دراسة: استجابة الحوامل والمرضعات للجرعة الأولى من لقاح كورونا «ضعيفة نسبياً»

سيدة أميركية حامل تتلقى لقاح «كورونا» (رويترز)
سيدة أميركية حامل تتلقى لقاح «كورونا» (رويترز)
TT

دراسة: استجابة الحوامل والمرضعات للجرعة الأولى من لقاح كورونا «ضعيفة نسبياً»

سيدة أميركية حامل تتلقى لقاح «كورونا» (رويترز)
سيدة أميركية حامل تتلقى لقاح «كورونا» (رويترز)

أكدت دراسة علمية جديدة على أهمية تلقي الحوامل والمرضعات جرعتي لقاح «كورونا،» مشيرة إلى أن استجابة هؤلاء النساء للجرعة الأولى فقط من اللقاح «ضعيفة نسبياً».
وبحسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء، فقد فحص فريق الدراسة الاستجابات المناعية لأكثر من 100 امرأة، بما في ذلك الحوامل والمرضعات وغير الحوامل، بعد تلقيهن لقاحات «فايزر» أو «موديرنا».
ووجد الباحثون التابعون لمستشفى ماساتشوستس العام أنه، رغم أن جميع المشاركين طوروا أجساماً مضادة لـ«كورونا» بعد التطعيم، فإن الاستجابات المناعية الأخرى، مثل قدرة مستقبلات «إف سي» على أداء وظيفتها، وصلت إلى المستويات القياسية لدى النساء الحوامل والمرضعات بعد الجرعة الثانية فقط.
وتوجد مستقبلات «إف سي» على سطح الخلايا والأنسجة المناعية، ولا بد أن تترابط هذه المستقبلات بالأجسام المضادة للفيروس حتى يتمكن الجسم من مكافحة العدوى بأفضل أداء ممكن.
وقال الدكتور أندريا إيدلو، المؤلف الرئيسي للدراسة: «قررنا إجراء هذه الدراسة لتوفير بيانات واقعية حول كيفية استجابة النساء الحوامل والمرضعات للقاحات كورونا، حيث تم استبعاد هؤلاء الأفراد من تجارب اللقاح الأولية». وأضاف: «إن تضمين الحوامل في الأبحاث أمر بالغ الأهمية لمكافحة التردد في الحصول على اللقاحات، خاصة لكونهن أكثر عرضة للإصابة بأعراض كورونا الخطيرة».
وتابع إيدلو: «لقد وجدنا أن تلقي الحوامل والمرضعات جرعة اللقاح الثانية أمراً ضرورياً للغاية لضمان أداء الأجسام المضادة لوظيفتها بالشكل الصحيح، وللتأكد من تمرير هذه الأجسام إلى الأجنة وحديثي الولادة».
وتم نشر الدراسة أمس (الثلاثاء) في مجلة Science Translational Medicine العلمية.
واقترحت دراسة ثانية نشرت في نفس المجلة أن حمل النساء بأجنة ذكور يقلل استجابة أجسادهن للأجسام المضادة للفيروسات، مقارنة بحملهن لأجنة إناث.
ومنذ بدء تفشي الوباء، وجدت الكثير من الدراسات أن الأمهات الحوامل أكثر عُرضة لخطر الإصابة بـ«كورونا» مقارنة بعامة السكان.
وبمجرد إصابتهن بـ«كورونا»، تصبح الحوامل أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات الفيروس الخطيرة أو الوفاة بسببه.
ووجدت إحدى الدراسات التي أجرتها جامعة واشنطن في سياتل أن النساء الحوامل المصابات بـ«كورونا» كنّ أكثر عُرضة 3.5 مرة للدخول إلى المستشفى بسبب مضاعفات الفيروس و14 مرة للوفاة من الفيروس مقارنة بغيرهن.
كما وجدت دراسة أخرى أجراها باحثون من جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة، أن الأمهات الحوامل المصابات بـ«كورونا» يكنّ أكثر عُرضة بنسبة 76 في المائة للإصابة بمقدمات الارتعاج - أحد مضاعفات الحمل التي تتميز بارتفاع ضغط الدم - وأكثر عرضة للولادة المبكرة بنسبة 59 في المائة.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».