قائد شيريف المغمور: إسقاط ريال مدريد بداية... والقادم أكثر إثارة

لاعبو شيريف تيراسبول يحتفلون وسط أحزان ريال مدريد (رويترز)
لاعبو شيريف تيراسبول يحتفلون وسط أحزان ريال مدريد (رويترز)
TT

قائد شيريف المغمور: إسقاط ريال مدريد بداية... والقادم أكثر إثارة

لاعبو شيريف تيراسبول يحتفلون وسط أحزان ريال مدريد (رويترز)
لاعبو شيريف تيراسبول يحتفلون وسط أحزان ريال مدريد (رويترز)

رأى القائد الكولومبي لشيريف تيراسبول المولدافي، فرانك كاستانييدا، أن التأهل إلى دور الـ16 لمسابقة دوري أبطال أوروبا «ممكن»، وذلك بعد الإنجاز الذي حققه الفريق المغمور بإسقاطه العملاق الإسباني ريال مدريد في معقله. وبعدما بدأ مغامرته الأولى على الإطلاق في المسابقة القارية الأم بالفوز على شاختار دانيتسك الأوكراني 2 - صفر، حقق شيريف تيراسبول الإنجاز التاريخي في الشهر الماضي، بإسقاطه حامل الرقم القياسي بعدد ألقاب المسابقة (13) في معقله «سانتياغو برنابيو» بالفوز عليه 2 - 1.
ويدخل الفريق المولدافي الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الرابعة اليوم وهو في الصدارة بست نقاط وبفارق ثلاث عن ريال مدريد وأربع عن خصمه إنتر ميلان بطل إيطاليا. ورأى القائد كاستانييدا أن «الفوز في برنابيو، أفضل إنجاز في مسيرته»، مضيفاً: «حصل خصمنا على العديد من الفرص لكننا فزنا. مهما كانت الطريقة، فزنا». وتابع ابن الـ27 عاماً: «لدى مغادرتنا الملعب، في الحافلة، قلت لنفسي إن ما حققناه للتو كان هائلاً».
من المؤكد أن الفوز في معقل أفضل فريق في تاريخ المسابقة القارية سيبقى عالقاً في أذهان لاعبي شيريف تيراسبول، وهو ما أكده قائده الكولومبي المتوج بلقب هداف الدوري المولدافي الموسم الماضي (28 هدفاً)، لكنه ما زال بانتظار هدفه الأول في دوري الأبطال، بالقول: «نحن نعيش حلماً وأحاول تحويله إلى حقيقة. بعد أشهر من الآن، سأدرك حجم ما فعلناه».
إن مفتاح نجاح نادي ترانسنيستريا، الإقليم الانفصالي الموالي لروسيا في مولدافيا، هو «التفاهم الجيد» بين اللاعبين، بحسب ما يؤكد كاستانييدا الذي يدافع عن ألوان الفريق بعد تجربة أوروبية أولى في سلوفاكيا، مضيفاً: «لقد حدث ذلك مرات عدة في تاريخ كرة القدم: فريق صغير، عندما يتكون من لاعبين متحدين جداً ويتمتع بروح فريق حقيقية في غرفة الملابس، فأشياء عظيمة يمكن أن تحصل. هذا هو بالضبط ما يحدث معنا».
الهدف التالي للكولومبي ورفاقه في شيريف تيراسبول هو ملعب «سان سيرو» وإنتر ميلان الذي يضم في صفوفه النجم التشيلي أليكسيس سانشيز، أحد اللاعبين المفضلين لدى كاستانييدا. وشدد الكولومبي على ضرورة «أن نؤمن بأنفسنا، بعملنا، وأن نواصل بنفس التواضع. نحن نعلم أننا ما زلنا شيريف، النادي الصغير في هذه المسابقة الكبرى، لكننا متعطشون ونريد إظهار كل إمكاناتنا». ورأى أنه «بهذه الطريقة، سنذهب إلى سان سيرو لنظهر أنه يمكننا الفوز، وأنه يمكننا تقديم مباريات رائعة. إنها كرة القدم: كل شيء يمكن أن يحدث. فزت بالأمس، وغداً يمكنك أن تخسر».
وصل كاستانييدا إلى سينيتسا السلوفاكي عام 2018 رغم أنه لم يختبر اللعب في دوري الأضواء خلال مسيرته المحلية مع اورسومارو الذي يلعب في الدرجة الثانية الكولومبية. لكنه الآن بدأ يفكر حتى بأبعد من الهدف المقبل، أي إنتر، بل يؤمن أن باستطاعة فريقه التأهل إلى دور الـ16 رغم أن الهدف ما زال بعيداً بعد جولتين فقط على انطلاق دور المجموعات. وقال الكولومبي: «نعتقد أن هذا ممكن. الأمر منوط بنا، علينا أن نلعب مباريات جيدة ونحاول جمع أكبر عدد ممكن من النقاط. لكن يجب ألا ننسى أننا نلعب ضد فرق كبيرة جداً يمكنها أن تؤذينا في أي لحظة، ولهذا السبب علينا أن نبقى مركزين جداً».
من المؤكد أن الوصول إلى دور الـ16 سيكون على حساب أي من العملاقين ريال مدريد وإنتر، ما سيجعل الإنجاز مضاعفاً بالنسبة للفريق الذي يمثل عاصمة إقليم انفصالي يبلغ عدد سكانه 470 ألف نسمة أعلن انفصاله عن باقي مولدافيا إثر حرب أهلية قصيرة بعد تفكك الاتحاد السوفياتي عام 1991. مذاك الوقت، يحمي جنود روس إقليم ترانسنيستريا، وهو مستقل بحكم الواقع برغم عدم الاعتراف به من أي دولة في العالم.
رياضياً، وكي تكون قادرة على الانتساب إلى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا)، تخوض مدينة تيراسبول البالغ عدد سكانها 100 ألف نسمة، الدوري المولدافي، مسابقة أحرزها شيريف 19 مرة في آخر 21 نسخة، ما جعل العداء بين ترانسنيستريا ومولدافيا بنفس حجم العداء بين شيريف والأندية المولدافية الأخرى نتيجة احتكاره للقب الدوري المحلي.


مقالات ذات صلة

دي لا فوينتي: نمتلك حاضراً رائعاً ومستقبلاً مذهلاً

رياضة عالمية لويس دي لا فوينتي (رويترز)

دي لا فوينتي: نمتلك حاضراً رائعاً ومستقبلاً مذهلاً

أعرب لويس دي لا فوينتي، المدير الفني لمنتخب إسبانيا، عن فخره بلاعبي فريقه، مشدداً على أنهم لا يتوقفون عن تحقيق الإنجازات، ويرغبون دائماً في تطوير مستوياتهم.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية روبرت ليفاندوفسكي (أ.ف.ب)

دوري أبطال أوروبا: ليفاندوفسكي يسجل اسمه في قائمة أساطير برشلونة

تمكّن القناص البولندي الدولي روبرت ليفاندوفسكي من ضم اسمه إلى قائمة أساطير نادي برشلونة الإسباني، بعد تسجيله هدفين في المباراة التي فاز بها الفريق الكاتالوني.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية هانز فليك (إ.ب.أ)

فليك مدرب برشلونة: «دوري الأبطال» بطولة معقدة... الأهم النقاط الثلاث

قال مدرب برشلونة، هانز فليك، إنه سعيد بتركيز لاعبيه وإصرارهم خلال الفوز الكبير 5 - 2 على رد ستار بلغراد، الأربعاء، في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (بلغراد)
رياضة عالمية مدريد عانى كثيراً أمام الميلان (رويترز)

ريال مدريد في أزمة مع رحيل كروس وتراجع مستوى مبابي

بعد 6 أشهر فقط من إحرازه لقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، يجد ريال مدريد الإسباني نفسه في أزمة، بعدما ظهرت نقاط ضعفه وتعرّض لخسارة ثانية توالياً أمام ميلان.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية كريم بنزيمة (نادي الاتحاد السعودي)

بنزيمة: مبابي ليس الرقم «9»... لا يمكنه إزاحة فينيسيوس

يعتقد مهاجم الاتحاد السعودي حالياً ومنتخب فرنسا وريال مدريد الإسباني سابقاً، كريم بنزيمة، أنه يتعيّن على مواطنه كيليان مبابي تعلّم كيفية شغل مركز رأس الحربة.

«الشرق الأوسط» (مدريد)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».