انقلابيو اليمن يصعّدون انتهاكاتهم ضد النساء

TT

انقلابيو اليمن يصعّدون انتهاكاتهم ضد النساء

صعدت الميليشيات الحوثية من حجم اعتداءاتها ضد النساء في العاصمة صنعاء ومدن أخرى واقعة تحت سيطرتها، بالتزامن مع اتهامات عدة وجهتها تقارير محلية وأخرى دولية للجماعة بمواصلة ارتكابها مئات الانتهاكات والجرائم بحق تلك الفئة الأشد ضعفاً في اليمن.
التصعيد الحوثي في الآونة الأخيرة تمثل في اتهامات لعناصر ومشرفين وقيادات في الجماعة بالاعتداء بالضرب المباشر وتوجيه الشتائم والألفاظ النابية ضد النساء في صنعاء ومحافظة إب وغيرها من المدن الخاضعة تحت سيطرة الجماعة.
وأشارت مصادر حقوقية إلى تعرض مئات النساء والفتيات في مدن سيطرة الانقلاب لسلسلة لا حصر لها من الاعتداءات الحوثية؛ وصف الكثير منها بـ«الاعتداءات الوحشية» على مدى الأشهر الماضية.
وذكر شهود أن آخر تلك الاعتداءات تمثل باعتداء مندوب حوثي قبل يومين بإحدى محطات حافلات النقل الأجرة (وسط صنعاء) على امرأة أربعينية أمام مرأى ومسمع من المواطنين والمارة.
وأظهر «فيديو» تداوله ناشطون تجمع مواطنين كثر حول المرأة المعتدى عليها، عقب صراخها بأعلى صوتها واستنجادها بهم للتدخل لإنقاذها.
وحسب الشهود الذين وجدوا لحظة وقوع الاعتداء، فقد كرر مندوب الميليشيات اعتداءاته بالضرب على المرأة أكثر من مرة، وهدد جموع المواطنين بعدم التدخل لإنقاذها.
وسبق ذلك الاعتداء الحوثي بأشهر قليلة قيام مشرف في الجماعة بالاعتداء على مجموعة من النساء في إحدى المناطق بريف صنعاء، حيث طردهن من أراضيهن، في محاولة منه للسطو عليها ومصادرتها، وفق ما أكدته مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط».
وأظهر حينها مقطع «فيديو» اعتداء المشرف الميليشياوي على النساء بمديرية بني مطر بريف صنعاء، وطردهن من أراضيهن، ما يؤكد حسب المصادر استغلال القيادات الحوثية لنفوذها في مواصلة ارتكاب جرائم الاعتداء والسطو بقوة السلاح على ممتلكات وأعراض اليمنيين.
المصادر نفسها اعتبرت أن تلك الحادثة وغيرها تعد امتداداً لجرائم الانقلابيين وسعيهم الدؤوب لنهب الأراضي والعقارات الخاصة والعامة بجميع مناطق ومدن سيطرتهم، إضافة إلى أنها تعد أيضاً امتداداً لجملة من الاعتداءات والتعسفات الحوثية المتكررة بحق اليمنيات.
وبالانتقال إلى محافظة إب (170 كم جنوب صنعاء) وفي حادثة اعتداء حوثية أخرى مماثلة، كشفت مصادر محلية عن تعرض نساء بمديرية ذي السفال (جنوب المحافظة) لاعتداء جسدي ولفظي على يد أحد مشرفي الجماعة يدعى طارق الكامل المنتحل لصفة مدير أمن مديرية القاعدة.
وأشارت المصادر إلى أن جريمة الاعتداء التي طالت النساء وقعت أثناء محاولة القيادي الحوثي ومسلحيه السطو بقوة السلاح على قطعة أرض مملوكة للأسرة.
وأوضح شهود أن قطعة الأرض تابعة لمواطن من إب يدعى أحمد دهمس، الذي اعتقلته الجماعة مع أولاده بهدف تهيئة الأجواء أمام عملية السطو والمصادرة؛ ما قاد نساء الأسرة إلى الخروج للوقوف بوجه المشرف الحوثي ومسلحيه وإيقاف عملية الاعتداء.
ولفتت المصادر بسياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»، إلى مباشرة مسلحي الجماعة جريمة الاعتداء بالضرب المبرح بحق النساء، في مشهد يجسد ممارساتها الإجرامية، وتنصلها عن كل القيم والتقاليد والأعراف اليمنية.
وبخصوص آخر مستجدات جريمة الاعتداء الحوثية التي أودت بحياة المواطنة أحلام العشاري من إب أواخر ديسمبر (كانون الأول) الماضي أمام أطفالها، تحدثت مصادر محلية في المحافظة عن أن الميليشيات أجبرت أسرة القتيلة على التنازل عن دم ابنتها، عقب تعرضها لأكثر من 10 أشهر ماضية لضغوطات كبيرة من قبل نافذين حوثيين في المحافظة.
وقالت المصادر إنه ورغم محاولة أسرة بيت العشاري التوجه نحو القضاء للفصل في القضية التي تورط فيها القيادي الحوثي شاكر الشبيبي، الذي كان يشغل آنذاك منصب مدير أمن مديرية العدين، غير أن تلك المحاولات باءت جميعها بالفشل، بسبب قوة تلك الضغوطات التي مورست بحق أولياء الدم.
وقتلت أحلام العشاري بنهاية ديسمبر (كانون الأول) 2020، بعد تعرضها لاعتداء مروع واقتحام منزلها من قبل عناصر حوثية بتوجيهات ومتابعة المدعو الشبيبي.
وأثارت تلك الجريمة البشعة غضباً وسخطاً واسعين في أوساط الناشطين والسكان المحليين والجهات الحقوقية التي طالبت حينها بالقبض على المجرمين وسرعة محاسبتهم.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.