%B1%D9%81%D8%B6-%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A5%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%AA%D9%85%D8%AB%D8%A7%D9%84-%D8%AF%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%B3%D8%A8%D8%B3-%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%AE%D9%84-%D9%82%D9%86%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D9%8A%D8%B3%D8%9F
لماذا يرفض مصريون إعادة تمثال ديليسبس لمدخل قناة السويس؟
تمثال ديليسبس بمتحف قناة السويس (فيسبوك)
في الوقت الذي يشهد تصاعداً للجدل حول إعادة تمثال ديليسبس إلى مكانه الأصلي في المدخل الشمالي لقناة السويس، قررت محكمة القضاء الإداري بمصر الثلاثاء تأجيل نظر الطعن على قرار إعادة التمثال لجلسة 21 يناير (كانون الثاني) الحالي، للاطلاع على تقرير المفوضين.
وتباينت الآراء حول إعادة التمثال إلى موقعه، فبينما رأى معارضو الفكرة أن «ديليسبس يعدّ رمزاً للاستعمار، ولا يجوز وضع تمثاله في مدخل القناة»، رأى آخرون أنه «قدّم خدمات لمصر وساهم في إنشاء القناة التي تدر مليارات الدولارات على البلاد حتى الآن».
وكان محافظ بورسعيد قد أعلن أثناء الاحتفال بالعيد القومي للمحافظة، قبل أيام عدة، بأنه طلب من رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، إعادة تمثال ديليسبس إلى مكانه في مدخل القناة بناءً على مطالبات أهالي المحافظة، وأن رئيس الوزراء وعده بدراسة الأمر.
ويعود جدل إعادة التمثال إلى مدخل قناة السويس بمحافظة بورسعيد لعام 2020 حين تم نقل التمثال إلى متحف قناة السويس بمدينة الإسماعيلية (إحدى مدن القناة)، حينها بارك الكثير من الكتاب هذه الخطوة، رافضين وجود تمثال ديليسبس بمدخل قناة السويس، معتبرين أن «المقاول الفرنسي»، بحسب وصف بعضهم، «سارق لفكرة القناة وإحدى أذرع التدخل الأجنبي في شؤون مصر».
ويعدّ فرديناند ديليسبس (1805 - 1894) من السياسيين الفرنسيين الذين عاشوا في مصر خلال القرن الـ19، وحصل على امتياز حفر قناة السويس من سعيد باشا حاكم مصر من الأسرة العلوية عام 1854 لمدة 99 عاماً، وتقرب من الخديو إسماعيل، حتى تم افتتاح القناة التي استغرق حفرها نحو 10 أعوام، وتم افتتاحها عام 1869.
وفي عام 1899، أي بعد مرور 5 سنوات على رحيل ديليسبس تقرر نصب تمثال له في مدخل القناة بمحافظة بورسعيد، وهذا التمثال الذي صممه الفنان الفرنسي إمانويل فرميم، مجوف من الداخل ومصنوع من الحديد والبرونز، بارتفاع 7.5 متر، وتم إدراجه عام 2017 ضمن الآثار الإسلامية والقبطية.
ويصل الأمر بالبعض إلى وصف ديليسبس بـ«الخائن الذي سهَّل دخول الإنجليز إلى مصر بعد أن وعد عرابي أن القناة منطقة محايدة ولن يسمح بدخول قوات عسكرية منها»، بحسب ما يؤكد المؤرخ المصري محمد الشافعي.
ويوضح الشافعي (صاحب كتاب «ديليسبس الأسطورة الكاذبة») وأحد قادة الحملة التي ترفض عودة التمثال إلى مكانه، لـ«الشرق الأوسط» أن «ديليسبس استعبد المصريين، وتسبب في مقتل نحو 120 ألف مصري في أعمال السخرة وحفر القناة، كما تسبب في إغراق مصر بالديون في عصري سعيد باشا والخديو إسماعيل، وأنه مدان بالسرقة والنصب على صاحب المشروع الأصلي».
وتعد قناة السويس أحد مصادر الدخل الرئيسية لمصر، وبلغت إيراداتها في العام المالي (2022- 2023) 9.4 مليار دولار، لكنها فقدت ما يقرب من 50 إلى 60 في المائة من دخلها خلال الشهور الماضية بسبب «حرب غزة» وهجمات الحوثيين باليمن على سفن في البحر الأحمر، وقدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الخسائر بأكثر من 6 مليارات دولار. وفق تصريح له في شهر سبتمبر (أيلول) من العام الماضي.
في المقابل، يقول الكاتب المصري علي سعدة، إن تمثال ديليسبس يمثل أثراً وجزءاً من تاريخ بورسعيد، رافضاً ما وصفه في مقال بجريدة «الدستور» المصرية بـ«المغالطات التاريخية» التي تروّجها جبهة الرفض، كما نشر سعدة خطاباً مفتوحاً موجهاً لمحافظ بورسعيد، كتبه مسؤول سابق بمكتب المحافظ جاء فيه «باسم الأغلبية المطلقة الواعية من أهل بورسعيد نود أن نشكركم على القرار الحكيم والشجاع بعودة تمثال ديليسبس إلى قاعدته».
واجتمع عدد من الرافضين لإعادة التمثال بنقابة الصحافيين المصرية مؤخراً، وأكدوا رفضهم عودته، كما طالبوا فرنسا بإزالة تمثال شامبليون الذي يظهر أمام إحدى الجامعات الفرنسية وهو يضع قدمه على أثر مصري قديم.
«المهندس النمساوي الإيطالي نيجريلي هو صاحب المشروع الأصلي لحفر قناة السويس، وتمت سرقته منه، بينما ديليسبس لم يكن مهندساً، فقد درس لعام واحد في كلية الحقوق وأُلحق بالسلك الدبلوماسي بتزكية من والده وعمه وتم فصله لفشله، وابنته نيجريلي التي حصلت على تعويض بعد إثباتها سرقة مشروع والدها»، وفق الشافعي.
وكانت الجمعية المصرية للدراسات التاريخية قد أصدرت بياناً أكدت فيه أن ديليسبس لا يستحق التكريم بوضع تمثاله في مدخل القناة، موضحة أن ما قام به من مخالفات ومن أعمال لم تكن في صالح مصر.
في حين كتب الدكتور أسامة الغزالي حرب مقالاً يؤكد فيه على موقفه السابق المؤيد لعودة التمثال إلى قاعدته في محافظة بورسعيد، باعتباره استكمالاً لطابع المدينة التاريخي، وممشاها السياحي بمدخل القناة.
وبحسب أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس المصرية والمحاضر بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، الدكتور جمال شقرة، فقد «تمت صياغة وثيقة من الجمعية حين أثير الموضوع في المرة الأولى تؤكد أن ديليسبس ليس هو صاحب المشروع، لكنه لص سرق المشروع من آل سان سيمون». بحسب تصريحاته.
وفي ختام حديثه، قال شقرة لـ«الشرق الأوسط» إن «ديليسبس خان مصر وخدع أحمد عرابي حين فتح القناة أمام القوات الإنجليزية عام 1882، ونرى بوصفنا مؤرخين أنه لا يستحق أن يوضع له تمثال في مدخل قناة السويس».