تقنية الفار لا تزال في مرحلة التطور... وأخطاء الحكام «الكوميدية» تتواصل

الجدل بشأنها لم ينتهِ بعد... وحالات الاحتجاج والغضب تزداد

قرارات مارتن أتكينسون التحكيمية أثارت جدلاً واسعاً (أ.ف.ب)
قرارات مارتن أتكينسون التحكيمية أثارت جدلاً واسعاً (أ.ف.ب)
TT

تقنية الفار لا تزال في مرحلة التطور... وأخطاء الحكام «الكوميدية» تتواصل

قرارات مارتن أتكينسون التحكيمية أثارت جدلاً واسعاً (أ.ف.ب)
قرارات مارتن أتكينسون التحكيمية أثارت جدلاً واسعاً (أ.ف.ب)

بعد مرور بضعة أسابيع من بداية الموسم الجديد، لم تكن هناك شكاوى تذكر من الحكام أو من تقنية حكم الفيديو المساعد (الفار). وتشير جميع الأدلة في الدوري الإنجليزي الممتاز إلى أن الحكام كانوا يفعلون بالضبط ما هو مطلوب منهم، وهو المحافظة على سير المباريات دون الكثير من التوقفات لفترات طويلة. وحتى الخطوط المستخدمة لتحديد حالات التسلل تعرضت لتحديات «ثورية» من أجل وضع حد للقرارات السخيفة التي كانت تُحتسب لتقدم المهاجم بإصبع قدمه أو بإبطه! وقال مايك رايلي، رئيس لجنة الحكام، الذي لم يرغب في تحديد عدد الأهداف التي ستحتسب لمهاجم تشيلسي، تيمو فيرنر، الذي كان دائماً ما يقع في التسلل، بعد هذه التعديلات: «لقد أعدنا احتساب 20 هدفاً من الأهداف التي لم تحتسب بداعي التسلل خلال الموسم الماضي».
وكان مانشستر يونايتد من أوائل المستفيدين من هذه التعديلات، حيث سجل برونو فرنانديش هدفاً في مرمى ليدز يونايتد كان من المؤكد أنه سيُلغى لو أحرز قبل هذه التعديلات. وفي المباريات الأخرى في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز لهذا الموسم، كانت تقنية الفار شبه غائبة عن المباريات، ولم تتم الاستعانة بها إلا لبرايتون ونيوكاسل. فعلى ملعب «تيرف مور»، قام مدافع بيرنلي، جيمس تاركوفسكي، بدفع مهاجم برايتون نيل موباي قبل لحظات من تسجيل تاركوفسكي لهدف مبكر كان من المفترض أن يُلغى بعد الرجوع لتقنية الفار، لكن ذلك لم يحدث. وعلى ملعب «سانت جيمس بارك»، احتسب حكم اللقاء مارتن أتكينسون ركلة جزاء ضد لاعب نيوكاسل، جاكوب مورفي، قبل أن تُلغى بعد الرجوع لتقنية الفار.
ومرة أخرى، وجد أتكينسون نفسه في محور الأحداث، عندما قرر عدم معاقبة تاركوفسكي بعد تدخله العنيف على لاعب إيفرتون، ريتشارليسون، وهو التدخل الذي كان ينبغي أن يؤدي إلى حصول تاركوفسكي على البطاقة الحمراء. وفي هذه الحالة، كان الحكم المساعد، تيم وود، هو الذي قرر عدم احتساب أحد أكثر الأخطاء وضوحاً في الجولات الأربع الأولى من الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. ومع ذلك، وبعد 40 مباراة لم تشهد سوى القليل من القرارات التحكيمية المثيرة للجدل، هناك إجماع بين المديرين الفنيين واللاعبين والنقاد و95 في المائة من المشجعين الذين استُطلعت آراؤهم من قِبل رابطة مشجعي كرة القدم الذين زعموا أن تقنية الفار جعلت مباريات كرة القدم أقل متعة في عام 2021، على أننا ربما كنا متسرعين بعض الشيء في إدانتنا لتقنية الفار التي تطلبت بعض الوقت حتى تعمل بالطريقة المرجوة.
ورغم أن نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2020 لم تخلُ من بعض الخلافات التحكيمية البسيطة، لم تكن هناك أخطاء تحكيمية كبيرة أثرت على نتائج المباريات، وتمت الإشادة بالأطقم التحكيمية التسعة عشر المعينة من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، لأن هؤلاء الحكام ساعدوا على سير المباريات بسلاسة وعدم توقفها لفترات طويلة كما كان يحدث في السابق. وفي الشهر الأول من الموسم الحالي للدوري الإنجليزي الممتاز، بدا أن لجنة الحكام المحترفين لمباريات الدوري الإنجليزي الممتاز قد نجحت تماماً في جهودها التي تهدف إلى تدخل تقنية الفار في أقل الحالات الممكنة.
ثم سافر مانشستر يونايتد إلى لندن لمواجهة وستهام. وفي المباراة قبل الأخيرة في عطلة نهاية ذلك الأسبوع، تعرض الحكم ستيوارت أتويل للسخرية بسبب قراره المثير للجدل بمنح برايتون ركلة جزاء ضد ليستر سيتي عندما كان واضحاً للجميع باستثنائه هو ومساعده في تقنية حكم الفيديو المساعد، غراهام سكوت، أنه يجب احتساب ركلة حرة لصالح ليستر سيتي. وفي نفس هذه الجولة، وفي المباراة التي فاز فيها مانشستر يونايتد على وستهام، ارتكب أتكينسون سلسلة من الأخطاء الكوميدية الواضحة، ولم تتدخل تقنية الفار إلا لتصحيح خطأ واحد فقط من هذه الأخطاء.
وكتب ريتشارد كيز، الذي يعمل الآن مقدماً للبرامج في قناة «بي إن سبورتس»: «فيما كان يفكر مارتن أتكينسون؟ وما الذي لم يره عندما تعرض رونالدو لخطأ مرتين داخل منطقة الجزاء: ليس مرة واحدة، بل مرتين. بالطبع لن نعرف ذلك أبداً، لأن لجنة الحكام المحترفين لمباريات الدوري الإنجليزي الممتاز لن تكشف عن ذلك وستدافع عن مارتن».
ويعمل كيز في قطر منذ فترة طويلة، وبالتالي فربما لا يعرف الطبيعة المشحونة بين الحكام السابقين والحاليين في إنجلترا. وقال الحكم السابق مارك كلاتينبيرغ لموقع «ذا أتلتيك» الرياضي: «نحن لا نحظى بشعبية كبيرة في العالم الخارجي، ونعاني من الصراعات الداخلية». لكن الحكم السابق تغاضى عن أخطاء العديد من زملائه السابقين، وصب معظم غضبه على أتكينسون، الذي عانى من عدة أسابيع عصيبة ولا يبدو أنه يقوم بعمله بالشكل الصحيح في الوقت الحالي، حيث يرتكب الكثير من الأخطاء الواضحة.
ورغم التقدم البطيء الذي تشهده تقنية الفار، ستظل هذه التقنية مصدراً للجدل المستمر والغضب، وهو الأمر الذي نشاهده في الملخص الأسبوعي الذي يعده ديل جونسون، الخبير المتخصص في حالات الفار والمحرر بشبكة «إي إس بي إن» بشأن القرارات التحكيمية المثيرة للجدل، مثل عدم حصول ليدز يونايتد على ركلة جزاء بعد التدخل المتهور من قبل مدافع واتفورد، ويليام تروست إيكونغ، على دانيال جيمس في نهاية الأسبوع الماضي.
وفي عالم تركز فيه المناقشات والحوارات التلفزيونية قبل وأثناء وبعد مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز على قرارات التحكيم أكثر من كرة القدم الفعلية التي تلعب داخل الملعب، فإن غضب المشجعين من الظلم الحقيقي أو المتصور من قبل الحكام داخل الملعب ومساعديهم في تقنية الفار، سوف يتفاقم بشكل طبيعي. وستكون النتيجة الحتمية هي التدقيق في الحالات التحكيمية بشكل أكبر!


مقالات ذات صلة

5 نقاط رئيسية تحسم مباراة ليفربول ومانشستر سيتي

رياضة عالمية يمتلك محمد صلاح سجلا رائعا أمام مانشستر سيتي (رويترز)

5 نقاط رئيسية تحسم مباراة ليفربول ومانشستر سيتي

من الحماقة التقليل من شأن سيتي حتى بعد خوضه 6 مباريات دون فوز بشكل لم يكن أحد يتوقعه قبل شهر من الآن

رياضة عالمية فان نيستلروي وقت أن كان مدرباً مؤقتاً لمانشستر يونايتد وكوبر قبل إقالته بعد المواجهة التي فاز فيها يونايتد على ليستر سيتي (رويترز)

ماذا يمكن أن يقدم فان نيستلروي لليستر سيتي؟

تعاقد ليستر سيتي مع فان نيستلروي الذي لم يعمل على مستوى الفريق الأول إلا لموسم واحد مع آيندهوفن

رياضة عالمية من المواجهة التي جمعت برايتون وساوثهامبتون (أ.ف.ب)

الدوري الإنجليزي: ساوثهامبتون يحرم برايتون من الوصافة

أهدر برايتون فرصة الارتقاء الى المركز الثاني مؤقتا بسقوطه في فخ التعادل 1-1 مع جاره الجنوبي ساوثمبتون الجمعة في افتتاح المرحلة الثالثة عشرة من الدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية نيستلروي عقب توقيعه العقد مع ليستر سيتي (حساب ليستر سيتي)

ليستر سيتي يستنجد بنيستلروي مدرباً جديداً لإنقاذه

أعلن ليستر سيتي المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، تعيين رود فان نيستلروي مدربا جديدا له خلفا لستيف كوبر بعقد يمتد حتى يونيو حزيران 2027.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كوناتي لن يتمكن من المشاركة في القمة الإنجليزية (أ.ف.ب)

كوناتي يقطع الشك: لن أشارك أمام مانشستر سيتي

ثارت شكوك حول احتمال غياب إبراهيما كوناتي، مدافع فريق ليفربول الإنجليزي، عن مباراة فريقه أمام مانشستر سيتي المقرر إقامتها الأحد في الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
TT

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)

وصل النجم النرويجي الدولي إيرلينغ هالاند إلى 100 مباراة في مسيرته مع فريق مانشستر سيتي، حيث احتفل بمباراته المئوية خلال فوز الفريق السماوي 2 - صفر على مضيفه تشيلسي، الأحد، في المرحلة الافتتاحية لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وكان المهاجم النرويجي بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى ملعب «الاتحاد» قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني في صيف عام 2022، حيث حصل على الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي الممتاز كأفضل هداف بالبطولة العريقة في موسميه حتى الآن. واحتفل هالاند بمباراته الـ100 مع كتيبة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا على أفضل وجه، عقب تسجيله أول أهداف مانشستر سيتي في الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي في شباك تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، ليصل إلى 91 هدفاً مع فريقه حتى الآن بمختلف المسابقات. هذا يعني أنه في بداية موسمه الثالث مع سيتي، سجل 21 لاعباً فقط أهدافاً للنادي أكثر من اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني الرسمي لمانشستر سيتي.

وعلى طول الطريق، حطم هالاند كثيراً من الأرقام القياسية للنادي والدوري الإنجليزي الممتاز، حيث وضع نفسه أحد أعظم الهدافين الذين شهدتهم هذه البطولة العريقة على الإطلاق. ونتيجة لذلك، توج هالاند بكثير من الألقاب خلال مشواره القصير مع سيتي، حيث حصل على جائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولاعب العام من رابطة كتاب كرة القدم، ولاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين، ووصيف الكرة الذهبية، وأفضل لاعب في جوائز «غلوب سوكر».

كان هالاند بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى مانشستر (أ.ف.ب)

وخلال موسمه الأول مع سيتي، أحرز هالاند 52 هدفاً في 53 مباراة في عام 2022 - 2023، وهو أكبر عدد من الأهداف سجله لاعب بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال موسم واحد بجميع البطولات. ومع إحرازه 36 هدفاً، حطم هالاند الرقم القياسي المشترك للأسطورتين آلان شيرر وآندي كول، البالغ 34 هدفاً لكل منهما كأكبر عدد من الأهداف المسجلة في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز. وفي طريقه لتحقيق هذا العدد من الأهداف في البطولة، سجل النجم النرويجي الشاب 6 ثلاثيات - مثل كل اللاعبين الآخرين في الدوري الإنجليزي الممتاز مجتمعين آنذاك. وخلال موسمه الأول مع الفريق، كان هالاند أيضاً أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل «هاتريك» في 3 مباريات متتالية على ملعبه، وأول لاعب في تاريخ المسابقة أيضاً يسجل في كل من مبارياته الأربع الأولى خارج قواعده. وكان تسجيله 22 هدفاً على أرضه رقماً قياسياً لأكبر عدد من الأهداف المسجلة في ملعب «الاتحاد» خلال موسم واحد، كما أن أهدافه الـ12 ب دوري أبطال أوروبا هي أكبر عدد يحرزه لاعب في سيتي خلال موسم واحد من المسابقة.

أما في موسمه الثاني بالملاعب البريطانية (2023 - 2024)، فرغم غيابه نحو شهرين من الموسم بسبب الإصابة، فإن هالاند سجل 38 هدفاً في 45 مباراة، بمعدل هدف واحد كل 98.55 دقيقة بكل المنافسات، وفقاً لموقع مانشستر سيتي الإلكتروني الرسمي. واحتفظ هالاند بلقب هداف الدوري الإنجليزي للموسم الثاني على التوالي، عقب إحرازه 27 هدفاً في 31 مباراة... وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما سجل هدفاً في تعادل مانشستر سيتي 1 - 1 مع ليفربول، حطم هالاند رقماً قياسياً آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما أصبح أسرع لاعب في تاريخ المسابقة يسجل 50 هدفاً، بعد خوضه 48 مباراة فقط بالبطولة.

وتفوق هالاند على النجم المعتزل آندي كول، صاحب الرقم القياسي السابق، الذي احتاج لخوض 65 لقاء لتسجيل هذا العدد من الأهداف في البطولة. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، وخلال فوز سيتي على لايبزيغ، أصبح اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً في ذلك الوقت أسرع وأصغر لاعب على الإطلاق يسجل 40 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، حيث انتقل إلى قائمة أفضل 20 هدافاً على الإطلاق بالمسابقة.

كما سجل هالاند 5 أهداف في مباراة واحدة للمرة الثانية في مسيرته مع سيتي في موسم 2023 - 2024، وذلك خلال الفوز على لوتون تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع انطلاق الموسم الجديد الآن، من يدري ما المستويات التي يمكن أن يصل إليها هالاند خلال الأشهر الـ12 المقبلة؟