حملة لتشكيل لوبي في واشنطن لمضاعفة المستوطنين بغور الأردن

بهدف منع البيت الأبيض من الاعتراض

حملة لتشكيل لوبي في واشنطن لمضاعفة المستوطنين بغور الأردن
TT

حملة لتشكيل لوبي في واشنطن لمضاعفة المستوطنين بغور الأردن

حملة لتشكيل لوبي في واشنطن لمضاعفة المستوطنين بغور الأردن

بدأ رئيس دائرة العلاقات الخارجية في مجلس المستوطنات، يوسي دغان، جولة اجتماعات في واشنطن لتشكيل «قوة ضاغطة» (لوبي)، لمنع البيت الأبيض من الاعتراض على البناء الاستيطاني في المناطق الفلسطينية المحتلة وغض الطرف عنها، فيما قالت الخارجية الفلسطينية، إن انتهاكات وجرائم الاحتلال المتواصلة الهادفة لضم الضفة الغربية المحتلة وإلحاقها بدولة الاحتلال، «استخفاف إسرائيلي رسمي بالقانون الدولي، وبالشرعية الدولية، وانقلاب ممنهج على الاتفاقيات الموقعة».
وكشفت وسائل إعلام عبرية، معطيات حول خطة تهدف لمضاعفة عدد المستوطنين في الأغوار من 1500 عائلة إلى 3 آلاف، خلال الأربع سنوات المقبلة. وقال تقرير لهيئة البث الإسرائيلية «كان 11»، إن وزير البناء والإسكان الإسرائيلي زئيف إلكين يدفع باتجاه تمرير المخطط، وسيطرح المخطط لمصادقة حكومة الاحتلال خلال الفترة القريبة المقبلة. ويقدر عدد المستوطنين في الأغوار بنحو 6 آلاف مستوطن. وبالمقابل يسكن فيها 65 ألف فلسطيني يعيشون في 34 تجمعا سكنيا.
وقد جاءت جولة دغان، في وقت طالبت فيه الإدارة الأمريكية، إسرائيل، بوقف توسعها الاستيطاني، وأدانت اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم. وحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي «غالي تساهل»، فقد تطرق رئيس الوزراء، نفتالي بنيت، لهذا الموقف وقال خلال جلسة «الكابينت»، الأحد الماضي، إنه فوجئ من الضغط الأمريكي ضد الاستيطان في يهودا والسامرة (الاسم اليهودي للضفة المحتلة). وأضاف أنه أمر بالغ الأهمية بالنسبة لهم (الإدارة الأمريكية). وقد رفض مكتب بنيت التعليق على ذلك.
وكشفت إذاعة المستوطنين «القناة السابعة»، أمس، أن دغان، الذي يترأس أيضا مجلس «السامرة» (شمال الضفة) الاستيطاني، يقوم بما سمته «ماراثون من الاجتماعات مع أعضاء الكونغرس في الولايات المتحدة، لتشكيل ضغط مضاد على البيت الأبيض، للموافقة على البناء الاستيطاني». وقالت إنه التقى مع أكثر من 20 عضوا في مجلسي الشيوخ والنواب، من الجمهوريين والديمقراطيين، لمدة يومين ونصف اليوم. وإن عددا من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب، أبلغوه بأنهم يدعمونه وسوف ينضمون إليه.
وكان دغان قد صرح قبل جولته في واشنطن: «لن نسمح بتجميد البناء (في الضفة الغربية)، لا في هذه الحكومة ولا في أي حكومة أخرى».
وبحسب إذاعة المستوطنين، قال دغان، خلال محادثات مع أعضاء في الكونغرس ومجلس الشيوخ الأمريكي، إن «الاستيطان هو تعبير عن حق الشعب اليهودي في أرض إسرائيل». وطالب بأن تكون للمستوطنين حصة من «السلام الاقتصادي» الذي نشأ من المناطق الصناعية بالضفة، وأنه يجب تطوير المنطقة لصالح اليهود والفلسطينيين على حد سواء.
واعتبرت حركة حماس، خطة مضاعفة الوجود الاستيطاني في منطقة الأغوار في الضفة الغربية، استمرارا للعدوان على الأرض والإنسان الفلسطيني الذي يستهدف الوجود والهوية الفلسطينية. وقال حازم قاسم الناطق باسم حماس، في تصريح، إن «تصاعد الاستيطان في الضفة الغربية، يأتي في ظل إصرار السلطة على التمسك بالاتفاقات مع الاحتلال، واستمرار سياسة التنسيق الأمني، وزيادة في اللقاءات بين وزراء الاحتلال وقيادة السلطة، ما يعطي غطاء لسياسة الاستيطان الصهيونية».
وتنتشر الأغوار على طول نهر الأردن، في منطقة تبلغ حوالي 30 في المائة من مساحة الضفة الغربية. وتحاول سلطات الاحتلال الإسرائيلي السيطرة على مناطق الأغوار بواسطة «الاستيطان الرعوي»، من خلاله يرعى مستوطنون فرادى وجماعات مواشيهم في أراضي الفلسطينيين، ويضمونها لاحقا لمستوطنة قائمة أو يشيدون بؤرة جديدة فوقها، وكذلك بواسطة استخدامها مناطق تدريب عسكري.
وتشير حركة «السلام الآن» الحقوقية، إلى أنه منذ الاحتلال في سنة 1967، أصبح عدد المستوطنين اليهود 661 ألفا يعيشون في 132 مستوطنة كبيرة و124 بؤرة استيطانية عشوائية (غير مرخصة من الحكومة الإسرائيلية) في الضفة، بما فيها القدس الشرقية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.