القوى الخاسرة في الانتخابات العراقية تبدأ النزول إلى الشارع

اتهمت أطرافاً خارجية بتغيير النتائج

صورة كبيرة لمقتدى الصدر تطل على شارع في مدينة الصدر ببغداد أمس (أ.ف.ب)
صورة كبيرة لمقتدى الصدر تطل على شارع في مدينة الصدر ببغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

القوى الخاسرة في الانتخابات العراقية تبدأ النزول إلى الشارع

صورة كبيرة لمقتدى الصدر تطل على شارع في مدينة الصدر ببغداد أمس (أ.ف.ب)
صورة كبيرة لمقتدى الصدر تطل على شارع في مدينة الصدر ببغداد أمس (أ.ف.ب)

بعد ساعات من إعلان ما يسمى «الإطار التنسيقي» الذي يضم القوى الشيعية الرئيسية، باستثناء التيار الصدري، رفض نتائج الانتخابات البرلمانية بعد ظهور النتائج النهائية القابلة للطعن، أعلنت ما تسمى «تنسيقية المقاومة العراقية» إنها سوف تنظم مظاهرات جماهيرية. وقال بيان للتنسيقية أمس (الأحد)، أن «الهدف من المظاهرات هو مطالبة الحكومة بإلغاء نتائج الانتخابات».
من جهته، قال عضو الهيئة العامة لتيار الحكمة فهد الجبوري، في تصريح له، إن «الكتل المنضوية ضمن (الإطار التنسيقي) الذي تَشكّل بعد إعلان النتائج الأولية للانتخابات ناقشت خلال اجتماع لها جملة من القضايا التي تخص الشأن الانتخابي ومسألة الطعن بالنتائج الأولية التي أعلنتها مفوضية الانتخابات». وأضاف: «لدينا الأدلة الكافية التي ستقدَّم إلى الجهات المعنية التي تثبت وقوف جهات خارجية بتواطؤ أطراف داخلية لتسقيط وإقصاء أطراف شيعية مهمة لها ثقلها السياسي والجماهيري في البلاد فضلاً عن وجود تسجيلات تكشف تلك المخططات بانتظار ما ستقرره الجهات العليا المعنية بالبت بالطعون الرسمية المقدمة إليها».
وتابع الجبوري: «ننتظر ما ستقرره المفوضية إزاء الطعون وبخلافه سنسلك الطرق القانونية الرسمية في ذلك»، لافتاً إلى أن «جمهور الكتل والقوائم المنضوية ضمن الإطار التنسيقي ستخرج  الأسبوع القادم بمظاهرات كبيرة للمطالبة بحقوقها، إذ صودرت استحقاقاتها الانتخابية من خلال مصادرة أصواتها وإقصاء من يمثلها انتخابياً».
وعن تطرق بيانات الإطار التنسيقي  لتهديد السلم الأهلي أو الوفاق المجتمعي ، قال: «ما أشرنا إليه حقوق ناخبينا وتجنب سخطهم وحفظ حقوقهم وعدم زعزعة الناخب برموزه السياسية وربما تسفر عن احتجاجات سلمية من قواعدنا الشعبية».
وفي السياق ذاته، هددت «تنسيقية الفصائل المسلحة» باللجوء إلى القتال في حال تم المساس بالمتظاهرين الرافضين لنتائج الانتخابات. وقالت التنسيقية في بيان لها إن «المقاومة العراقية كانت وستبقى سدّاً منيعاً بوجه كل المشاريع الخبيثة التي تستهدف أبناء شعبنا الأبيّ، وتؤكد أن من حق العراقيين الخروج احتجاجاً على كل من ظلمهم، ورفض الإذعان إلى مطالبهم، وصادر حقهم». وأضاف البيان: «نحذر تحذيراً شديداً من أي محاولة اعتداء أو مساس بكرامة أبناء شعبنا في الدفاع عن حقوقهم وحفظ حشدهم المقدس فضلاً عن إخراج القوات الأجنبية من بلدهم».
كان «الإطار التنسيقي» قد أصدر بياناً مساء أول من أمس ذكر فيه: «كنا نأمل من مفوضية الانتخابات تصحيح المخالفات الكبيرة التي ارتكبتها في أثناء وبعد عدّ الأصوات وإعلان النتائج». وأضاف: «وبعد إصرارها على نتائج مطعون بصحتها نعلن رفضنا الكامل لهذه النتائج». وحمّل الإطار التنسيقي «المفوضية المسؤولية الكاملة عن فشل الاستحقاق الانتخابي وسوء إدارته مما سينعكس سلباً على المسار الديمقراطي والوفاق المجتمعي».
وكانت مفوضية الانتخابات قد أكدت ثقتها بإجراءاتها الخاصة بالعدّ والفرز اليدوي في المحطات التي أعلنت نتائجها الأولية فيما تواصل تطبيق ذات الإجراءات في بقية المحطات واستبعدت أن تغير الطعون النتائج.
إلى ذلك، رأى الباحث العراقي فرهاد علاء الدين، رئيس المجلس الاستشاري العراقي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه الانتخابات شهدت هذه المرة مفاجآت». وأضاف علاء الدين أنه «بعد هذا التفاوت في أرقام الفائزين والخاسرين فإن القوى السياسية انقسمت ما بعد الانتخابات إلى مرحِّب ورافض لنتائج الانتخابات»، مبيناً أنه «بعيداً عن لغة التشكيك والملابسات التي شابت يوم الانتخابات، هناك واقع جديد لا يمكن إنكاره من القوى السياسية ألا وهو أن هذه القوى بحاجة إلى مراجعة جدية ودراسة مستفيضة لأسباب عزوف ناخبيهم عن المشاركة أولاً والامتناع عن التصويت لهم ثانياً». وأوضح أن «أصوات ناخبي هذه القوى السياسية تراجعت بشكل كبير مقارنةً بانتخابات 2018». وأكد علاء الدين أن «نتائج الانتخابات أفرزت في الواقع تغيراً صادماً لبعض القوى التقليدية الشيعية التي تسيّدت المشهد السياسي قرابة عقدين من الزمن» مشيراً إلى أن «عدد أقطاب القوى الشيعية انتهى إلى قطبين رئيسيين، التيار الصدري ودولة القانون، وتراجعت القوى الأخرى مثل تحالف الفتح وتيار الحكمة وتحالف النصر. بالإضافة إلى دخول الشباب المنتفض والجمهور المتظاهر للساحة السياسية ومجلس النواب بنواب جدد عبر حركة (امتداد وإشراقة كانون) والمستقلين».



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.