العلا السعودية تعود لمواسمها بعد «كورونا»

تحظى مواسم العلا بحضور كثيف من سياح دول العالم كافة (تصوير: عبد الله الجابر)
تحظى مواسم العلا بحضور كثيف من سياح دول العالم كافة (تصوير: عبد الله الجابر)
TT

العلا السعودية تعود لمواسمها بعد «كورونا»

تحظى مواسم العلا بحضور كثيف من سياح دول العالم كافة (تصوير: عبد الله الجابر)
تحظى مواسم العلا بحضور كثيف من سياح دول العالم كافة (تصوير: عبد الله الجابر)

زيارة العلا تشكل حدثاً استثنائياً مبهراً في تفاصيله، حيث يترجل زائرها من مظاهر الحداثة ويعود آلاف السنين إلى الوراء، لاستكشاف تفاصيل الحضارات التي تعاقبت على المنطقة خلال القرون الماضية، فيجد النقوش والقلاع، والقطع الأثرية، والتضاريس الخلابة لجبالها التي تشكل لوحات فنية مبهرة.
«الشرق الأوسط» عبرت بوابة الزمن وتجولت في العلا التي تخطط أن تكون «أكبر متحف حي في العالم»، وأحد أقدم مناطق التاريخ والتي تعاقبت عليه الحضارات بين الأنباط والدادانيون واللحيانيون، الذين شكلت لهم المنطقة مركزاً استراتيجياً تتوفر به المياه والأراضي الخصبة وموقع مميز بين الجبال الشامخة.
وتشكل العلا بمعالمها المميزة فرصة للاستثمار السياحي اقتنصتها السعودية عبر إنشاء الهيئة الملكية لمحافظة العلا، لتعاود نشاطها بعد أزمة «كورونا»، حيث تتهيأ إلى عدد من الفعاليات العالمية.
أحدث هذه الفعاليات كانت «مهرجان التمور» والذي شكل بداية انطلاق لعودة مواسم العلا بعد انقطاع تسببت به تداعيات فيروس كورونا، ويستهدف دعم القطاع الزراعي في المنطقة التي تحتوي على أكثر من 2.3 مليون نخلة تنتج ما يقارب الـ90 ألف طن من التمور سنوياً.
ويشكل النخيل جزءاً مهماً من تراث العلا تعكسه «البلدة القديمة» التي تحوي بجانبها على واحات النخيل الكبيرة، وتتميز بقربها من عيون المياه الجارية، بالإضافة إلى تعلق السكان المحليين بأشجار النخيل نظراً لأهميته الغذائية الكبرى قديماً.
ويمثل المهرجان فرصة كبيرة لمزارعي النخيل في العلا، لتسويق منتجات التمور المميزة والمتنوعة التي تحظى بها المحافظة، كما تشارك الهيئة في تطوير المزارع الموجودة في المنطقة، عبر عدة برامج أطلقتها للمحافظة على الغطاء الزراعي في العلا، أبرزها برنامج «المزرعة النموذجية والمدرسة الحقلية» التي تمكّن المزارعين الراغبين في تطوير مزارعهم من تطبيق أفضل الممارسات الحديثة التي تحقق لهم الجودة وزيادة الإنتاج.
وتخطط الهيئة لتطوير البنية التحتية للعلا بشكل كامل، وذلك من خلال رؤيتها التطويرية «رحلة عبر الزمن» والتي ستؤسس للعديد من المشاريع التنموية التي تخدم المنطقة وزوارها، مع الاستمرار بالمحافظة على المناطق الأثرية والبيئة. وبحلول عام 2035 ستكتمل برامج الرؤية مع انتهاء إنشاء 5 مراكز حضرية، تستهدف تطوير كافة القطاعات التنموية، ولكل منها فلسفه معمارية مميزة مستوحاة من الحضارات السابقة التي استوطنت العلا، كما سيعكس كل مركز جوانب فريدة للهوية الثقافية والطبيعية للعلا من خلال التجارب التي ترتكز على السكان والزوار.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.