«أرامكو» السعودية توقع صفقة تسهيلات ائتمانية مع 28 بنكًا بـ10 مليارات دولار

خبير اقتصادي لـ«الشرق الأوسط»: الصفقة دلالة على ثقة الشركة في حصتها بالسوق العالمي

«أرامكو» توقع مع 28 بنكًا حول العالم صفقة قروض بـ10 مليارات دولار («الشرق الأوسط»)
«أرامكو» توقع مع 28 بنكًا حول العالم صفقة قروض بـ10 مليارات دولار («الشرق الأوسط»)
TT

«أرامكو» السعودية توقع صفقة تسهيلات ائتمانية مع 28 بنكًا بـ10 مليارات دولار

«أرامكو» توقع مع 28 بنكًا حول العالم صفقة قروض بـ10 مليارات دولار («الشرق الأوسط»)
«أرامكو» توقع مع 28 بنكًا حول العالم صفقة قروض بـ10 مليارات دولار («الشرق الأوسط»)

وقعت شركة أرامكو السعودية اتفاقية تسهيلات ائتمانية احتياطية متجددة بقيمة 10 مليارات دولار، مع 27 مؤسسة مالية محلية وإقليمية ودولية، وقالت الشركة إن هذه الاتفاقية جزء من استراتيجيتها للحفاظ على مرونتها المالية، وحل الاتفاقية الجديدة، محل الاتفاقية القائمة الموقعة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2010 التي كانت قيمتها 4 مليارات دولار.
أمام ذلك، قال مازن السديري، المحلل المالي والخبير اقتصادي، إن «الصفقة التي وصفها بـ(الضخمة) لها دلالات مهمة أولها أن شركة أرامكو السعودية مستمرة في الإنفاق الرأسمالي على استثماراتها في الصناعة البترولية، وأنها تتوسع في إنفاقها لثقتها أن نصيبها من السوق البترولي العالمي سيزيد في ظل وجود منتجين آخرين تكلفتهم عالية».
كما لفت إلى أن لجوء شركة بحجم أرامكو السعودية للاقتراض يعني بشكل مباشر أن تكلفة الاقتراض منخفضة لذلك فضلت الشركة الاقتراض كقرار اقتصادي.
وقال السديري إن الدلالة الثانية أن هناك طلبا على القروض بسبب تكلفتها المنخفضة حيث تمثل قروض الشركات نحو 60 في المائة من القروض السعودية التي قدمتها المصارف التجارية، وتصل قيمة القروض البنكية في السعودية سواء للأفراد أو الشركات نحو 1.265 تريليون ريال (337.4 مليار دولار) وتمثل سوق إقراض الشركات في السعودية، بحسب السديري الأعلى على المستوى العالمي.
واعتبر الخبير الاقتصادي السديري أن القرض الضخم يعد مؤشرًا على استمرار نمو للشركات في السعودية سواء من القطاع البنكي التجاري أو من المؤسسات المالية في القطاع العام.
وكان خالد الفالح رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين قد أكد - أخيرا - أمام منتدى الصين للتنمية على أن أرامكو السعودية تحتفظ برؤية بعيدة المدى في إشارة منه إلى استمرار الشركة في برامجها الاستثمارية في الوقت الذي تواصل فيه الشركات النفطية في أنحاء العالم تقليص برامجها الاستثمارية.
وتوزّعت التسهيلات المالية البالغ مجموعها 10 مليارات دولار التي أعلنت عنها أرامكو السعودية، يوم أمس، على شريحتين بالدولار والريال.
وتمثل الشريحة الأولى 7 مليارات دولار أميركي، منها 6 مليارات دولار تسهيل لمدة 5 سنوات مع خيار للتمديد مرتين لمدة سنة واحدة في كل مرة، ومليار دولار على هيئة تسهيل قابل للتجديد سنويا.
والشريحة الثانية تمثل نحو 11.25 مليار ريال تسهيلات مرابحة بالريال (3 مليارات دولار)، منها 7.5 مليار ريال (مليارا دولار) على هيئة تسهيل مدته 5 سنوات مع خيار للتمديد مرتين لمدة سنة واحدة في كل مرة، وتسهيل يبلغ 3.75 مليار ريال (مليار دولار) قابل للتجديد سنويا.
وبلغ هامش التسهيلات بالدولار الأميركي 12 نقطة أساس عن تسهيل الـ5 سنوات، و10 نقاط أساس عن تسهيل السنة الواحدة، بينما بلغ هامش تسهيلات المرابحة بالريال السعودي 11 نقطة أساس عن تسهيل الـ5 سنوات، و9 نقاط أساس عن تسهيل السنة الواحدة.
وتبرز شروط صفقة التسهيلات الوضع الائتماني القوي لـ«أرامكو» السعودية، كما تضع هذه التسعيرة معيارا جديدا في السعودية والخليج العربي، وتعكس ثقة القطاع المصرفي في شركة أرامكو السعودية والمملكة العربية السعودية.
ويذكر أن المشاركين في شريحة التسهيلات بالدولار 20 مؤسسة مصرفية وبنكا، وهم: بنك الصين، وسيتي بنك إن. إيه، ودويتشه بنك، وبنك إتش إس بي سي، وبنك جي بي مورقان تشيز إن. إيه، وبنك ستاندرد تشارترد، ومجموعة سوميتومو ميتسوي المصرفية، وبنك طوكيو - ميتسوبيشي يو إف جي، بصفتهم مديري استقبال العروض والمرتبين الرئيسيين المعيّنين، وبنك بي إن بي باريبا، وبنك كريدي أجريكول، وبنك ميزوهو المحدودة، وآر بي سي كابيتال ماركتس، بصفتهم المرتبين الرئيسيين للتسهيلات، وبنك أبوظبي التجاري، ومجموعة أستراليا ونيوزيلندا المصرفية، وبنك الخليج الدولي، وبنك أبوظبي الوطني، وبنك الكويت الوطني، وشركة نورثرن ترست، وبنك سوسيتيه جنرال، بصفتهم مرتبي التسهيلات.
أما المشاركون في شريحة المرابحة بالريال السعودي البالغة 3 مليارات دولار أميركي، فقد بلغ عددها 8 بنوك، هي: مصرف الإنماء، وبنك الرياض، والبنك الأهلي التجاري، بصفتهم مديري استقبال العروض والمرتبين الرئيسيين المعيّنين، والبنك السعودي الفرنسي، ومجموعة سامبا المالية، والبنك السعودي البريطاني (ساب)، بصفتهم المرتبين الرئيسيين للتسهيلات، والبنك العربي الوطني، والبنك السعودي الهولندي، بصفتهما مرتبي التسهيلات.
كما اختير بنك الرياض كوكيل عالمي للتسهيلات، وكيلا لتسهيلات المرابحة بالريال السعودي، في حين اختير بنك طوكيو - ميتسوبيشي يو إف جي كوكيل لتسهيلات الدولار، في حين جرى تعيين بنك إتش إس بي سي، وبنك جي بي مورقان تشيز إن. إيه، وبنك الرياض كمنسقين عالميين للتسهيلات، بينما عيّنت مجموعة سامبا المالية، ومجموعة سوميتومو ميتسوي المصرفية، كمنسقين للاتفاقيات، في حين جرى تعيين مؤسسة وايت آند كيس مستشارا قانونيا لـ«أرامكو» السعودية، ومؤسسة كليفورد تشانس مستشارا قانونيا للمؤسسات المالية المشاركة في هذه التسهيلات.



بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

قالت الصين الخميس إن تحقيقاتها في ممارسات الاتحاد الأوروبي وجدت أن بروكسل فرضت «حواجز تجارية واستثمارية» غير عادلة على بكين، مما أضاف إلى التوترات التجارية طويلة الأمد.

وأعلنت بكين عن التحقيق في يوليو (تموز)، بعدما أطلق الاتحاد تحقيقات حول ما إذا كانت إعانات الحكومة الصينية تقوض المنافسة الأوروبية. ونفت بكين باستمرار أن تكون سياساتها الصناعية غير عادلة، وهددت باتخاذ إجراءات ضد الاتحاد الأوروبي لحماية الحقوق والمصالح القانونية للشركات الصينية.

وقالت وزارة التجارة، الخميس، إن تنفيذ الاتحاد الأوروبي للوائح الدعم الأجنبي (FSR) كان تمييزاً ضد الشركات الصينية، و«يشكل حواجز تجارية واستثمارية». ووفق الوزارة، فإن «التطبيق الانتقائي» للتدابير أدى إلى «معاملة المنتجات الصينية بشكل غير موات أثناء عملية التصدير إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة بالمنتجات من دول أخرى».

وأضافت بكين أن النظام لديه معايير «غامضة» للتحقيق في الإعانات الأجنبية، ويفرض «عبئاً ثقيلاً» على الشركات المستهدفة، ولديه إجراءات غامضة أنشأت «حالة من عدم اليقين هائلة». ورأت أن تدابير التكتل، مثل عمليات التفتيش المفاجئة «تجاوزت بوضوح الحدود الضرورية»، في حين كان المحققون «غير موضوعيين وتعسفيين» في قضايا، مثل خلل الأسواق.

وأوضحت وزارة التجارة الصينية أن الشركات التي عدّت أنها لم تمتثل للتحقيقات واجهت أيضاً «عقوبات شديدة»، الأمر الذي فرض «ضغوطاً هائلة» على الشركات الصينية. وأكدت أن تحقيقات نظام الخدمة المالية أجبرت الشركات الصينية على التخلي عن مشاريع أو تقليصها، ما تسبب في خسائر تجاوزت 15 مليار يوان (2,05 مليار دولار).

وفي سياق منفصل، تباطأ التضخم في أسعار المستهلكين في الصين خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما واصلت أسعار المنتجين الانكماش وسط ضعف الطلب الاقتصادي.

وألقت عوامل، تتضمن غياب الأمن الوظيفي، وأزمة قطاع العقارات المستمرة منذ فترة طويلة، وارتفاع الديون، وتهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، بظلالها على الطلب رغم جهود بكين المكثفة لتحفيز القطاع الاستهلاكي.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، الخميس، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.1 في المائة الشهر الماضي على أساس سنوي، بعد صعوده 0.2 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عليه، مسجلاً أضعف وتيرة منذ أبريل (نيسان) الماضي. وجاءت البيانات متسقة مع توقعات الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز».

وظل مؤشر أسعار المستهلكين ثابتاً على أساس شهري، مقابل انخفاض بواقع 0.6 في المائة في نوفمبر، وهو ما يتوافق أيضاً مع التوقعات. وارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، 0.4 في المائة الشهر الماضي، مقارنة مع 0.3 في المائة في نوفمبر، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر.

وبالنسبة للعام ككل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2 في المائة بما يتماشى مع وتيرة العام السابق، لكنه أقل من المستوى الذي تستهدفه السلطات عند نحو ثلاثة في المائة للعام الماضي، مما يعني أن التضخم أخفق في تحقيق الهدف السنوي للعام الثالث عشر على التوالي.

وانخفض مؤشر أسعار المنتجين 2.3 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر، مقابل هبوط بواقع 2.5 في المائة في نوفمبر، فيما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 2.4 في المائة. وبذلك انخفضت الأسعار عند بوابات المصانع للشهر السابع والعشرين على التوالي.

ورفع البنك الدولي في أواخر ديسمبر الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين في عامي 2024 و2025، لكنه حذر من أن أموراً تتضمن ضعف ثقة الأسر والشركات، إلى جانب الرياح المعاكسة في قطاع العقارات، ستظل تشكل عائقاً.