هل تعتبر السجائر الإلكترونية طريقة فعّالة للإقلاع عن التدخين؟

رجل يستخدم سيجارة إلكترونية في تورونتو (أرشيفية - رويترز)
رجل يستخدم سيجارة إلكترونية في تورونتو (أرشيفية - رويترز)
TT

هل تعتبر السجائر الإلكترونية طريقة فعّالة للإقلاع عن التدخين؟

رجل يستخدم سيجارة إلكترونية في تورونتو (أرشيفية - رويترز)
رجل يستخدم سيجارة إلكترونية في تورونتو (أرشيفية - رويترز)

لا يبدو أن استخدام السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ الأخرى لمنع العودة إلى تدخين السجائر طريقة فعّالة حقاً، وفقاً لدراسة طويلة جديدة لما يقرب من 13 ألف مدخن في الولايات المتحدة.
وقال مؤلف الدراسة جون بيرس، أستاذ طب الأسرة في معهد يو سي سان دييغو في كلية ويرثيم للصحة العامة وعلوم طول العمر البشري: «هذه هي الدراسة الأولى التي تشير إلى ما إذا كان بإمكان مدخني السجائر التحول إلى السجائر الإلكترونية دون العودة إلى تدخين السجائر العادية مجدداً»، بحسب تقرير لشبكة «سي إن إن».
وأضاف في بيان مرفق بالدراسة: «الإقلاع عن التدخين هو أهم شيء يمكن للمدخنين القيام به لتحسين صحتهم... لكن الأدلة تشير إلى أن التحول إلى السجائر الإلكترونية يجعل الاحتمال أقل وليس أكثر فيما يرتبط بالعودة إلى التدخين».
وقال بيرس لشبكة «سي إن إن» إن الدراسة لم تبحث في استخدام العلاج ببدائل النيكوتين المصمم لمساعدة الناس على الإقلاع عن التدخين. وتشمل هذه العلاجات اللاصقات والعلكة والأقراص التي تحتوي على كميات محدودة من النيكوتين.
وتابع بيرس: «هذه الدراسة لا تركز على محاولات الإقلاع عن التدخين، بل على الأشخاص الذين يبدو أنهم نجحوا في الإقلاع عن السجائر وما إذا كان أولئك الذين تحولوا إلى مصدر بديل من النيكوتين لديهم نتائج أفضل من أولئك الذين يمتنعون عن النيكوتين كلياً».
* استخدام السجائر الإلكترونية لمكافحة التدخين
يتزايد استخدام السجائر الإلكترونية حيث يبحث المدخنون عن طرق للتخلص من عادتهم - ثم الابتعاد عن السجائر إلى الأبد. تعمل السجائر الإلكترونية عن طريق تسخين سائل نقي يسمى العصير الإلكتروني - يتكون من منكهات وبروبيلين جليكول وغليسرين وغالباً النيكوتين - حتى يتبخر.
أصبح استخدام هذه التقنية للإقلاع عن التبغ شائعاً بشكل خاص في المملكة المتحدة بعد أن وجدت دراسة أن السجائر الإلكترونية ساعدت 50 ألف إلى 70 ألف مدخن في إنجلترا على الإقلاع عن التدخين في عام 2017.
من المفترض أن تدخين السجائر الإلكترونية يزيل نحو 7 آلاف أو أكثر من المواد الكيماوية الموجودة في السيجارة المشتعلة ودخانها، وكثير منها سام، وفقاً لـ«جونز هوبكنز». لكن استخدامها أصبح مثيراً للجدل في الولايات المتحدة ودول أخرى بسبب التحذيرات من الآثار الصحية المحتملة على المدى الطويل.
ووجد التحليل الجديد أن 50 في المائة من المدخنين السابقين الذين أقلعوا عن تدخين التبغ نهائياً توقفوا عن تدخين السجائر في المتابعة السنوية الثانية، لكن 41.5 في المائة فقط من أولئك الذين استخدموا أي شكل آخر من أشكال تعاطي التبغ، بما في ذلك السجائر الإلكترونية، توقفوا عن التدخين بنجاح.
وأوضح بيرس عبر البريد الإلكتروني: «أولئك الذين تحولوا إلى السجائر الإلكترونية (أو في الواقع شكل آخر من أشكال التبغ) كانوا أكثر عرضة بنسبة 8.5 في المائة للعودة إلى السجائر».
وأضاف: «إذا كان التحول إلى السجائر الإلكترونية وسيلة فعالة للإقلاع عن تدخين السجائر، فإن أولئك الذين تحولوا إلى السجائر الإلكترونية يجب أن يكون لديهم معدلات أقل بكثير فيما يرتبط بالعودة إلى تدخين السجائر، وليس العكس».


مقالات ذات صلة

السجائر الإلكترونية تُضعف تدفق الدم

صحتك السجائر الإلكترونية هي أجهزة تنتج رذاذاً يُستنشق إلى الرئتين (رويترز)

السجائر الإلكترونية تُضعف تدفق الدم

كشفت دراسة أميركية عن وجود تأثيرات فورية لاستخدام السجائر الإلكترونية على وظائف الأوعية الدموية، حتى في حالة عدم احتوائها على النيكوتين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق رجل يركب دراجة نارية وسط ضباب كثيف بالقرب من نيودلهي (إ.ب.أ)

استنشاق هواء نيودلهي يعادل تدخين 50 سيجارة يومياً

مع تفاقم الضباب الدخاني السام الذي يلف نيودلهي هذا الأسبوع، فرضت السلطات في العاصمة الهندية مجموعة من القيود الأكثر صرامة على حركة المركبات والسكان.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
يوميات الشرق المتجر يُلبِّي احتياجات الراغبين في الإقلاع بتوفير «دزرت» بجميع النكهات (واس)

«دزرت» تطلق أول متاجرها في السعودية للحد من التدخين

أطلقت «دزرت» (DZRT)، العلامة التجارية للمساعدة في الإقلاع عن التدخين، أول متاجرها داخل السعودية، وذلك في «منطقة بوليفارد سيتي»، بالتزامن مع انطلاق «موسم الرياض»

«الشرق الأوسط» (الرياض)
علوم يتيح اكتشاف التغيرات في بنية العظام بين بقايا مستخدمي التبغ لعلماء الآثار تصنيف بقايا دون أسنان لأول مرة (جامعة ليستر)

اكتشاف علمي: التدخين يترك آثاراً في العظام تدوم لقرون

التبغ يترك بصمات على العظام تستمر لقرون بعد الوفاة.

«الشرق الأوسط» (ليستر)
صحتك المدخنون لديهم مستوى أعلى من البكتيريا الضارة في الفم مقارنة بغير المدخنين (رويترز)

دراسة: المدخنون لديهم مستوى أعلى من البكتيريا الضارة في أفواههم

كشفت دراسة علمية جديدة أن المدخنين لديهم مستوى أعلى من البكتيريا الضارة في الفم مقارنة بغير المدخنين.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

يطمح الفنان المصري هشام نوّار إلى إعادة تشكيل الجسد بصرياً عبر معرضه «الجميلات النائمات» متشبعاً بالعديد من الثيمات الأيقونية في الفن والأدب والتاريخ الإنساني، خصوصاً في التعامل مع الجسد الأنثوي، بما يحمله من دلالات متعددة وجماليات عابرة للزمان ومحيّدة للمكان.

يذكر أن المعرض، الذي يستضيفه «غاليري ضي» بالزمالك (وسط القاهرة) حتى 5 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، يضم ما يزيد على 50 لوحة تتنوع خاماتها بين استخدام الألوان الزيتية على القماش بمساحات كبيرة، وبين الرسم بالألوان في مساحات أقل.

ويعدّ الجسد بمفهومه الجمالي والفني هو محور المعرض، والجسد الأنثوي تحديداً هو الأكثر حضوراً، بينما تبقى الوضعية الرئيسية التي اختارها الفنان، وهي فكرة «تمثال الكتلة» المصري القديم، وتوظيفه على هيئة فتاة نائمة هي الأكثر تعبيراً عن الفكرة التي يسعى لتقديمها، واضعاً ثيمتي الجمال، ممثلاً في الجسد الأنثوي، والنوم ممثلاً في وضعية واحدة تجسد المرأة، وهي نائمة في وضع أشبه بالجلوس، في إطار مشبع بالدلالات.

اللونان الأصفر والأحمر كانا لافتين في معظم الأعمال (الشرق الأوسط)

وعن المعرض، يقول هشام نوار: «الفكرة تستلهم تمثال الكتلة المصري القديم، فمعظم الشخصيات التي رسمتها تعود لهذا التمثال الذي ظهر في الدولة المصرية القديمة الوسطى، واستمر مع الدولة الحديثة، ويمثل شخصاً جالساً يضع يديه على ركبته، وكأنه يرتدي عباءة تخبئ تفاصيل جسده، فلا يظهر منه سوى انحناءات خفيفة، ويكون من الأمام مسطحاً وعليه كتابات، وكان يصنع للمتوفى، ويكتب عليه صلوات وأدعية للمتوفى».

ويضيف نوار لـ«الشرق الأوسط»: «تم عمل هذا التمثال لمهندس الدير البحري في الدولة الحديثة، الذي كان مسؤولاً عن تربية وتثقيف ابنة حتشبسوت، فيظهر في هيئة تمثال الكتلة، فيما تظهر رأس البنت من طرف عباءته، ومحمود مختار هو أول من اكتشف جماليات تمثال الكتلة، وعمل منها نحو 3 تماثيل شهيرة، هي (كاتمة الأسرار) و(الحزن) و(القيلولة)».

حلول جمالية بالخطوط والألوان (الشرق الأوسط)

وقد أهدى الفنان معرضه للكاتب الياباني الشهير ياسوناري كاواباتا (1899 - 1972) الحائز على نوبل عام 1968، صاحب رواية «منزل الجميلات النائمات» التي تحكي عن عجوز يقضي الليل بجوار فتاة جميلة نائمة بشرط ألا يلمسها، كما أهداه أيضاً للمثال المصري محمود مختار (1891 – 1934) تقديراً لتعامله مع فكرة «تمثال الكتلة».

وحول انتماء أعماله لمدرسة فنية بعينها، يقول: «لا يشغلني التصنيف، ما يشغلني معالجة خطوط الجسد البشري، كيف أجد في كل مرة حلاً مختلفاً للوضع نفسه، فكل لوحة بالنسبة لي تمثل الحالة الخاصة بها».

الفنان هشام نوار في معرضه «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

ويشير نوّار إلى أنه لم يتوقع أن يرسم كل هذه اللوحات، وتابع: «الفكرة وراء الجميلات النائمات الممنوع لمسهن، لكن تظل المتعة في الرؤية والحلم الذي يمكن أن يحلمه الشخص، حتى إن ماركيز قال إنه كان يتمنى أن يكتب هذه الرواية».

«يؤثر التلوين والتظليل على الكتلة، ويجعلها رغم ثباتها الظاهر في حال من الطفو وكأنها تسبح في فضاء حر، هنا تبرز ألوان الأرض الحارة التي احتفى بها الفنان، وتطغى درجات الأصفر والأحمر على درجات الأخضر والأزرق الباردة»، وفق الكاتبة المصرية مي التلمساني في تصديرها للمعرض.

أفكار متنوعة قدّمها الفنان خلال معرض «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

وتعدّ مي أن هذا المعرض «يكشف أهمية مقاومة الموت من خلال صحوة الوعي، ومقاومة الذكورية القاتلة من خلال الحفاوة بالجسد الأنثوي، ومقاومة الاستسهال البصري من خلال التعمق الفكري والفلسفي؛ ليثبت قدرة الفن الصادق على تجاوز الحدود».

وقدّم الفنان هشام نوّار 12 معرضاً خاصاً في مصر وإيطاليا، كما شارك في العديد من المعارض الجماعية، وعمل في ترميم الآثار بمنطقة الأهرامات عام 1988، كما شارك مع الفنان آدم حنين في ترميم تمثال «أبو الهول».