«عاصفة الحزم» تؤمن الموانئ البحرية وتستهدف اللواء 33 وتقطع الطريق على الدبابات

فشل حوثي في إطلاق صاروخ «باليستي» من صنعاء وقذائف «هاون» تجاه الحدود السعودية

«عاصفة الحزم» تؤمن الموانئ البحرية وتستهدف اللواء 33 وتقطع الطريق على الدبابات
TT

«عاصفة الحزم» تؤمن الموانئ البحرية وتستهدف اللواء 33 وتقطع الطريق على الدبابات

«عاصفة الحزم» تؤمن الموانئ البحرية وتستهدف اللواء 33 وتقطع الطريق على الدبابات

فشلت قوات التمرد الحوثي أمس، في إطلاق صواريخ بالستية من ضواحي مدينة صنعاء، وكذلك قذائف الهاون بالقرب من الحدود السعودية، على قوات التحالف التي تسيطر عملياتها الجوية على كافة سماء اليمن، الأمر الذي استدعى على الفور تدمير الموقعين بعد تحديد المصدر، فيما أعلنت «عاصفة الحزم» تأمين الموانئ اليمنية، ومنع الدخول والخروج من تلك الموانئ، وذلك بعد وصول جميع القطع البحرية المدرجة ضمن خطة الحصار البحري. واستهدفت العمليات الجوية جزءا كبيرا من اللواء 33 بالقرب من مدينة الضالع فيما قطعت «عاصفة الحزم» الطريق على الحوثيين أثناء نقلهم الدبابات، وتم تدميرها بالكامل.
وأوضح العميد ركن أحمد عسيري، مستشار وزير الدفاع السعودي، أن الميليشيا الحوثية قامت بمحاولة فاشلة بإطلاق صاروخ بالستي من ضواحي مدينة صنعاء على مسافة بين 60 و65 كيلومترا، وسقط نتيجة فشل في الإطلاق، وتم على الفور توجيه المقاتلات لموقع الإطلاق وجرى تدميره، مشيرا إلى أن المقاتلات استهدفت أمس موقع أحد الصواريخ المخزنة وتم تدميره.
وقال العميد عسيري خلال الإيجاز اليومي للعمليات العسكرية في «عاصفة الحزم» في مطار القاعدة الجوية بالرياض أمس، إن العمل العسكري مستمر لمتابعة أماكن وجود الصواريخ التي تقوم الميليشيا الحوثية بتغيير أماكنها والعمل جار على تتبعها وتدميرها أولا بأول، مؤكدا أن جزءا كبيرا من عمليات اليومين الماضيين، تستهدف تحركات الميليشيات الحوثية ومخازن الذخيرة والآليات.
وأشار مستشار وزير الدفاع السعودي إلى أن الميليشيات والجماعات الموالية للحوثيين، حاولت نقل الدبابات بين المدن وتم استهدافها، وكذلك مستودعات الذخيرة والإمداد والتموين التي يستخدمها الحوثيون، والعمل جار وبشكل مكثف على الطرق المؤدية إلى عدن لمنع تقدم الميليشيات الحوثية والقوات الموالية لها، مؤكدا أن العمل مستمر على مدار الساعة على جميع مناطق الجمهورية اليمنية.
ولفت العميد عسيري إلى أن العمليات الجوية أصبحت مركزة تستهدف تحركات قادة الحوثيين والإمدادات وكذلك العربات وتنقلاتها التي تحمل دبابات، إذ تم استهدافها وإصابتها إصابة مباشرة، مؤكدا أن العمل جار على هذه الوتيرة لمنع ميليشيا الحوثي من التحرك بأي شكل كان.
وذكر مستشار وزير الدفاع السعودي، أن مراكز القيادة والمستودعات وقواعد الإمداد والتموين التي تسيطر عليها الميليشيات الحوثية كانت من ضمن المواقع التي استهدفتها العمليات الجوية، لا سيما وأن هذه الميليشيات تستهدف المواطنين بحيث تستدرج العمليات لتكون داخل التجمعات السكنية لإيقاع أكبر ضرر بالمواطنين، ومن ثم استخدام ذلك إعلاميًا بشكل غير مبرر، مؤكدًا أن وتيرة العمليات الجوية ستزداد بهدف منع الميليشيات الحوثية من التحرك والإضرار بالشعب اليمني.
وحول الجانب البري لعمليات «عاصفة الحزم»، أكد العميد عسيري، أن القوات البرية على حدود المملكة الجنوبية، استمرت باستهداف أي تحرك أو محاولة تجميع قوات في شمال اليمن، حيث استهدفت القوات البرية بشكل مستمر أي تجمع للميليشيات، إلى جانب طيران القوات البرية ممثلة بطائرات «الأباتشي» الذي استمر في استهداف هذه التجمعات.
وأشار مستشار وزير الدفاع السعودي إلى أنه جرى أمس محاولة استهداف أحد المراكز الحدودية في منطقة نجران بقذائف الهاون، وعلى الفور تم تحديد مصدر النيران وتدميره. وتعمل القوات البرية على كامل الحدود بهدف منع أي وجود لقواعد قد تنطلق منها الميليشيات الحوثية لمهاجمة الحدود.
وحول الجانب البحري، أكد العميد عسيري، أنه اكتمل أمس وصول جميع القطع البحرية المدرجة ضمن خطة الحصار البحري الذي تنفذه قوات التحالف لمراقبة ومنع الدخول أو الخروج من الموانئ اليمنية، مشيرا إلى أن القوات البحرية أصبحت في كامل انتشارها، وتقوم بتنفيذ حصارٍ كاملٍ على الموانئ، وتراقب عمليات تهريب الأسلحة أو البشر عبر الموانئ اليمنية.
وفي سؤال عن بعض التقارير التي أوردت أن قوات التحالف استهدفت بالخطأ مخيمًا للاجئين في الحجر، أوضح مستشار وزير الدفاع السعودي، أن الميليشيات الحوثية تحاول وضع قواتها بين السكان، وقوات التحالف تعمل جاهدة على تجنب وقوع ضحايا بين المدنيين، مبينًا أن طيران التحالف تم استهدافه من قبل الميليشيات أمس، من وسط المنازل وبالتالي كان على طيران التحالف أن يرد.
وأضاف: «قوات التحالف تعمل جاهدة لتجنب مثل هذه الحوادث والعمل على تحديد الأهداف بدقة، وضمان خلوها من المدنيين قبل استهدافها».
وذكر العميد عسيري، أن الحملة العسكرية، تضم مراحل وأهدافا مختلفة تسعى لتحقيقها، وأن قوات التحالف تتقدم حسب الخطط محققة الأهداف المرسومة، مؤكدًا أن «عاصفة الحزم» تعمل على تأمين الحدود اليمنية مع المملكة للحيلولة دون وصول الميليشيات لها.
وأضاف: «عندما نضطر للهجمات البرية سنقوم بتنظيمها وسنعلن عنها فليس لدينا ما نخفيه، والقوات البرية هي قوات حرب وتعي دورها بالكامل».
وحول تعديل الجدول الزمني للضربات العسكرية، أوضح مستشار وزير الدفاع السعودية، أن الجدول الزمني تحكمه عدة معطيات وأهداف، وأن الخطط العسكرية لا يوجد فيها أشياء قطعية؛ مثلا الأحوال الجوية لها تأثير، وردة فعل العدو لها تأثير كذلك، وكل هذا يؤخذ بعين الاعتبار.
وعن مشاركة القوات الباكستانية في «عاصفة الحزم»، أكد العميد عسيري، أن دولة باكستان أعلنت منذ اليوم الأول من بدء العمليات العسكرية، دعمها ومشاركتها في التحالف، لافتًا النظر إلى وجود تنسيق على مستوى العمليات بين المختصين من الجانبين لتحديد موعد المشاركة ووقت جاهزيتها.
وأضاف: «تمرين (الصمصام 5) الذي يعقد بين الجانبين، هو تمرين دوري بالتناوب بين باكستان والمملكة، ويهدف إلى تبادل الخبرات، وأن باكستان تملك جيشًا عريقا له تاريخ مجيد وكذلك القوات البرية السعودية والاحتكاك بينهم أمر مفيد للجميع».
وحول وجود تحركات على السواحل وعبر ساحل إريتريا، أكد أن قوات التحالف تسيطر سيطرة كاملة على الأجواء، والقوات البحرية أكملت انتشارها وتسيطر على الموانئ بهدف منع الاتصال من وإلى الموانئ، مشيرًا إلى عدم وجود أي أعمال بحرية أو تسلل، وإن حصل ستتخذ قوات التحالف الإجراءات المناسبة للتعامل معها وفق قواعد الاشتباك المحددة لهذه القوات.
وعن صحة فرار قيادات حوثية إلى الحدود اليمنية العمانية بعد اشتباكات مع قبائل يمنية، أوضح أن جميع الداعمين للشرعية والحريصين على أمن واستقرار اليمن وحماية الشعب اليمني، سواء من القبائل أو اللجان الشعبية أو الجيش اليمني، يقاومون هذه الميليشيات بالتزامن مع عمليات التحالف، وحدوث الاشتباكات هو أمر وارد، والقبائل تعي دورها، ويتم دعمها باستخدام الطائرات في أوقات مختلفة.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.