مصر: «أزمة ريش» تدخل ساحة التقاضي

بلاغ يطالب بإحالة صناع الفيلم لـ«المحاكمة العاجلة»

لقطة من فيلم «ريش»
لقطة من فيلم «ريش»
TT

مصر: «أزمة ريش» تدخل ساحة التقاضي

لقطة من فيلم «ريش»
لقطة من فيلم «ريش»

وصلت أزمة الفيلم المصري «ريش» إلى ساحات التقاضي، بعدما أحدث عرضه أخيراً ضمن فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان الجونة موجة كبيرة من الجدل والانتقادات عبر «السوشيال ميديا» قبل أن تصل إلى البرلمان وساحات القضاء.
وتقدم مساء أمس المحامي المصري سمير صبري، ببلاغ للنائب العام ونيابة أمن الدولة العليا في مصر، ضد مخرج وسيناريست ومنتج فيلم «ريش» معتبراً أنه «أساء للدولة المصرية والمصريين».
وقال صبري الذي اعتاد تقديم كثير من البلاغات ضد فنانين ومطربين وسياسيين خلال السنوات الأخيرة، في بلاغه، إنه «في اليوم الثالث بمهرجان الجونة السينمائي، تم عرض فيلم (ريش)، وعقب عرضه سادت حالة من الغضب الشديد من قبل الفنانين والمشاركين بالمهرجان، حال مشاهدتهم للعرض الأول للفيلم، بل تطور الأمر إلى مغادرة بعضهم لقاعة العرض غاضباً»، وطالب المحامي بالتحقيق فيما ورد ببلاغه، وإحالة المبلغ ضدهم «للمحاكمة الجنائية العاجلة».
واستنكر قطاع كبير من المتابعين والنقاد، اتهام بعض الفنانين والسياسيين صناع الفيلم، بـ«الإساءة لمصر والمصريين»، مشيرين إلى أن توجيه هذه الاتهامات للأعمال الفنية يعد نوعاً من الإساءة، وطالبوا بمواجهة الفن بالفن، وإتاحة الفرصة للمخرجين المستقلين للتعبير عن أفكارهم بحرية تامة.
ويرى الناقد الفني خالد محمود، الذي يوجد في مهرجان الجونة حالياً، أن حالة الغضب والضجة التي افتعلها بعض الفنانين والسياسيين بعد عرض فيلم (ريش) ليست في محلها وغير مستحقة تماماً، ولا سيما أن الفيلم يناقش قضية إنسانية بوجهة نظر مخرجه وبشكل معمق، بالإضافة إلى أن عدداً كبيراً من منتقديه بالقاهرة لم يشاهدوا الفيلم.
مضيفاً، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، أن «أفلام المخرجين المستقلين تحمل طابعاً إنسانياً واجتماعياً عميقاً، لأن إنتاجها يكون ضعيفاً جداً، عكس الأفلام التجارية التي تحقق أرباحاً في دور العرض»، مشيراً إلى «أهمية ترك الفرصة أمام الجمهور للحكم عليها بمفرده».

وسبق التحرك القضائي تحرك برلماني قام به النائب أحمد مهني عضو مجلس النواب، الذي أعلن أمس تقدمه بطلب إحاطة لرئيس البرلمان المستشار حنفي جبالي، ورئيس الوزراء مصطفى مدبولي، ووزيرة الثقافة، بشأن عرض فيلم «ريش» الذي اتهمه بـ«الإساءة إلى مصر». معتبراً إياه «لا يقدم الصورة الحقيقية لمصر، ويساعد على تشويه الصورة الداخلية لمصر عالمياً». وطالب البرلماني المصري بـ«ضرورة محاسبة من تسبب في إخراج هذا الفيلم».
ويناقش فيلم «ريش» قصة أم تعيش في كنف زوجها وأبنائها، حياة لا تتغير وأياماً تتكرر بين جدران المنزل الذي لا تغادره ولا تعرف ما يدور خارجه، وذات يوم يحدث التغير المفاجئ ويتحول زوجها إلى دجاجة، فأثناء الاحتفال بيوم ميلاد الابن الأصغر، يخطئ الساحر ويفقد السيطرة ويفشل في إعادة الزوج، الذي كان يدير كل تفاصيل حياة هذه الأسرة، هذا التحول العنيف يجبر هذه الزوجة الخاملة على تحمل المسؤولية بحثاً عن حلول للأزمة واستعادة الزوج، وتحاول النجاة بما تبقى من أسرتها الصغيرة، وخلال الأيام الصعبة تمر الزوجة بتغيرات قاسية.
ويشارك «ريش» ضمن أفلام مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، وشهد عرضه قبل يومين مغادرة عدد من الحضور قبل انتهائه، من بينهم يسرا والمخرجة إيناس الدغيدي والمخرج عمر عبد العزيز وأشرف عبد الباقي، وشريف منير الذي قال في تصريحات صحافية إن «الفيلم يسيء لسمعة مصر بالتركيز على العشوائيات التي تبذل الدولة جهوداً كبيرة للقضاء عليها»، قبل أن تنتقل أزمة الفيلم من أروقة المهرجان إلى مواقع «السوشيال ميديا».
ويؤكد محمود أن ظاهرة اتهام الأفلام المصرية التي تناقش أوضاع الفقراء والمهمشين، والحائزة على جوائز دولية مرموقة، ظاهرة قديمة عانى منها كثيراً بعض المخرجين المصريين، على رأسهم يوسف شاهين، لافتاً إلى أنه لو تم إعادة إنتاج بعض الأفلام القديمة التي عالجت قضايا الفقر لواجهت مثل هذه الاتهامات في وقتنا الحالي، مطالباً بـ«إتاحة الفرصة أمام المخرجين المستقلين لإنتاج أعمال جديدة بالتعاون مع شركات الإنتاج البارزة لتحقيق التوازن».
فيما اعتبرت إدارة مهرجان الجونة، في بيان لها، مساء أمس، أن «اختيار فيلم (ريش)، للمخرج المصري عمر الزهيري، يتسق مع معايير اختيار الأفلام، بناء على ما حققه من نجاحات في بعض المحافل الدولية، سواء حصوله على الجائزة الكبرى لأسبوع النقاد الدولي في أكبر المهرجانات العالمية مهرجان (كان) كأول فيلم مصري يحصل على مثل تلك الجائزة المرموقة، بجانب حصوله أخيراً على الجائزة الكبرى لمهرجان (بينجياو) في الصين، كما اختير ليعرض في أيام (قرطاج) السينمائية في دورتها المقبلة».
مشيرة إلى أن «وزارة الثقافة المصرية كرمت الفيلم وفريق عمله في فعالية نُظمت قبل بدء مهرجان الجونة السينمائي، لذا كان اختياره للعرض في مهرجان الجونة جزءاً من الاهتمام بالشأن المصري في المجالين الفني والثقافي عالمياً».



تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
TT

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)

تقام «أيام بنغلاديش» في حديقة السويدي بالعاصمة السعودية الرياض، والتي انطلقت لياليها، الثلاثاء، ضمن مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام السعودية، بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه، تحت شعار «انسجام عالمي»، وتستمر حتى السبت، بهدف تعزيز التواصل الثقافي بين المجتمع السعودي والمقيمين، وإبراز التنوع الثقافي الغني الذي تحتضنه السعودية.

وتشهد الفعاليات عروضاً فنية متنوعة تقدمها الفرقة الشعبية، حيث تألق المشاركون بتقديم عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي، إلى جانب أغنيات مستوحاة من أعمال أبرز شعراء بنغلاديش.

عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي (الشرق الأوسط)

كما يضم الحدث منطقة مخصصة لعرض التراث البنغالي، حيث تُتيح للزوار فرصة استكشاف الجوانب الغنية للثقافة البنغالية عن قرب؛ إذ تشمل المنطقة معروضات للأزياء التقليدية المزينة بالزخارف اليدوية التي تعكس المهارة الحرفية والفنية المتميزة، حيث يتم عرض الساري البنغالي المصنوع من أقمشة الحرير والقطن الفاخرة، إضافة إلى الملابس التقليدية للرجال مثل البنجابي والدوتي، كما تعرض الإكسسوارات اليدوية التي تشتهر بها بنغلاديش، بما في ذلك المجوهرات التقليدية المصنوعة من المعادن والأحجار الكريمة، والحقائب والمطرزات التي تعكس ذوقاً فنياً عريقاً.

الفعاليات شملت استكشاف التراث البنغالي (الشرق الأوسط)

واشتملت الفعاليات على قسم مخصص للأطعمة من بنغلاديش؛ إذ يٌقدم للزوار فرصة تذوق أشهى الأطباق التقليدية التي تمثل المطبخ البنغالي المعروف بنكهاته الغنية وتوابله المميزة، وتشمل الأطباق المقدمة أكلات شهيرة مثل البرياني البنغالي، والداكا كاكوري كباب، وسمك الهيلشا المطهو بطرق تراثية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الحلويات التقليدية مثل الروشا غولا والميزان لادّو.

وتضيف هذه المنطقة بعداً مميزاً للفعالية، حيث لا تقتصر التجربة على الفنون والعروض، بل تمتد لتشمل استكشاف التراث البنغالي بشكل متكامل يعكس الحياة اليومية والعادات والتقاليد، مما يجعلها تجربة غنية تُثري التفاعل الثقافي بين الزوار.

معروضات للأزياء التقليدية (الشرق الأوسط)

وحظيت الفعاليات منذ انطلاقها بإقبال واسع من الزوار الذين عبروا عن إعجابهم بجمال الفلكلور البنغالي وتنوع العروض الفنية المقدمة، كما أبدى العديد من الحاضرين تقديرهم لهذه المبادرات التي تسهم في تعزيز التفاهم والتفاعل بين الثقافات.

وأكّد المسؤولون أن هذه المبادرة تأتي جزءاً من سلسلة برامج ثقافية تهدف إلى تعزيز المشهد الثقافي في المملكة، بما يتماشى مع «رؤية السعودية 2030» التي تدعم التنوع والانفتاح الثقافي.