«مهرجان فاس للموسيقى» يحتفي برابعة العدوية وابن عربي والرومي

مع أمسيات وحفلات وندوات فكرية وعروض فنية

جانب من فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان الموسيقى الروحية في مدينة فاس («الشرق الأوسط»)
جانب من فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان الموسيقى الروحية في مدينة فاس («الشرق الأوسط»)
TT

«مهرجان فاس للموسيقى» يحتفي برابعة العدوية وابن عربي والرومي

جانب من فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان الموسيقى الروحية في مدينة فاس («الشرق الأوسط»)
جانب من فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان الموسيقى الروحية في مدينة فاس («الشرق الأوسط»)

تحتضن مدينة فاس المغربية تظاهرة فنية دأبت على تنظيمها كل سنة، وباتت تقليدا سنويا يظهر غنى التراث الروحي والثقافي بالمغرب وعبر العالم، حيث سيحتفي مهرجان فاس للثقافة الصوفية في دورته التاسعة بالمحبة تحت شعار «دين المحبة من رابعة العدوية، ابن عربي، وجلال الدين الرومي إلى اليوم»، وذلك ما بين 18 و25 أبريل (نيسان) المقبل.
وأوضح فوزي الصقلي، مدير المهرجان الذي كان يتحدث في لقاء صحافي بالدار البيضاء، أن الحب اعتبر أعلى إنجاز للروحانية والإيمان، سواء كانت محبة القريب أو محبة بعضنا البعض أو محبة الآخر المطلقة التي تعد محبة أقرب إلينا من أنفسنا، مضيفا أن الحب عيش وجرى التغني به ونزل في جميع أشكال العمل والحياة من خلال سلسلة متصلة من النساء والرجال من ثقافات مختلفة.
وذكر الصقلي أن هذه المحبة جعلتها رابعة العدوية خالصة من حظ الجنة والنجاة من النار، واتخذها جلال الدين الرومي شاهدا على الحريق والدمار، في حين أعلن ابن عربي بوضوح «أدين بدين الحب أنى توجهت ركائبه، الحب ديني وإيماني». داعيا إلى الابتعاد «عن الرسوم الحمقاء والمزيفة للأديان من أجل الدخول إلى أحضان النصوص والشعر والفعل التي تبث الحياة في العقل والقلب وتغوص بنا في مزيد من التجارب العميقة التي لا توصف».
من جهة ثانية، أبرز المنظمون أن المهرجان يهدف لاكتشاف أو إعادة اكتشاف المغاربة لثقافتهم والتنوع الفني والفكري والروحي، وإعطاء صبغة دولية للصورة الإيجابية للإسلام، من خلال لغة عالمية منفتحة، ومن خلال السلم الذي يحمله الطريق الروحي، وأن هذه التظاهرة تسعى إلى تعزيز وضعية المغرب في الحوار بين الثقافات، عبر بناء قنطرة تصل بين الشرق والغرب، إضافة إلى التعريف بالثراء الفني الذي أسهم فيه التصوف: الرسم والخط، والغناء، والموسيقى، والأفلام الفنية والكتب والمعارض، وكذا التعريف بالفنانين والمفكرين المعاصرين. وتضم فعاليات المهرجان حفلات موسيقية تحتفي بفن السماع والموسيقى الروحية العربية والأندلسية، إلى جانب تنظيم فقرات تزاوج ما بين الأمسيات الصوفية وحلقات الذكر واللقاءات والندوات الفكرية التي ستتخذ من شعار هذه الدورة موضوعا لها. كما ستنظم الكثير من الندوات الفكرية والموائد المستديرة والحوارات حول دور التصوف في العالم اليوم وأنجع التصورات من أجل ربط الروحانية بالعمل الاجتماعي والبيئي وبالمقاولة، وكذا أنجع الوسائل لجعل الروحانية والتصوف مساهمان في التنمية البشرية، إضافة إلى ندوات فكرية من قبيل «هل هناك إحياء للتصوف في العالم الإسلامي؟»، والشعر الصوفي الفارسي، وجلال الدين الرومي والمولويون.. شعر النشوة والمحبة، وموضوع «جلال الدين الرومي والإرث الموسيقي الفارسي».
وسيناقش المشاركون في المهرجان قضايا أخرى تهم «الثقافة والشعر الصوفي الأمازيغي» و«رواد المحبة الروحية بين الشرق والغرب» و«نصوص وقصائد المحبة الروحية في المغرب والأندلس» و«الثقافة والتعبير عن الحب الروحي في أفريقيا جنوب الصحراء وغيرها».



إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».