منظمة التحرير تدعو المجتمع الدولي إلى فرض حل عادل لإنهاء الاحتلال

مواجهات وإصابات واعتقالات في الصفة الغربية وغزة في ذكرى يوم الأرض

فلسطينيون يتراجعون أمام كثافة قنابل الغاز التي أطلقتها قوات الاحتلال خلال مظاهرة لهم في سلواد بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
فلسطينيون يتراجعون أمام كثافة قنابل الغاز التي أطلقتها قوات الاحتلال خلال مظاهرة لهم في سلواد بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
TT

منظمة التحرير تدعو المجتمع الدولي إلى فرض حل عادل لإنهاء الاحتلال

فلسطينيون يتراجعون أمام كثافة قنابل الغاز التي أطلقتها قوات الاحتلال خلال مظاهرة لهم في سلواد بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
فلسطينيون يتراجعون أمام كثافة قنابل الغاز التي أطلقتها قوات الاحتلال خلال مظاهرة لهم في سلواد بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

أحيا الفلسطينيون في الضفة الغربية الذكرى السنوية الـ39 لـ«يوم الأرض» بمواجهات عنيفة في مختلف أنحاء المناطق، خلفت إصابات واعتقالات عدة، بينما دعت منظمة التحرير الفلسطينية المجتمع الدولي والأطراف السياسية الراعية والفاعلة لعملية السلام في منطقة الشرق الأوسط إلى فرض حل عادل على إسرائيل، يضع حدا نهائيا لاحتلالها وتنكرها للشرعية الدولية وقوانينها.
وقالت مصادر طبية فلسطينية إن عشرات الفلسطينيين أصيبوا في مواجهات بين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي في القدس ونابلس ورام الله وبيت لحم.
وسجلت أعنف المواجهات في حوارة في نابلس شمال الضفة الغربية، وأصيب 35 فلسطينيا جراء استنشاق الغاز في المسيرة الكبيرة التي وقعت في ذكرى يوم الأرض. وأطلق الجيش الإسرائيلي قنابل صوتية وقنابل الغاز ضد المتظاهرين الذين حاولوا زراعة أشجار الزيتون في أراضٍ قريبة مهددة بالمصادرة.
وشوهد مئات المتظاهرين يرفعون الأعلام الفلسطينية وهتفوا للأرض ورددوا شعارات مطالبة برحيل الاحتلال الإسرائيلي. ومن بين المصابين الوزير السابق وليد عساف وناشطون وأطفال.
وقال أمين سر حركة فتح في نابلس جهاد رمضان إن القوات الإسرائيلية اعتدت بالضرب على المتظاهرين، إضافة إلى استخدامها قنابل الغاز المسيل للدموع.
وفي سلواد شمال شرقي رام الله اشتبك متظاهرون مع قوات الاحتلال التي استخدمت الرصاص المطاطي إلى جانب قنابل الغاز والصوت. وأصيب عدد من أطفال مدرسة السلام الابتدائية القريبة بالاختناق.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عبد الرحيم ملوح، المشارك في المسيرة، إن إحياء شعب فلسطين ليوم الأرض هو تأكيد على الوفاء للشهداء والأسرى والجرحى، وتأكيد على وحدة شعب فلسطين وتماسكه في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية.
وفي بيت لحم، أصيب ضابط من الجيش الإسرائيلي بجروح طفيفة نتيجة إلقاء فلسطينيين الحجارة عليه قرب مستوطنة بيتار عيليت. وفي القدس اعتقلت القوات الإسرائيلية متظاهرين في البلدة القديمة بعد اشتباكات عنيفة.
وجاء ذلك بينما أعلنت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أنه «لا مساومة على التحرر والاستقلال الناجز»، مطالبة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
وقالت اللجنة في بيان لها: «يحيي شعبنا يوم الأرض الخالد، وقد سقطت آخر الأوهام والذرائع التي سيقت في مجرى (عملية السلام) التي قتلها اليمين الإسرائيلي، الذي أوضح وبشكل غير قابل للتأويل رفضه لقيام دولة فلسطينية مستقلة استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية.. لقد بدا واضحا، وعبر أكثر من 20 عاما من المفاوضات، أن إسرائيل غير جادة في الوصول إلى تسوية عادلة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إلا أننا وأمام العالم أجمع استنفدنا كل الطرق والوسائل للوصول إلى تسوية مقبولة، من دون جدوى».
وأضافت: «أكدت نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، ومواقف اليمين الإسرائيلي المعلنة تجاه الدولة الفلسطينية المستقلة، وخصوصا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن استمرار التعامل الدولي مع إسرائيل بالطريقة ذاتها لن يسفر إلا عن مزيد من العنف، وسيطوي بلا رجعة أية آمال بتسوية سلمية في المنطقة تقوم على حل الدولتين».
ودعت المنظمة المجتمع الدولي والأطراف السياسية الراعية والفاعلة لعملية السلام في منطقة الشرق الأوسط إلى فرض حل عادل على إسرائيل يضع حدا نهائيا لاحتلالها وتنكرها للشرعية الدولية وقوانينها.
وفي غزة، أحيت الفصائل الفلسطينية ذكرى يوم الأرض بمؤتمر «الثوابت الوطنية» شاركت فيه حماس والجهاد الإسلامي. وجدد نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، دعوته إلى بناء المرجعية القيادية للشعب الفلسطيني بما فيها السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، وضمان وحدة الموقف الفلسطيني والعربي حول هذه الاستراتيجية.
وطالب هنية الدول العربية والإسلامية بتأمين شبكة الأمان العربي والإسلامي سياسيا وماليا، من خلال الحرص على بناء علاقات متوازنة ومفتوحة مع كل الدول العربية والإسلامية، وتجنب أية صدامات مع أي من الدول.
وهاجم القيادي في الجهاد الإسلامي محمد الهندي استمرار المفاوضات، وقال إن الأرض تسرق أمام المفاوض الفلسطيني وهو لا يحرك ساكنا داعيا إلى بناء استراتيجية جديدة.



الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)

أعلنت الجماعة الحوثية في اليمن أنها ستكتفي، فقط، باستهداف السفن التابعة لإسرائيل خلال مرورها في البحر الأحمر، بعد بدء سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحسب رسالة بالبريد الإلكتروني أرسلتها الجماعة، الأحد، إلى شركات الشحن وجهات أخرى.

ونقل ما يسمى بـ«مركز تنسيق العمليات الإنسانية»، التابع للجماعة الحوثية، أن الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، ستقتصر، فقط، على السفن المرتبطة بإسرائيل بعد دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ.

وأضاف المركز، الذي كلفته الجماعة بالعمل حلقةَ وصل بينها وشركات الشحن التجاري، أنها توعدت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل باستئناف الضربات على السفن التابعة لها في حال استمرار هذه الدول في هجماتها الجوية على المواقع التابعة لها والمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وسبق للجماعة الحوثية تحذير الدول التي لديها وجود عسكري في البحر الأحمر من أي هجوم عليها خلال فترة وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وتوعدت في بيان عسكري، أنها ستواجه أي هجوم على مواقعها خلال فترة وقف إطلاق النار في غزة، بعمليات عسكرية نوعية «بلا سقف أو خطوط حمراء».

لقطة أرشيفية لحاملة الطائرات الأميركية هاري ترومان التي أعلن الحوثيون استهدافها 8 مرات (رويترز)

كما أعلنت الجماعة، الأحد، على لسان القيادي يحيى سريع، المتحدث العسكري باسمها، استهداف حاملة الطائرات أميركية هاري ترومان شمال البحر الأحمر بمسيرات وصواريخ لثامن مرة منذ قدومها إلى البحر الأحمر، بحسب سريع.

وسبق لسريع الإعلان عن تنفيذ هجوم على هدفين حيويين في مدينة إيلات جنوب إسرائيل، السبت الماضي، باستخدام صاروخين، بعد إعلان سابق باستهداف وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي، في حين اعترف الجيش الإسرائيلي باعتراض صاروخين أُطْلِقا من اليمن.

موقف جديد منتظر

وفي وقت مبكر من صباح الأحد كشفت وسائل إعلام تابعة للجماعة الحوثية عن استقبال 4 غارات أميركية، في أول ساعات سريان «هدنة غزة» بين إسرائيل، و«حركة حماس».

ويتوقع أن تكون الضربات الأميركية إشارة إلى أن الولايات المتحدة ستواصل تنفيذ عملياتها العسكرية ضد الجماعة الحوثية في سياق منعزل عن التطورات في غزة واتفاق الهدنة المعلن، بخلاف المساعي الحوثية لربط العمليات والمواجهات العسكرية في البحر الأحمر بما يجري في القطاع المحاصر.

ومن المنتظر أن تصدر الجماعة، الاثنين، بياناً عسكرياً، كما ورد على لسان سريع، وفي وسائل إعلام حوثية، بشأن قرارها اقتصار هجماتها على السفن التابعة لإسرائيل، والرد على الهجمات الأميركية البريطانية.

كما سيلقي زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي خطاباً متلفزاً، بمناسبة بدء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وزعم سريع، السبت الماضي، وجود رغبة لدى الجماعة لوقف هجماتها على إسرائيل بمجرد دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، وإيقاف الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر؛ إذا توقفت الولايات المتحدة وبريطانيا عن مهاجمة أهداف في اليمن.

كما أكّد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الأسبوع الماضي، أن الهجمات على إسرائيل ستعود في حال عدم احترام اتفاق وقف إطلاق النار.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) من العام قبل الماضي تستهدف الجماعة الحوثية سفناً في البحر الأحمر بزعم تبعيتها لإسرائيل، حيث بدأت باحتجاز السفينة جالكسي ليدر التي ترفع علم جزر الباهاما في المياه الدولية، والتي لا تزال، وأفراد طاقمها البالغ عددهم 25 فرداً، قيد الاحتجاز لدى الجماعة.

السفينة «غالاكسي ليدر» التي تحتجزها الجماعة الحوثية منذ 14 شهراً (رويترز)

وأتبعت الجماعة ذلك بتوسع عملياتها لتشمل السفن البريطانية والأميركية، بصواريخ باليستية وطائرات مسيَّرة في المياه القريبة من شواطئ اليمن بزعم دعم ومساند سكان قطاع غزة ضد الحرب الإسرائيلية.

وتسببت تلك الهجمات في تعطيل جزء كبير من حركة التجارة الدولية، وأجبرت شركات الشحن والملاحة على تغيير مسار السفن التابعة لها، واتخاذ مسار أطول حول جنوب قارة أفريقيا بدلاً من عبور قناة السويس.

وأدى كل ذلك إلى ارتفاع أسعار التأمين وتكاليف الشحن وزيادة مدد وصولها، وبث مخاوف من موجة تضخم عالمية جديدة.

لجوء إلى التخفي

ويلجأ قادة الجماعة إلى الانتقال من مقرات إقامتهم إلى مساكن جديدة، واستخدام وسائل تواصل بدائية بعد الاستغناء عن الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية، رغم أنهم يحيطون أنفسهم، عادة، باحتياطات أمنية وإجراءات سرية كبيرة، حيث يجهل سكان مناطق سيطرتهم أين تقع منازل كبار القادة الحوثيين، ولا يعلمون شيئاً عن تحركاتهم.

أضرار بالقرب من تل أبيب نتيجة اعتراض صاروخ حوثي (غيتي)

وشهدت الفترة التي أعقبت انهيار نظام الأسد في دمشق زيادة ملحوظة في نقل أسلحة الجماعة إلى مواقع جديدة، وتكثيف عميات التجنيد واستحداث المواقع العسكرية، خصوصاً في محافظة الحديدة على البحر الأحمر.

كما كشفت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، خلال الأيام الماضية أن الاتصالات بقيادة الصف الأول للجماعة المدعومة من إيران لم تعد ممكنة منذ مطلع الشهر الحالي على الأقل، نتيجة اختفائهم وإغلاق هواتفهم على أثر التهديدات الإسرائيلية.

وأنشأت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا في ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه، تحالفاً عسكرياً تحت مسمى تحالف الازدهار، لمواجهة الهجمات الحوثية وحماية الملاحة الدولية، وفي يناير (كانون الثاني) الماضي بدأ التحالف هجماته على المواقع العسكرية للجماعة والمنشآت المستخدمة لإعداد وإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.

وأطلق الاتحاد الأوروبي، في فبراير (شباط) الماضي، قوة بحرية جديدة تحت مسمى «خطة أسبيدس»، لحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وحدد مهامها بالعمل على طول خطوط الاتصال البحرية الرئيسية في مضيق باب المندب ومضيق هرمز، وكذلك المياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وخليج عمان والخليج، على أن يكون المقر في لاريسا اليونانية.

احتفالات حوثية في العاصمة صنعاء بوقف إطلاق النار في غزة (إعلام حوثي)

وتزامنت هجمات الجماعة الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر مع هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية على مدن ومواقع إسرائيلية، ما دفع سلاح الجو الإسرائيلي للرد بضربات جوية متقطعة، 5 مرات، استهدف خلالها منشآت حيوية تحت سيطرة الجماعة.

وشملت الضربات الإسرائيلية ميناء الحديدة وخزانات وقود ومحطات كهرباء في العاصمة صنعاء.

ونظمت الجماعة الحوثية في العاصمة صنعاء، الأحد، عدداً من الاحتفالات بمناسبة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، رفعت خلالها شعارات ادعت فيها أن عملياتها العسكرية في البحر الأحمر وهجماتها الصاروخية على الدولة العبرية، أسهمت في إجبارها على القبول بالهدنة والانسحاب من القطاع.

وتأتي هذه الاحتفالات مترافقة مع مخاوف قادة الجماعة من استهدافهم بعمليات اغتيال كما جرى مع قادة «حزب الله» اللبناني خلال العام الماضي، بعد تهديدات إسرائيلية باستهدافهم، وسط توقعات بإصابة قادة عسكريين كبار خلال الضربات الأميركية الأخيرة في صنعاء.