تحفيز سوق البريد السعودي لاستقطاب الشركات الدولية

تنسيق حكومي لوضع آليات تطوير وتسهيل عمليات القطاع

يهدف النظام الجديد لإيجاد المناخ المناسب للمنافسة العادلة والفاعلة  وزيادة الفاعلية وسرعة انتشار الخدمات البريدية في السعودية
يهدف النظام الجديد لإيجاد المناخ المناسب للمنافسة العادلة والفاعلة وزيادة الفاعلية وسرعة انتشار الخدمات البريدية في السعودية
TT

تحفيز سوق البريد السعودي لاستقطاب الشركات الدولية

يهدف النظام الجديد لإيجاد المناخ المناسب للمنافسة العادلة والفاعلة  وزيادة الفاعلية وسرعة انتشار الخدمات البريدية في السعودية
يهدف النظام الجديد لإيجاد المناخ المناسب للمنافسة العادلة والفاعلة وزيادة الفاعلية وسرعة انتشار الخدمات البريدية في السعودية

بعد أن وافق مجلس الوزراء السعودي مؤخراً على نظام البريد، علمت «الشرق الأوسط» بتوجيهات لهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات والهيئة العامة للنقل، بالتنسيق مع وزارتي الاستثمار والتجارة، بوضع الآليات المناسبة لضمان ممارستهما لاختصاصاتهما المقررة نظاماً فيما يتصل بالقطاع دون تجاوز أو تداخل على نحو يسهل إجراءات إصدار التراخيص وما يتصل بها واستيفاء متطلباتها النظامية.
ووفقاً للمعلومات، يهدف النظام الجديد إلى تطوير القطاع وتنظيمه، وفق أحدث الأساليب والتقنيات الحديثة بشكل يضمن تقديم الخدمات البريدية بأسعار مناسبة وجودة عالية وتقنية احتياجات المجتمع منها بشكل متطور ومواكبة للمعايير العالمية في هذا المجال، وكذلك تحفيز السوق وتوفير بيئة جاذبة للاستثمار واستقطاب الشركات الدولية الرائدة ورفع مستوى عمل منظومة المؤسسات والشركات الوطنية.
ومن أهداف النظام الجديد إيجاد المناخ المناسب للمنافسة العادلة والفاعلة، وزيادة فاعلية السياسات العامة ذات الصلة، وتضافر الجهود بين الجهات العامة والخاصة بما يحقق الحوكمة الفاعلة، مع زيادة وسرعة انتشار الخدمات البريدية في التعاملات الحكومية والخدمات العامة والعلاقات مع الأفراد والأنشطة التجارية، بالإضافة إلى تنمية المهارات والكفايات المحلية، وتطوير مستواها، ورفع مشاركتها، وتشجيع الإبداع والابتكار وريادة الأعمال والبحث والتطوير، وإنشاء أسواق جديدة للبريد.
وحسب المعلومات، فإن النظام يهدف كذلك إلى حماية المصلحة العامة ومصالح المستفيدين والمحافظة على سرية المواد البريدية وأمنها وسلامتها، علاوة على المساهمة في نمو التجارة الإلكترونية.
وقرر مجلس الوزراء السعودي أن تشرف وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات على قطاع البريد، وتتولى عدداً من الاختصاصات، وهي وضع السياسات العامة والخطط التطويرية والبرامج ذات الصلة بشؤون القطاع والإشراف على تنفيذها بعد إقرارها، واقتراح مشاريع الأنظمة وتعديلها ومتابعة تنفيذها بعد اعتمادها، وكذلك تمثيل السعودية في المنظمات والاتحادات والهيئات المحلية والإقليمية والدولية المعنية، ومتابعة التزامات البلاد في هذا الشأن، وأن تمنح هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات أو الجهات الأخرى التي تراها صلاحية التمثيل.
وأوكل المجلس لوزارة الاتصالات إجراء المراجعة الدورية الشاملة لأداء البريد كلما اقتضت الحاجة لذلك، ونشر نتائجها للعموم والموافقة على القواعد والأسس والشروط المتعلقة بالخدمة الشاملة، وحق الاستخدام الشامل التي تقترحها هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، بالإضافة إلى إصدار القرارات اللازمة لتنفيذ ما يخصها من أحكام النظام ولائحته التنفيذية.
ولتحقيق أهداف النظام، تتولى هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات تحديد ضوابط ومعايير أجور الخدمات البريدية وفقاً لوضع السوق، ودرجة المنافسة، وتحديد المقابل المالي لفئات التراخيص وتجديدها، واقتراح القواعد والأسس والشروط المتعلقة بالخدمة الشاملة وحق الاستخدام الشامل، ومتابعة تنفيذها بعد الموافقة عليها، بالإضافة إلى إصدار القرارات التنظيمية والقواعد والتعليمات المنظمة لتقديم الخدمات في القطاع، مع مراعاة الأحكام الواردة في اللائحة.
وللهيئة أن تطلب أي معلومات من مقدم الخدمة، ولها أن تطلع على ما لديه من مستندات وفواتير وإيصالات ووثائق متعلقة بالخدمات البريدية، وأن تطلب أي معلومات مع من يتعاقد مع مقدم الخدمة بوصفه موزعاً له، على أن يحدد المقابل المالي لفئات التراخيص والمقابل السنوي لها بالاتفاق مع وزارة المالية ومركز تنمية الإيرادات غير النفطية.



هيمنة الأسهم الأميركية تزداد قوة مع فوز ترمب

بورصة نيويورك للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)
بورصة نيويورك للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)
TT

هيمنة الأسهم الأميركية تزداد قوة مع فوز ترمب

بورصة نيويورك للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)
بورصة نيويورك للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)

تواصل الأسهم الأميركية تعزيز تفوقها على منافسيها العالميين، ويعتقد العديد من المستثمرين أن هذه الهيمنة قد تزداد إذا تمكن الرئيس المنتخب دونالد ترمب من تنفيذ برنامجه الاقتصادي بنجاح، دون الانجرار إلى حرب تجارية شاملة أو تفاقم العجز الفيدرالي.

وحقق مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» زيادة تفوق 24 في المائة في عام 2024، مما جعله في الصدارة بين مؤشرات الأسهم في أوروبا وآسيا والأسواق الناشئة. وبمعدل 22 ضعفاً للأرباح المستقبلية المتوقعة، فإن علاوته مقارنة بمؤشر «إم إس سي آي» للأسواق من أكثر من 40 دولة، تعد الأعلى منذ أكثر من عقدين، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي». وعلى الرغم من أن الأسهم الأميركية قد تفوقت على نظيراتها العالمية لأكثر من عقد من الزمان، فإن الفجوة في التقييم قد اتسعت هذا العام بفضل النمو الاقتصادي المتين والأرباح القوية للشركات، لا سيما في قطاع التكنولوجيا، حيث ساعدت التطورات المثيرة في مجال الذكاء الاصطناعي على تعزيز أسهم شركات رائدة مثل «إنفيديا».

ويعتقد بعض المشاركين في السوق أن أجندة ترمب الاقتصادية، التي تشمل تخفيض الضرائب، وتخفيف القيود التنظيمية، وحتى فرض الرسوم الجمركية، قد تعزز من تفوق الولايات المتحدة، متفوقة على المخاوف المتعلقة بتأثيراتها المزعزعة المحتملة على الأسواق وزيادة التضخم.

وقال رئيس استراتيجية الأسهم الأميركية في بنك «باركليز»، فينو كريشنا: «نظراً للتوجهات المؤيدة للنمو في هذه الإدارة الجديدة، أعتقد أنه سيكون من الصعب مواجهة الأسهم الأميركية، على الأقل في عام 2025». وكانت هناك مؤشرات على تزايد تفضيل المستثمرين للأسهم الأميركية مباشرة بعد الانتخابات التي جرت في 5 نوفمبر (تشرين الثاني)، عندما استقبلت صناديق الأسهم الأميركية أكثر من 80 مليار دولار في الأسبوع الذي تلا الانتخابات، في حين شهدت صناديق الأسهم الأوروبية والأسواق الناشئة تدفقات خارجة، وفقاً لبنك «دويتشه».

ويعد «مورغان ستانلي»، و«يو بي إس» لإدارة الثروات العالمية، ومعهد الاستثمار «ويلز فارغو» من بين المؤسسات التي توصي بزيادة الوزن للأسهم الأميركية في المحافظ الاستثمارية أو تتوقع تفوقها في العام المقبل.

محرك الأرباح

أحد المحركات الرئيسية لقوة الأسهم الأميركية هو ميزة أرباح الشركات الأميركية، حيث من المتوقع أن ترتفع أرباح شركات «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 9.9 في المائة هذا العام وبنسبة 14.2 في المائة في 2025، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي». وفي المقابل، من المتوقع أن ترتفع أرباح الشركات في مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي بنسبة 1.8 في المائة هذا العام وبنسبة 8.1 في المائة في 2025.

وقال كبير الاستراتيجيين الاستثماريين في «ستيت ستريت غلوبال أدفايزر»، مايكل أرون: «الولايات المتحدة تظل المنطقة الجغرافية التي تحقق أعلى نمو في الأرباح وأكبر قدر من الربحية على مستوى العالم».

ويسهم الدور المهيمن للشركات التكنولوجية العملاقة في الاقتصاد الأميركي، وأوزانها الكبيرة في مؤشرات مثل «ستاندرد آند بورز 500»، في تعزيز هذا النمو. إذ تبلغ القيمة السوقية لأكبر خمس شركات أميركية («إنفيديا» و«أبل» و«مايكروسوفت» و«أمازون دوت كوم» وألفابت) أكثر من 14 تريليون دولار، مقارنة بحوالي 11 تريليون دولار لجميع شركات «ستوكس 600»، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي».

وعلى نطاق أوسع، من المتوقع أن ينمو الاقتصاد الأميركي بنسبة 2.8 في المائة في 2024 وبنسبة 2.2 في المائة في 2025، مقارنة بنسبة 0.8 في المائة هذا العام و1.2 في المائة في العام المقبل لمجموعة من حوالي 20 دولة تستخدم اليورو، وفقاً لتوقعات صندوق النقد الدولي.

وقد تساعد خطط ترمب لزيادة الرسوم الجمركية على الواردات الولايات المتحدة في تعزيز هذا التفوق، رغم المخاطر التي قد تترتب على ذلك، وفقاً لما قاله مايك مولاني، مدير أبحاث الأسواق العالمية في «بوسطن بارتنرز»، الذي يفضل الأسهم الأميركية. وقال مولاني: «إذا فرض ترمب رسوماً جمركية تتراوح بين 10 في المائة و20 في المائة على السلع الأوروبية، فإنهم سيتأثرون أكثر منا بشكل نسبي».

وقد دفع تحكم الجمهوريين في السلطة في واشنطن، ما يسهل على ترمب تنفيذ أجندته، اقتصاديي «دويتشه بنك» إلى رفع توقعاتهم لنمو الاقتصاد الأميركي في 2025 إلى 2.5 في المائة مقارنة بـ 2.2 في المائة.

وبينما من المتوقع أن تعزز تخفيضات الضرائب وإلغاء القيود التنظيمية النمو الاقتصادي، فإن الهوامش الضيقة نسبياً في الكونغرس الأميركي وحساسية الإدارة تجاه ردود الفعل السوقية قد تحدان من نطاق بعض السياسات «المتطرفة»، مثل الرسوم الجمركية، كما ذكر البنك في تقريره الأخير.

من جانبه، يتوقع «يو بي إس» لإدارة الثروات العالمية أن يصل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» إلى 6600 في العام المقبل، مدفوعاً بالتطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، وانخفاض أسعار الفائدة، وتخفيضات الضرائب، وإلغاء القيود التنظيمية. وأغلق المؤشر عند 5948.71 يوم الخميس. مع ذلك، قد تؤدي حرب تجارية شاملة مع الصين ودول أخرى إلى التأثير سلباً على نمو الاقتصاد الأميركي وزيادة التضخم. وفي سيناريو يتم فيه فرض دول ردود فعل على الرسوم الجمركية الأميركية الواسعة، قد ينخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» إلى 5100، رغم أن الأسهم العالمية ستتراجع أيضاً، وفقاً لتوقعات «يو بي إس».

ويمكن أن تكون بعض القطاعات في السوق أكثر عرضة لتأثيرات سياسات ترمب، حيث أدت المخاوف بشأن خطط تقليص الفائض البيروقراطي إلى تراجع أسهم شركات المقاولات الحكومية الأسبوع الماضي، بينما تراجعت أسهم شركات الأدوية بعد اختيار ترمب للمشكك في اللقاحات روبرت ف. كينيدي جونيور لقيادة وزارة الصحة والخدمات الإنسانية.

كما قد تثير التخفيضات الضريبية الواسعة القلق بشأن زيادة الدين الأميركي. وقد أسهمت المخاوف المتعلقة بالعجز في تراجع بيع السندات الحكومية الأميركية مؤخراً، مما دفع عائد سندات الخزانة الأميركية لمدة 10 سنوات إلى أعلى مستوى له في خمسة أشهر الأسبوع الماضي.

وفي الوقت نفسه، قد تصبح الفجوة في التقييم بين الولايات المتحدة وبقية العالم واسعة لدرجة تجعل الأسهم الأميركية تبدو باهظة الثمن، أو قد تصبح الأسهم الدولية رخيصة للغاية بحيث لا يمكن تجاهلها. ومع ذلك، في الوقت الراهن، تظل الاتجاهات طويلة المدى لصالح الولايات المتحدة، مع ارتفاع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بأكثر من 180 في المائة مقارنة بارتفاع بنسبة 50 في المائة تقريباً لمؤشر «ستوكس» في أوروبا على مدار العقد الماضي. وقال رئيس استراتيجيات الأصول المتعددة في «روبيكو»، كولين غراهام: «الزخم شيء رائع. إذا كان لديك شيء يستمر في التفوق، فإن المستثمرين سيتبعون الأموال».