مقتل 24 مسلحا من المتشددين في شمال شرقي نيجيريا

مقتل 24 مسلحا من المتشددين في شمال شرقي نيجيريا
TT

مقتل 24 مسلحا من المتشددين في شمال شرقي نيجيريا

مقتل 24 مسلحا من المتشددين في شمال شرقي نيجيريا

قال الجيش النيجيري أمس الثلاثاء إن قواته قتلت 24 من المسلحين المتطرفين في هجومين بشمال شرقي البلاد وصادرت بعض الأسلحة». وتقاتل جماعة «بوكو حرام» وتنظيم «داعش» - ولاية غرب أفريقيا» المنبثق عنها القوات المسلحة النيجيرية منذ أكثر من عشرة أعوام في صراع أودى بحياة مئات الآلاف وشرد الملايين». وقال الميجر جنرال كريستوفر موسى قائد فريق مكافحة المتشددين لرويترز إن الجنود قتلوا 16 من أعضاء «بوكو حرام» على بعد بضعة كيلومترات من مدينة مايدوجوري عاصمة ولاية بورنو». وأضاف أن القوات صادرت شاحنتين مزودتين بمدافع رشاشة ودمرت واحدة أثناء الاشتباك». وقال متحدث باسم الجيش إن القوات قتلت في وقت متأخر من مساء أول من أمس أربعة من أعضاء تنظيم (الدولة الإسلامية - ولاية غرب أفريقيا) وأن أربعة آخرين يشتبه في أنهم متشددون قتلوا عندما انفجرت عبوة ناسفة في شاحنتهم». وكان الرئيس النيجيري محمد بخاري قال إن قوات الأمن تحقق انتصارات ضد المتشددين في شمال شرقي البلاد وضد عصابات مسلحة نفذت عمليات خطف وقتلت المئات في الشمال الغربي». وفي الأسبوع الماضي أعلن رئيس أركان الجيش النيجيري موت زعيم تنظيم (داعش - ولاية غرب أفريقيا) أبو مصعب البرناوي دون أن يذكر مزيدا من التفاصيل». إلى ذلك، قال حاكم ولاية سوكوتو في شمال نيجيريا أول من أمس إن مسلحين قتلوا ما لا يقل عن 43 شخصاً في هجوم بالولاية». وقال حاكم الولاية أمينو وزيري تامبووال في بيان إن الهجوم بدأ في سوق أسبوعية في جورونيو واستمر حتى أول من أمس». وقتل مسلحون في شمال غربي نيجيريا عشرات الأشخاص وخطفوا المئات طلبا لفدى خلال العام الماضي فيما يمثل أزمة أمنية تحاول الحكومة حلها من خلال قطع الاتصالات والعمليات العسكرية وتعزيز قوات الشرطة». وقال تاجر يدعى إيلياسو آبا لرويترز إن هناك 60 جثة في مستشفى جورونيو العام وإن آخرين أصيبوا وهم يفرون». وأضاف «اقتحم المسلحون السوق بينما كانت تعج بالمشترين والبائعين... كانوا يطلقون النار علينا عشوائيا بعد أن أحاطوا بالسوق وراحوا يطلقون الرصاص في كل اتجاه ويقتلون الناس». وقال آبا إن المهاجمين تغلبوا على الشرطة عندما حاولت التدخل». ولم يرد متحدث باسم الشرطة بعد على طلب التعليق.
وفي نيامي أعلنت السلطات المحلية في غرب النيجر أن ثلاثة شرطيين قتلوا وأصيب آخرون بجروح في هجوم شنه ليلة أول من مسلحون جهاديون على مركز للشرطة قرب الحدود مع بوركينا فاسو». وقال مسؤول في تيرا، المقاطعة الواقعة في منطقة تيلابيري (غرب) داخل المثلث الحدودي (النيجر وبوركينا فاسو ومالي) لوكالة الصحافة الفرنسية طالباً عدم نشر اسمه إن «هجوماً استهدف ليلة أول من أمس مركز بيتيلكول الحدودي. لقد قتل شرطيان وأصيب سبعة آخرون بجروح». بدوره قال لوكالة الصحافة الفرنسية عضو في وفد رسمي توجه من تيرا إلى مكان الهجوم «نحن عائدون لتونا من بيتيلكول حيث تم العثور على جثة شرطي ثالث». ويقع مركز بيتيلكول الحدودي على بعد 10 كيلومترات من الحدود مع بوركينا فاسو التي تتعرض بدورها لهجمات إرهابية، شأنها في ذلك شأن مالي». ولفت المسؤول في تيرا إلى أنه خلال الهجوم تم «إحراق» سيارات يمتلكها مواطنون عاديون و«اختفت أسلحة». ووفقاً لمصدر في بلدية المدينة فإن «مسلحين على متن دراجات نارية» حاولوا عصر السبت مهاجمة المركز الحدودي «لكن الشرطة صدتهم». وفي مايو 2017، استهدف هجوم مماثل الموقع الحدودي نفسه مما أسفر عن مقتل عنصرين من الشرطة النيجرية ومدني، في حين نهب المهاجمون أسلحة وألحقوا أضراراً بعدد من السيارات والآليات.



موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
TT

موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)

يشكّل تحديث العقيدة النووية لروسيا الذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخراً، تحذيراً للغرب، وفتحاً ﻟ«نافذة استراتيجية» قبل دخول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب البيت الأبيض، وفق تحليل لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.

«إن تحديث العقيدة النووية الروسية يستبعد احتمال تعرّض الجيش الروسي للهزيمة في ساحة المعركة»، بيان صادر عن رئيس الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرغي ناريتشكين، لا يمكن أن يكون بياناً عادياً، حسب «لوفيغارو». فمن الواضح، حسب هذا التصريح الموجه إلى الغربيين، أنه من غير المجدي محاولة هزيمة الجيش الروسي على الأرض، لأن الخيار النووي واقعي. هذه هي الرسالة الرئيسة التي بعث بها فلاديمير بوتين، الثلاثاء، عندما وقّع مرسوم تحديث العقيدة النووية الروسية المعتمد في عام 2020.

ويدرك الاستراتيجيون الجيوسياسيون الحقيقة الآتية جيداً: الردع هو مسألة غموض (فيما يتعلّق باندلاع حريق نووي) ومسألة تواصل. «وفي موسكو، يمكننا أن نرى بوضوح الذعر العالمي الذي يحدث في كل مرة يتم فيها نطق كلمة نووي. ولا يتردد فلاديمير بوتين في ذكر ذلك بانتظام، وفي كل مرة بالنتيجة المتوقعة»، حسب الصحيفة. ومرة أخرى يوم الثلاثاء، وبعد توقيع المرسوم الرئاسي، انتشرت موجة الصدمة من قمة مجموعة العشرين في كييف إلى بكين؛ حيث حثّت الحكومة الصينية التي كانت دائماً شديدة الحساسية تجاه مبادرات جيرانها في ما يتصل بالمسائل النووية، على «الهدوء» وضبط النفس. فالتأثير الخارق الذي تسعى روسيا إلى تحقيقه لا يرتبط بالجوهر، إذ إن العقيدة النووية الروسية الجديدة ليست ثورية مقارنة بالمبدأ السابق، بقدر ارتباطها بالتوقيت الذي اختارته موسكو لهذا الإعلان.

صورة نشرتها وزارة الدفاع الروسية في الأول من مارس 2024 اختبار إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات تابع لقوات الردع النووي في البلاد (أ.ف.ب)

العقيدة النووية الروسية

في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي حين شنّت قوات كييف في أغسطس (آب) توغلاً غير مسبوق في منطقة كورسك في الأراضي الروسية، رد فلاديمير بوتين بتحديد أنه يمكن استخدام الأسلحة النووية ضد دولة غير نووية تتلقى دعماً من دولة نووية، في إشارة واضحة إلى أوكرانيا والولايات المتحدة. لكن في نسخة 2020 من الميثاق النووي الروسي، احتفظت موسكو بإمكانية استخدام الأسلحة الذرية أولاً، لا سيما في حالة «العدوان الذي تم تنفيذه ضد روسيا بأسلحة تقليدية ذات طبيعة تهدّد وجود الدولة ذاته».

وجاء التعديل الثاني في العقيدة النووية الروسية، الثلاثاء الماضي، عندما سمحت واشنطن لكييف باستخدام الصواريخ بعيدة المدى: رئيس الكرملين يضع ختمه على العقيدة النووية الجديدة التي تنص على أن روسيا ستكون الآن قادرة على استخدام الأسلحة النووية «إذا تلقت معلومات موثوقة عن بدء هجوم جوي واسع النطاق عبر الحدود، عن طريق الطيران الاستراتيجي والتكتيكي وصواريخ كروز والطائرات من دون طيار والأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت». وحسب المتخصصة في قضايا الردع في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (إيفري)، هيلواز فايت، فإن هذا يعني توسيع شروط استخدام السلاح النووي الروسي.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال اجتماع على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان 28 يونيو 2019 (رويترز)

انتظار عودة ترمب

لفترة طويلة، لاحظ صقور الاستراتيجية الجيوستراتيجية الروسية أن الردع الروسي تلاشى. وبالنسبة إليهم، فقد حان الوقت لموسكو لإعادة تأكيد خطوطها الحمراء من خلال «إعادة ترسيخ الخوف» من الأسلحة النووية، على حد تعبير سيرغي كاراجانوف، الخبير الذي يحظى باهتمام فلاديمير بوتين. ةمن هذا المنظار أيضاً، يرى هؤلاء المختصون اندلاع الحرب في أوكرانيا، في 24 فبراير (شباط) 2022، متحدثين عن «عدوان» من الغرب لم تكن الترسانة النووية الروسية قادرة على ردعه. بالنسبة إلى هؤلاء المتعصبين النوويين، ينبغي عدم حظر التصعيد، بل على العكس تماماً. ومن الناحية الرسمية، فإن العقيدة الروسية ليست واضحة في هذا الصدد. لا تزال نسخة 2020 من العقيدة النووية الروسية تستحضر «تصعيداً لخفض التصعيد» غامضاً، بما في ذلك استخدام الوسائل غير النووية.

وحسب قناة «رايبار» المقربة من الجيش الروسي على «تلغرام»، فإنه كان من الضروري إجراء تحديث لهذه العقيدة؛ لأن «التحذيرات الروسية الأخيرة لم تُؤخذ على محمل الجد».

ومن خلال محاولته إعادة ترسيخ الغموض في الردع، فإن فلاديمير بوتين سيسعى بالتالي إلى تثبيط الجهود الغربية لدعم أوكرانيا. وفي ظل حملة عسكرية مكلفة للغاية على الأرض، يرغب رئيس «الكرملين» في الاستفادة من الفترة الاستراتيجية الفاصلة بين نهاية إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ووصول الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، الذي يتوقع منه بوتين مبادرات سلام محتملة لإنهاء الحرب.

يسعى بوتين، وفق الباحثة في مؤسسة «كارنيغي»، تاتيانا ستانوفايا، لوضع الغرب أمام خيارين جذريين: «إذا كنت تريد حرباً نووية، فستحصل عليها»، أو «دعونا ننهي هذه الحرب بشروط روسيا».