تونس في انتظار إتمام صفقة أسلحة فرنسية تمولها الإمارات

السعودية والكويت على استعداد لمساعدة تونس في حربها ضد الإرهاب

الرئيسان التونسي الباجي قائد السبسي ونظيره الفرنسي فرنسوا هولاند في حديث باسم خلال المسيرة الدولية المنددة بالإرهاب التي احتضنتها العاصمة التونسية أول من أمس (أ.ب)
الرئيسان التونسي الباجي قائد السبسي ونظيره الفرنسي فرنسوا هولاند في حديث باسم خلال المسيرة الدولية المنددة بالإرهاب التي احتضنتها العاصمة التونسية أول من أمس (أ.ب)
TT

تونس في انتظار إتمام صفقة أسلحة فرنسية تمولها الإمارات

الرئيسان التونسي الباجي قائد السبسي ونظيره الفرنسي فرنسوا هولاند في حديث باسم خلال المسيرة الدولية المنددة بالإرهاب التي احتضنتها العاصمة التونسية أول من أمس (أ.ب)
الرئيسان التونسي الباجي قائد السبسي ونظيره الفرنسي فرنسوا هولاند في حديث باسم خلال المسيرة الدولية المنددة بالإرهاب التي احتضنتها العاصمة التونسية أول من أمس (أ.ب)

أكد التهامي العبدولي وزير الدولة المكلف بالشؤون العربية والأفريقية في تونس أن موضوع استعداد دولة الإمارات العربية المتحدة لاقتناء أسلحة فرنسية لصالح تونس سيكون محل نقاش خلال زيارة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي إلى فرنسا، تلك الزيارة المبرمجة حسب المصدر ذاته ليومي 7 و8 أبريل (نيسان) المقبل.
وأضاف العبدولي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن كل الخيارات تبقى ممكنة ومتاحة وبالإمكان أن تكون المساعدة عن طريق الدعم المادي أو العسكري. وأكد أن حسم الملف لم يتم بصفة نهائية إلى الآن.
وأشار العبدولي في حديثه إلى استعدادا دولتي المملكة العربية السعودية والكويت لتقديم المساعدة لتونس في حربها ضد الإرهاب، وقال إن الدولتين الشقيقتين تنتظران من تونس تحديد طلباتها في هذا المجال وطبيعة ما تحتاج إليه من مساعدات خلال الفترة المقبلة لمواجهة آفة الإرهاب.
وكانت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية قد أوردت يوم السبت الماضي أن اجتماعات جرت في العاصمة الفرنسية باريس بين مسؤولين تونسيين ونظرائهم من فرنسا والإمارات لإعداد مخطط ثلاثي يسمح لتونس بشراء معدات عسكرية فرنسية بتمويلات من دولة الإمارات. وأشارت إلى أن الصفقة العسكرية تتضمن بنادق هجومية ورادارات وسفن حربية.
وكان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي قد التقى نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند إثر انتهاء المسيرة الدولية المنددة بالإرهاب التي احتضنتها العاصمة التونسية يوم الأحد، وقد عبر هولاند عن تضامن فرنسا المطلق مع تونس وحرصها على إعطاء دفع جديد للعلاقات الاقتصادية بين البلدين. وينتظر أن يؤدي السبسي زيارة دولة إلى فرنسا يومي 7 و8 أبريل المقبل، وهي زيارة من المرجح أن تشمل عدة اتفاقيات تعاون اقتصادي وتحويل جانب من الديون التونسية إلى استثمارات.
وفي السياق ذاته، أوردت صحيفة «الشروق» التونسية أن دولة الإمارات قررت تقديم مساعدة لتونس ممثلة في 8 طائرات عمودية من نوع «بلاك هوك»، وذلك في نطاق تفعيل دعوة الحبيب الصيد رئيس الحكومة التونسية إلى مساعدة تونس في حربها الشاملة ضد الإرهاب، وخصوصا على الشريط الحدودي بين تونس وكل من ليبيا والجزائر. وقالت إن تلك الطائرات المتطورة ستوظف في الاستطلاع ونقل الجنود على مسافات طويلة وبسرعة قياسية.
وبشأن القوة العربية المشتركة التي أعلن عن تشكيلها خلال القمة العربية المنعقدة في مصر، قال العبدولي إنه من المنتظر الاتفاق على تفاصيل تشكيل هذه القوة العسكرية المشتركة في غضون الأشهر الأربعة المقبلة. وأشار إلى أن المشاركة عن طريق قوة عسكرية ستبقى عملية اختيارية للدول العربية الأعضاء.
من ناحية أخرى، دعا حسين العباسي رئيس الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر النقابات العمالية في تونس) إلى تنظيم مؤتمر وطني لمكافحة الإرهاب، وقال أمس في لقاء إعلامي نظمته نقابة الشؤون الدينية (تابعة لنقابة العمال) حول موضوع «محاربة الإرهاب» إن المنظمة بصدد إعداد تصور لمعالجة الإرهاب في تونس وسيقع عرضه لاحقا على الرباعي الراعي للحوار (نقابة العمال ونقابة رجال الأعمال ورابطة حقوق الإنسان ونقابة المحامين).
وأضاف العباسي أن الوثيقة ستعرض على مختلف الأحزاب السياسية التي ستمضي عليها وتلتزم بمحتواها لتنتهي العملية بإقرار استراتيجية وطنية لمكافحة آفة الإرهاب في تونس.
في غضون ذلك، ذكر طارق العمراوي المتحدث باسم قوات الحرس التونسي أن الجزائري خالد الشايب الملقب بـ«لقمان أبو صخر» كان متجها إلى الحدود التونسية الليبية لتسلم 5 سيارات مفخخة لاستخدامها في عمليات إرهابية داخل تونس. وأشار في حوار إذاعي إلى أن خطة الإيقاع بقادة كتيبة عقبة بن نافع التي يقودها الإرهابي خالد الشايب وضعت منذ 4 أشهر وبقيت في انتظار التنفيذ.
يذكر أن قوة خاصة من الحرس التونسي قد أوقعت قادة كتيبة عقبة بن نافع في كمين ناجح وتمكنت من التخلص من 9 من أخطر الإرهابيين من بينهم رئيس المجموعة خالد الشايب. وتنشط هذه المجموعة الإرهابية في جبل الشعانبي قرب الحدود التونسية – الجزائرية، وقد تحصنت بتلك الجبال الوعرة منذ نهاية 2012، وهي مرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وتحملها مسؤولية مهاجمة قوات الأمن والجيش التونسي وقتل العشرات منهم.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».