تنكيل حوثي في «عبدية مأرب»: تصفية جرحى وخطف ونهب للممتلكات

مقتل 165 إرهابياً وتدمير 10 آليات ضمن 41 استهدافاً نفذها التحالف

جانب من محادثة عبر الاتصال المرئي عقدها المبعوث الأميركي إلى اليمن مع محافظ مأرب سلطان العرادة أول من أمس (تويتر)
جانب من محادثة عبر الاتصال المرئي عقدها المبعوث الأميركي إلى اليمن مع محافظ مأرب سلطان العرادة أول من أمس (تويتر)
TT

تنكيل حوثي في «عبدية مأرب»: تصفية جرحى وخطف ونهب للممتلكات

جانب من محادثة عبر الاتصال المرئي عقدها المبعوث الأميركي إلى اليمن مع محافظ مأرب سلطان العرادة أول من أمس (تويتر)
جانب من محادثة عبر الاتصال المرئي عقدها المبعوث الأميركي إلى اليمن مع محافظ مأرب سلطان العرادة أول من أمس (تويتر)

واصل تحالف دعم الشرعية في اليمن عملياته الجوية، أمس (الأحد)، باستهداف العناصر الحوثية في جنوب مأرب ضمن مساعيه لإنقاذ المدنيين وإسناد الجيش اليمني الوطني، في حين اتهمت الحكومة الشرعية ومنظمات حقوقية الميليشيات الحوثية بتنفيذ أعمال تنكيل شملت تصفية الجرحى وخطف المدنيين ونهب الممتلكات.
في هذا السياق، أفاد تحالف دعم الشرعية، أمس (الأحد)، بأنه نفذ 41 عملية استهداف لآليات وعناصر الميليشيا بالعبدية والقرى المحيطة خلال الساعات الـ24 الماضية، مشيراً إلى أن عمليات الاستهداف دمرت 10 آليات عسكرية وأدت إلى مقتل أكثر من 165 عنصراً إرهابياً.
وذكر التحالف، في بيان، أن الحوثيين لا يزالون يمارسون عملياتهم الإرهابية ضد المدنيين ويمنعون وصول المساعدات الطبية للمرضى.
وكان تحالف دعم الشرعية أعلن (السبت) في بيان أنه نفذ 32 عملية استهداف لآليات وعناصر ميليشيا الحوثي في العبدية بمأرب خلال 24 ساعة، وأن عملية الاستهداف أسفرت عن مقتل 160 عنصراً حوثياً وتدمير 11 آلية.
وأكد التحالف استمراره في دعم الجيش الوطني لحماية المدنيين من انتهاكات الميليشيات المدعومة من إيران، مشيراً إلى أن الميليشيات الحوثية واصلت تعنتها وتجاهلها القوانين الدولية الإنسانية من خلال استمرار تهديدها حياة المدنيين في القرى والبلدات بالقذائف والحصار.
في غضون ذلك، ذكرت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» أن عناصر الميليشيات الحوثية واصلوا عمليات التنكيل بسكان العبدية التي حاصروها قرابة شهر، قبل أن يتمكنوا من اقتحام مركزها وكثير من القرى مستخدمين أنواع الأسلحة كافة.
وبحسب المصادر، أقدم الحوثيون على تفجير كثير من المنازل وتصفية الجرحى ونهب الممتلكات ودهم المساكن الخاصة، حيث قامت الجماعة باقتياد عشرات من السكان إلى مناطق مجهولة.
في السياق نفسه، أكد وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية معمر الارياني، استمرار الميليشيات في ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية بحق المدنيين في مديرية العبدية.
وأوضح الإرياني، في تصريحات رسمية، أن الميليشيات ارتكبت جرائم إعدام ميداني وتصفية للجرحى وتفجير للمنازل والمباني الحكومية ونهب للمحال التجارية ومعدات المستشفى الوحيد في المديرية، بعد اقتحامها مركز المديرية الواقع على أطرافها، واستمرارها في حصار وقصف 18 قرية.
وبحسب ما أفاد به الوزير اليمني، فإن المعلومات «تؤكد تسبب قصف ميليشيا الحوثي الإرهابية للقرى ومنازل المواطنين بتدمير 6 قرى بشكل كامل، في ظل موجة نزوح داخلي لمئات الأسر والنساء والأطفال من مركز المديرية إلى القرى المحاصرة التي ما زالت خارج سيطرة الميليشيا».
وقال الإرياني: «تمارس مليشيا الحوثي الإرهابية هذه الجرائم الوحشية بحق سكان مديرية العبدية في ظل حصار غاشم ومتواصل منذ قرابة شهر، وتعتيم إعلامي بعد قيامها بقصف أبراج شبكات الاتصالات، ما أدى الى انقطاع كل وسائل التواصل مع أبناء المديرية».
ووصف وزير الإعلام اليمني ما تقوم به ميليشيا الحوثي من أعمال انتقامية وقتل ممنهج وحصار وتجويع بحق سكّان مديرية العبدية من النساء والأطفال وكبار السن بأنها «جرائم حرب وإبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية، وتشكل وصمة عار في جبين المجتمع الدولي والإنسانية جمعاء».
ولقي حصار مديرية العبدية وما تعرضت له من أعمال عدوانية حوثية تنديداً محلياً ودولياً واسعاً وسط إصرار الميليشيات على مواصلة الحرب واقتحام المديريات الخاضعة للشرعية.
وكانت المصادر الرسمية اليمنية أفادت بأن المبعوث الأميركي تيم لندركينغ، أجرى اتصالاً مرئياً السبت مع محافظ مأرب، سلطان العرادة، ندّد خلاله بالتصعيد الأخير لميليشيا الحوثي تجاه محافظات مأرب وشبوة والبيضاء، وشدد على ضرورة إيقاف هذه العمليات العسكرية.
وتطرق العرادة - بحسب وكالة «سبأ» - إلى ما تقوم به ميليشيا الحوثي من هجوم عسكري مستمر تجاه المحافظة منذ عام 2015، والتصعيد المتواصل منذ أكثر من عامين سعياً منها في تحقيق بعض المكاسب الميدانية، مستغلة التراخي غير المبرر للمجتمع الدولي تجاه الجرائم والتصعيد الخطير والانتهاكات الإنسانية التي ترتكبها بحق المدنيين في المحافظة التي تضم ملايين النازحين.
وقال العرادة: «هذا التصعيد يؤكد أن ميليشيا الحوثي لا تؤمن بالسلام ولا تعير دعوات المجتمع الدولي للسلام وإيقاف الحرب أي أهمية، وهي لا تمتلك قرار الحرب والسلام وإنما القرار بيد قيادات (الحرس الثوري) الإيراني و(حزب الله) الذين يديرونها، وفي مقدمتهم المدعو حسن إيرلو أحد قيادات (الحرس الثوري) الذي يتواجد حالياً في العاصمة صنعاء».
وأوضح المحافظ أن سكان مديرية العبدية «يتعرضون للإبادة الجماعية تحت الحصار من قبل ميليشيا الحوثي، دون اكتراث بالبيانات والإدانات الدولية، وهو ما يتطلب من المجتمع الدولي موقفاً حازماً وقرارات جريئة في تصنيف هذه الميليشيا جماعة إرهابية وملاحقة قياداتها في المحاكم الدولية». ونسبت المصادر إلى المبعوث الأميركي أنه «شدد على ضرورة توقف ميليشيا الحوثي عن هجومها العسكري على محافظة مأرب ومديرية العبدية وسرعة فتح ممرات آمنة لإدخال الاحتياجات الأساسية للمدنيين والأدوية والطواقم الطبية».
كما ندد لندركينغ بـ«الاستهداف المتعمد والمتكرر للمدنيين والأحياء المدنية والنازحين في محافظة مأرب بالصواريخ الباليستية والمسيرات، وهو ما يعرض مرتكبيها للمساءلة الدولية لتحقيق العدالة، مشدداً على ضرورة تجنيب المدنيين الصراع والاستهداف».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.