قتال شرس في الضالع.. وقوات صالح والحوثيين تتقدم نحو عدن

حزب المؤتمر يعتبر هادي غير شرعي ويدعو لحوار في «دولة محايدة»

قتال شرس في الضالع.. وقوات صالح والحوثيين تتقدم نحو عدن
TT

قتال شرس في الضالع.. وقوات صالح والحوثيين تتقدم نحو عدن

قتال شرس في الضالع.. وقوات صالح والحوثيين تتقدم نحو عدن

شهدت اليمن، أمس، تطورات ميدانية وعسكرية عنيفة في عدد من الجبهات، إضافة إلى استمرار القصف الجوي لقوات التحالف لمواقع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح.
ودارت في عدن مواجهات عنيفة بين مسلحي المقاومة الشعبية وميليشيا الحوثيين المسنودين بقوات صالح والذين انتشروا في بعض أحياء المدينة واستخدموا أسطح العمارات السكنية من أجل ضرب المقاومين. وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن هذه الجيوب داخل مدينة عدن تشكلت، بدرجة رئيسية، من قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقا) الذين غادروا معسكراتهم ويقاتلون بزي مدني ولديهم مخزون كبير من الأسلحة والذخائر التي نهبت من المعسكرات الأسابيع الماضية. وفي الوقت الذي تشهد فيه عدن هذه المواجهات، تواصل قوات صالح والحوثيين التقدم من جهة الشرق نحو المدينة، وقد باتت هذه القوات على بعد نحو 30 كيلومترا من المدينة.
ورصدت «الشرق الأوسط»، عددا من نداءات الاستغاثة من مواطنين من سكان مدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج المجاورة لعدن. وقال السكان والنشطاء في المدينة إن الحوثيين يسيطرون عليها وأغلقوا الأسواق وقطعوا الكهرباء والمياه عن المدينة الصغيرة.
وفي جبهة الضالع (130 كيلومترا شمال عدن)، ما زالت المواجهات المسلحة مستمرة ولليوم السابع على التوالي وإن كان أمس الاثنين أكثر الأيام قتلا وتدميرا وهلعا، فلقد استيقظ السكان صباح أمس على أصوات قذائف الدبابات والمدفعية ومختلف الأسلحة الأخرى الثقيلة والمتوسطة والخفيفة والتي تم استخدامها وبشكل كثيف ومفرط لم تشهده المدينة من قبل إذ كانت قوات اللواء 33 مدرع قد فتحت نيرانها على المدينة ومن مختلف المواضع المرابطة بها هذه القوات والتي ضربت وبشكل وصفه أحد قيادات المقاومة الشعبية بالهستيري والمروع. وقال القائد الميداني، مدير عام مديرية الضالع، عبيد مثنى لعرم، لـ«الشرق الأوسط» إن الهجوم الذي بدأ عند السابعة والنصف صباحا أريد به إثارة الخوف والهلع والترهيب للسكان أكثر من أن يكون موجها للمقاومة الشعبية التي تمكنت من صد الهجوم وتكبيد القوات الموالية للرئيس صالح وزعيم جماعة الحوثيين خسائر في الأرواح والعتاد وفي مختلف الجبهات المستعرة بضراوة في مدينة الضالع وجوارها، على ذات الصعيد أكد مصدر في المقاومة الشعبية أن مواجهات أمس كبدت القوات المهاجمة عشرات القتلى والجرحى، كما خسر المقاومون أيضا نحو 7 قتلى وأكثر من 10 جرحى، فضلا عن الخسائر البشرية بين المواطنين، أما المساكن والمنشآت والآليات فحجم الخسائر كبيرة وما زالت الإحصائيات غير معروفة.
وأفاد مصدر محلي في المقاومة الشعبية بالضالع لـ«الشرق الأوسط» بأن القوات المهاجمة حاولت وبكثافة غير مسبوقة اجتياح المدينة بكاملها والسيطرة على مرتفعاتها الجنوبية المطلة على المدينة من الغرب والشرق وذلك بهدف الاستحكام على كامل الحركة والمرور عبر الطريق الرئيسي المؤدي إلى محافظتي لحج وعدن جنوبا ؛ إلا أن هذه القوات وعلى الرغم من وصول فلولها إلى تخوم سوق المدينة وكذا محيط الهضاب المرابط بها أفراد المقاومة كانت قد اصطدمت بمقاومة شرسة وعنيفة كبدتها خسائر كبيرة أثناء محاولة الدخول إلى شوارع وأحياء المدينة. وتشير المعلومات الأولية التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» إلى قتلى وجرحى المقاومة الشعبية، وهم: وليد مصطفى علي حسين، أكرم محسن عسكر، محمد عبد الله حسين السيد، هاني مساعد، عبد الجليل عبد الله العيشور، حسام محسن أحمد السيد. فيما الجرحى: هاني محمد أحمد، معاذ صالح علي، يوسف محمد أحمد، نجيب عبد الله محسن، القذافي محسن علي، محسن حزام عبد الله، عميد محمد محسن، محمد ناصر جاسم، إياد محسن الجبلي، بكيل شائع أحمد عبادي، عبيد قاسم الكرب، علي أحمد حسن، كمال مثنى الجبني، شريف جلال الجحافي، وجدان محمد ناجي، علاء مهيوب عشيش، عبد المجيد مثنى صالح، عمر لميح (سائق سيارة الهلال الأحمر)، يوسف الحالمي، محمد رشيد باصم.
مصدر طبي أكد لـ«الشرق الأوسط» أن الضرب العشوائي تسبب في مقتل وجرح عشرات الضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ.
وهزت انفجارات عنيفة، أمس، صنعاء، حيث شوهدت أعمدة الدخان وألسنة اللهب وهي تتصاعد من بعض مواقع ومعسكرات الجيش في شمال المدينة، وبالتحديد المواقع الكائنة قرب «جولة آية» في منطقة صرف قرب الطريق الذي يربط صنعاء بمحافظة عمران وبعض المحافظات الشمالية والشرقية. وقال شهود عيان إن ضباطا وجنودا شوهدوا وهم يفرون من مواقعهم بعد الضربة الجوية الأولى، نحو المناطق السكنية المجاورة في شارع النصر ومنطقة سعوان، حيث دوت 5 انفجارات عنيفة في شمال صنعاء صباحا وانفجاران قويان في جبل عطان بجنوبها مساء. وأكدت مصادر متطابقة أن القصف استهدف مخازن أسلحة تتبع القوات المسلحة والمؤسسة الاقتصادية اليمنية (العسكرية سابقا).
وفي مأرب، أجبرت قبائل مراد المؤيدة للشرعية المسلحين الحوثيين على الانسحاب من مناطق القبيلة نحو محافظة البيضاء، بوسط البلاد، ودارت في البيضاء، أمس، مواجهات عنيفة بين الحوثيين ومسلحي القبائل الذين تمكنوا من استعادة السيطرة على مديرية ذي ناعم، بعد سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين.
إلى ذلك، اتهم الحوثيون طيران التحالف بقصف معسكر للنازحين في حرض بمحافظة حجة ومقتل أكثر من 40 شخصا وجرح العشرات، وتتضارب الأنباء حول طبيعة الأحداث التي جرت هناك.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن صالح وأنصاره في المحافظات الجنوبية يضخون أموالا طائلة من أجل شراء ذمم الكثير من القيادات المحلية والوسطى ومشايخ القبائل ومنظمات المجتمع المدني من أجل تسهيل سيطرتهم على عدن وتخفيف حدة تداول المعلومات الحقيقية بشأن الأحداث الجارية في الجنوب والتستر على من يقوم بموالاة القوات المهاجمة. وأشارت مصادر خاصة إلى أن هذه المحاولات لم تلق قبولا أو مجالا كما كان يتوقع صالح، خاصة وأن الذين تحالفوا معه في حرب صيف 1994، ليسوا في صفه الآن وإنما في صف الرئيس عبد ربه منصور هادي، حسب المصادر.
وفي التطورات السياسية، سخر حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح ومعه أحزاب التحالف الوطني من قرارات الرئيس عبد ربه منصور هادي التي أصدرها، والتي تضمنت، أول من أمس، عزل السفير أحمد علي عبد الله صالح من منصبه كسفير لليمن لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، وكذا إقالته لمحافظي محافظتي لحج وأبين، وتعيين محافظين جديدين للمحافظتين. وقال بيان صادر عن حزب المؤتمر وحلفائه إنه «أكد مرارا وتكرارا أن شرعية عبد ربه منصور هادي قد انتهت بتقديم استقالته، الأمر الذي يُفقده الشرعية الدستورية في إصدار قرارات سيادية كما أنه قد ارتكب أخطاء فادحة في حق الشعب اليمني وذلك باستدعائه التدخل الخارجي العسكري الذي ينتهك سيادة البلاد ويزهق الأرواح ويدمر الممتلكات ويصيب الوحدة الوطنية بأضرار جسيمة». واتهم حزب المؤتمر الرئيس هادي بتحريض «المجتمع الدولي والإقليمي على انتهاك السيادة الوطنية والإضرار بالمصالح العليا للوطن. مؤكدا تبعيته وارتهانه للقرار الخارجي وذلك وحده أيضا يفقده شرعية الاستمرار كرئيس ويمنعه من اتخاذ أية قرارات في كافة مفاصل الدولة».
وقال بيان حزب صالح المنقسم على نفسه بين شمال وجنوب، إن «الشرعية اليوم هي للشعب اليمني والشعب اليمني هو من سيقرر كيف يدير شؤونه في ظروف الحرب التي يشنها البعض من العرب على أرضه منتهكين بذلك القوانين والمواثيق الدولية والإنسانية». وجدد «المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه الموقف الداعي لرفض العدوان ويدعو المجتمع الدولي للتدخل لوقف الضربات الجوية وتهيئة الأجواء المناسبة لاستكمال الحوار الوطني في أي دولة محايدة». ويلتقي حزب المؤتمر مع الحوثيين في عدم الاعتراف بشرعية الرئيس هادي، ويزيد على ذلك الحوثيون باعتبارهم الرئيس هادي «مطلوبا للعدالة».
إلى ذلك، أصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من مقر وجوده في العاصمة السعودية الرياض، مساء أول من أمس، قرارين جمهوريين قضى الأول بإقالة محافظ محافظة لحج المجاورة لعدن من جهة الشمال، أحمد المجيدي وتعيين أحمد مهدي فضيل محافظا جديدا، وقضى القرار الثاني بإقالة محافظة أبين المجاورة لعدن من جهة الشرق، جمال العاقل وتعيين الخضر السعيدي محافظا جديدا. وعزت مصادر محلية إقالة المحافظين إلى تقصيرهما في مهامهما في تعزيز الإجراءات الأمنية والعسكرية في محافظتيهما، الأمر الذي مكن الحوثيين وقوات صالح من التوغل بسهولة فيهما. وجاء هذان القراران الجمهوريان في ظل المواجهات التي تشهدها المحافظات الجنوبية وبالأخص عدن وأبين ولحج وشبوة، والقتال بين اللجان الشعبية الموالية لهادي وميليشيا الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.