تونس أمام «اختبار الصندوق»

حوار متوقع خلال أيام يتناول خطة إصلاحات ستنتهجها الحكومة الجديدة

يراقب صندوق النقد الدولي الوضع في تونس للحصول على مزيد من المعلومات حول خطة الحكومة الجديدة (أ.ف.ب)
يراقب صندوق النقد الدولي الوضع في تونس للحصول على مزيد من المعلومات حول خطة الحكومة الجديدة (أ.ف.ب)
TT
20

تونس أمام «اختبار الصندوق»

يراقب صندوق النقد الدولي الوضع في تونس للحصول على مزيد من المعلومات حول خطة الحكومة الجديدة (أ.ف.ب)
يراقب صندوق النقد الدولي الوضع في تونس للحصول على مزيد من المعلومات حول خطة الحكومة الجديدة (أ.ف.ب)

كشف جهاد أزعور، مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، عن وجود تواصل دائم مع السلطات التونسية لتوفير المساعدة الفنية والمشورة الاقتصادية، قائلاً إن الصندوق «يراقب الوضع في البلاد للحصول على مزيد من المعلومات حول خطة الإصلاحات والسياسات التي ستنتهجها الحكومة الجديدة» برئاسة نجلاء بودن.
وعبر عن استعداد الصندوق لدعم الاقتصاد التونسي وتقديم المساعدة الإضافية حتى تتمكن البلاد من مواجهة التحديات الاقتصادية. وأشار أزعور إلى فتح قنوات الحوار خلال الأيام القريبة المقبلة مع تونس، والتحضير لعقد اجتماعات مع أعضاء من الحكومة التونسية.
وحدد أزعور ما يشبه البرنامج الاقتصادي الذي ستعمل السلطات التونسية على التوافق بشأنه والسعي إلى تنفيذه، وهو يعتمد على وجه الخصوص على التخفيض في الإنفاق العام ومساعدة القطاع الخاص الذي تضرر من وباء «كورونا»، علاوة على مجابهة التضخم الاقتصادي.
وفي السياق ذاته، كانت كريستالينا غورغييفا؛ المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، قد أكدت خلال الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي والصندوق من 11 إلى 17 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، على أن تونس لا تزال بحاجة إلى تنفيذ إصلاحات اقتصادية محددة وعاجلة لتحقيق الاستقرار وديمومة المالية العمومية، قصد توفير مناخ ملائم للتشغيل وتحقيق نمو أكثر استدامة.
وكانت حكومة هشام المشيشي قد انطلقت خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي في جلسات تفاوض مع صندوق النقد للحصول على قرض مالي في حدود 4 مليارات دولار، غير أن قنوات الحوار تعطلت بعد إعلان التدابير الاستثنائية في تونس يوم 25 يوليو (تموز) الماضي. وخلال الفترة الممتدة بين 2016 و2020، كانت السلطات التونسية قد حصلت على قرض مالي من الصندوق بقيمة 2.9 مليار دولار وقد خصصت تلك المبالغ التي حصلت عليها على أقساط، لتمويل ميزانية الدولة.
وفي هذا الشأن؛ قال عز الدين سعيدان، الخبير الاقتصادي والمالي التونسي، إن تصنيف تونس قد جرت مراجعته خلال السنوات الأخيرة 10 مرات كاملة دون أن يكون ذلك دافعاً لتحسين الوضع الاقتصادي ودخول الحكومات السابقة في إصلاحات هيكلية جدية؛ على حد تعبيره.
وحذر من مغبة التخفيض من جديد في التصنيف الاقتصادي الدولي في حال لم تنطلق الحكومة التونسية في الإصلاحات الاقتصادية العاجلة، وطالب سعيدان بالبدء الفوري في ترشيد النفقات العمومية وإصلاح توازنات المؤسسات العمومية والبحث عن طريقة مجدية لإنقاذها.
يذكر أن وكالة التصنيف الائتماني «موديز» قد خفضت في أحدث تقاريرها التصنيف السيادي لتونس مع «آفاق سلبية»، وهو ما يجعل خروجها إلى السوق المالية للحصول على قروض خارجية عملية صعبة نتيجة لارتفاع المخاطر الاقتصادية إلى أقصى الدرجات. وتنتظر تونس الاتفاق مع صندوق النقد الدولي لفتح أبواب العلاقة مع مؤسسات التمويل الدولية على «البنك الدولي» و«البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير» و«البنك الأفريقي للتنمية».
وكانت تقارير حكومية محلية قد أشارت إلى تحسن نسبي للمؤشرات الاقتصادية؛ من ذلك ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي خلال الثلاثي الثاني من السنة الحالية بـ2.16 في المائة، مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2020، كما جرى تسجيل بداية تعافي صادرات الصناعات المعملية المرتبطة في المقام الأول بمستوى الطلب في الفضاء الأوروبي المجاور. وخلال الأشهر الثمانية الأولى من السنة الحالية، تقلص العجز التجاري ليصبح في حدود 3.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي بعد أن كان مقدراً بـ4.8 في المائة قبل نحو سنة، وهو ما قد يساعد تونس على الدخول في تلك المفاوضات.



ترمب يقلل من المخاوف حول الرسوم... ولا يستبعد حدوث ركود هذا العام

ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)
ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)
TT
20

ترمب يقلل من المخاوف حول الرسوم... ولا يستبعد حدوث ركود هذا العام

ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)
ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)

رفض الرئيس الأميركي دونالد ترمب المخاوف التجارية بشأن حالة عدم اليقين الناجمة عن التعريفات الجمركية المخطط لها على مجموعة من الشركاء التجاريين الأميركيين، واحتمال ارتفاع الأسعار، دون أن يستبعد احتمال حدوث ركود، هذا العام.

بعد فرض تعريفات جمركية بنسبة 25 في المائة على الواردات من المكسيك وكندا، والتي دفعت الأسواق إلى الانهيار بسبب مخاوف من حرب تجارية، قال ترمب إن خططه لفرض تعريفات «متبادلة» أوسع نطاقاً ستدخل حيز التنفيذ في 2 أبريل (نيسان) المقبل، وترفعها لتتناسب مع ما تُقدره الدول الأخرى.

وقال، في مقابلة مسجلة مع قناة «فوكس نيوز»: «في 2 أبريل، يصبح كل شيء متبادلاً. ما يفرضونه علينا، نفرضه عليهم».

وعندما سُئل عن تحذير بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا من انكماش اقتصادي، في الربع الأول من العام، أقرّ ترمب، على ما يبدو، بأن خططه قد تؤثر على النمو في الولايات المتحدة. ومع ذلك، زعم أنها ستكون في النهاية «رائعة بالنسبة لنا».

وعندما سُئل عما إذا كان يتوقع ركوداً في عام 2025، ردَّ ترمب: «أكره التنبؤ بأشياء من هذا القبيل. هناك فترة انتقالية لأن ما نقوم به كبير جداً. نحن نعيد الثروة إلى أميركا. هذا شيء كبير». ثم أضاف: «يستغرق الأمر بعض الوقت».

في «وول ستريت»، كان أسبوعاً صعباً مع تقلبات جامحة تهيمن عليها المخاوف بشأن الاقتصاد وعدم اليقين بشأن تعريفات ترمب.

وقد تجاهل ترمب المخاوف من جانب الشركات التي تسعى إلى الاستقرار، أثناء اتخاذ قرارات الاستثمار. وقال إن «العولميين، العولميين الكبار، كانوا، لسنوات، ينهبون الولايات المتحدة، والآن كل ما نفعله هو استعادة بعضٍ منها، وسنعامل بلدنا بشكل عادل... كما تعلمون، يمكن أن ترتفع التعريفات الجمركية مع مرور الوقت، وقد ترتفع، كما تعلمون، لا أعرف ما إذا كان ذلك قابلاً للتنبؤ».

وكان ترمب قد رفع، الأسبوع الماضي، التعريفات الجمركية على المكسيك وكندا على شركات تصنيع السيارات الأميركية، ثم جميع الواردات إلى الولايات المتحدة تقريباً، لكنه أبقاها على السلع من الصين.

وهناك مزيد من التعريفات الجمركية، هذا الأسبوع، حيث قال وزير التجارة هوارد لوتنيك، لقناة «إن بي سي»، إن التعريفات الجمركية بنسبة 25 في المائة على واردات الصلب والألمنيوم ستدخل حيز التنفيذ، يوم الأربعاء. وأوضح لوتنيك أن التعريفات الجمركية التي هدّد بها ترمب على منتجات الألبان والأخشاب الكندية ستنتظر حتى أبريل.

وقال: «هل ستكون هناك تشوهات؟ بالطبع... قد تصبح السلع الأجنبية أكثر تكلفة قليلاً. لكن السلع الأميركية ستصبح أرخص، وسوف نضطر إلى خفض أسعارها. إنك ستساعد الأميركيين من خلال شراء المنتجات الأميركية».