الكرة السعودية تجني ثمار الدعم الملياري

ديربي «مرسول بارك» عزز من تسيّدها للمشهد القاري

ديربي نصف النهائي الآسيوي لفت الأنظار محلياً ودولياً (تصوير: عبد العزيز النومان)
ديربي نصف النهائي الآسيوي لفت الأنظار محلياً ودولياً (تصوير: عبد العزيز النومان)
TT

الكرة السعودية تجني ثمار الدعم الملياري

ديربي نصف النهائي الآسيوي لفت الأنظار محلياً ودولياً (تصوير: عبد العزيز النومان)
ديربي نصف النهائي الآسيوي لفت الأنظار محلياً ودولياً (تصوير: عبد العزيز النومان)

منذ «مونديال 2018» في روسيا، دخلت كرة القدم السعودية مرحلة مختلفة، تنشد عبرها التطور والظهور بصورة مغايرة تماماً عما كانت عليه في سابق عهدها، حيث بدأ الاهتمام والدعم على أعلى مستوياته الحكومية، بمتابعة مباشرة من الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، للمساهمة في إحداث نقلة نوعية في الرياضة السعودية.
وشهدت الرياضة السعودية دعماً حكومياً غير مسبوق للمساهمة في رفع مستوى المنافسة وتنوع الألعاب، فكان الهدف رفع تصنيف الدوري السعودي إلى الأفضل في قائمة العشرين حول العالم، وتحويل الأندية والمنتخبات إلى ساحة التنافس على البطولات الآسيوية والإقليمية.
وكانت أول مراحل دعم الرياضة السعودية، وتحديداً منافسات كرة القدم، بالدعم الكبير الذي تجاوز مليار ريال، من قبل الأمير محمد بن سلمان، لسداد ديون الأندية السعودية في القضايا الخارجية التي كانت تهدد مسيرة الأندية بعقوبات تلوح في الأفق من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
وعانت الأندية السعودية من هاجس الديون الخارجية التي يتم رفعها إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم، وتكون في طريقها للنفاذ الإجباري، مع إصدار عقوبات قاسية بحق الأندية السعودية، وذلك بسبب تراكمات أخطاء إدارية في الأندية لم تعرف طريقاً للنهاية.
وبعد سداد الديون، تواصل الدعم بتهيئة البنية التحتية للمنافسات المحلية، وإخراج مُنتج بحجم الدوري السعودي للمحترفين بصورة مثالية، حيث تمثل الدعم الحكومي بمنح الأندية دعماً مقطوعاً.
وبلغ حجم الدعم الذي قدمه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للأندية والرياضة السعودية خلال تلك الفترة ملياراً و277 مليون ريال، مما ساهم في إنقاذها وقيادتها نحو بر الأمان، خاصة فيما يتعلق بجانب قضايا الأندية الخارجية التي بلغت 107 قضايا.
وكان دعم الأمير محمد بن سلمان شاملاً لكثير من الأندية في دوري المحترفين السعودي وأندية الدرجة الأولى، فقد حظيت أندية دوري المحترفين السعودي بمبلغ 375 مليون ريال، فيما كان نصيب أندية دوري الدرجة الأولى 110 ملايين ريال.
ولم يقتصر اهتمام ولي العهد بالرياضة السعودية على كيانات الأندية، فقد جاوز ذلك إلى رابطة دوري المحترفين السعودي، وذلك بدعم مالي بلغ 25 مليون ريال، أما لجنة الحكام فقد حصلت على 35 مليون ريال.
واستمر هذا الدعم المقطوع إلى دعم سنوي، تطور في وقت لاحق إلى ربطه بالحوكمة وعدد من النقاط التطويرية للعمل الإداري في الأندية، بالإضافة إلى ربط بعض مجالات الدعم بتطوير الألعاب المختلفة والفئات السنية، وكذلك الحضور الجماهيري في الملاعب.
وعلى صعيد الدوري السعودي للمحترفين، تم رفع عدد المحترفين الأجانب، وزيادة الإنفاق الحكومي على هذا الجانب الذي ساهم بحضور كثير من الأسماء العالمية في ملاعب كرة القدم، حتى بات الدوري السعودي وجهة اللاعبين، بدلاً عن الدوري الصيني، وفقاً لتقرير نشرته وكالة «أسوشيتد برس» الأميركية في أغسطس (آب) الماضي، ذكرت فيه أن الدوري السعودي يهدف إلى الحلول محل الصين، بصفتها أكبر منافس في الدوريات الآسيوية.
وقد ارتفعت القيمة السوقية لدوري المحترفين السعودي في صيف 2021، لتصل إلى 368.25 مليون يورو، بحسب موقع «ترانسفير ماركت» العالمي، ويصل إلى القيمة الأعلى في تاريخه على الإطلاق خلال العام الحالي، بارتفاع وصل إلى 23.6 في المائة، قياساً بالموسم الماضي، حيث كانت قيمة الدوري 298 مليون يورو في أكتوبر (تشرين الأول) 2020.
وتحولت كرة القدم السعودية إلى ساحة لمنافسة بدأت ببلوغ المنتخب السعودي الأول «مونديال روسيا 2018» بعد غياب دام لأكثر من 12 عاماً، حيث تعود آخر المشاركات السعودية في المونديال إلى نسخة 2006 التي أقيمت في ألمانيا.
ونجح الهلال، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، في معانقة لقب بطولة دوري أبطال آسيا، وحقق اللقب القاري للمرة الأولى منذ 2003، وهو آخر الألقاب التي حققها الفريق العاصمي، فيما يعد لقب الهلال هو الأول للأندية السعودية منذ خمسة عشر عاماً، على الرغم من حضور عدد من الفرق السعودية في نهائيات البطولة، إلا أنها لم تنجح في تحقيق اللقب.
وكانت نسخة 2004 قد شهدت تحقيق آخر الألقاب السعودية على يد فريق الاتحاد، قبل أن يطغى الغياب السعودي، لتأتي العودة مجدداً بقوة في السنوات الأخيرة، حيث بلغ الهلال النهائي الثاني للبطولة القارية خلال الأعوام الثلاثة الماضية فقط.
وباتت السعودية وجهة مفضلة للبطولات الآسيوية، حيث استضافت هذا العام 3 مجموعات من بطولة دوري أبطال آسيا، بالإضافة إلى الأدوار النهائية للبطولة، ونهائي البطولة الذي سيقام في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، علاوة على استضافتها لبطولة غرب آسيا تحت 23 عام.
كما ستكون السعودية على موعد مع «آسيا 2034» التي تستضيفها للمرة الأولى في تاريخها، بالإضافة إلى حضور السعودية مرشحاً ضمن الملفات المرشحة لاستضافة نهائيات كأس آسيا 2027.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.