مدير موقع إلكتروني مرتبط بحركة «كيو-أنون» اليمينية المتطرفة يترشح لانتخابات الكونغرس

مناصرو «كيو أنون» خلال هجوم الكابيتول (أرشيفية)
مناصرو «كيو أنون» خلال هجوم الكابيتول (أرشيفية)
TT

مدير موقع إلكتروني مرتبط بحركة «كيو-أنون» اليمينية المتطرفة يترشح لانتخابات الكونغرس

مناصرو «كيو أنون» خلال هجوم الكابيتول (أرشيفية)
مناصرو «كيو أنون» خلال هجوم الكابيتول (أرشيفية)

في إشارة إلى تصميم اليمين الأميركي المتطرف، على خوض السباقات الانتخابية، والتحول إلى كتلة سياسية وازنة، على الرغم من كل الاتهامات الجنائية الموجهة لعدد من رموزها. أعلن مدير موقع الكتروني، يعتبر على نطاق واسع، بأنه مرتبط بالحركة السياسية الموالية للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، وبما يسمى حركة «كيو-أنون»، لليمين الأميركي المتطرّف، الذي يؤمن بنظرية المؤامرة، ترشحه عن أحد المقاعد النيابية الجمهورية لتمثيل ولاية أريزونا في الكونغرس الأميركي. وقال رون واتكينز في مقطع فيديو نُشر على منصة «تلغرام» الخميس، إنه سيسعى للحصول على مقعد في مجلس النواب الذي يشغله حاليا عضو ديموقراطي، في انتخابات عام 2022. وردد واتكينز في شريطه المصور اتهامات ترمب التي يطلقها من دون دليل بشأن الانتخابات الرئاسية لعام 2020. وقال إن تزوير أصوات الناخبين قضية إشكالية كبرى، مضيف، «سُرقت انتخابات الرئيس ترمب، ليس فقط في ولاية أريزونا، ولكن في ولايات أخرى أيضا». وقال: «ينبغي علينا الآن قيادة هذه المعركة في واشنطن، للتصويت ضد كل الديموقراطيين السيئين الذين سرقوا جمهوريتنا».
وكان رون واتكينز ووالده جيم، قد أدارا موقع «8 تشان» المثير للجدل، الذي يدعى الآن «8 كون»، ويستخدمه أنصار اليمين المتطرف، في الترويج لأفكارهم ومواقفهم السياسية. وفي عام 2017، نشرت رسائل غامضة على موقع «8 كون»، من قبل كاتب مجهول، كان يوقع باسم «كيو»، ويتحدث عن نظريات مؤامرة عديدة. وشاع هذا الاسم خلال السنوات الماضية، وتمكن من جذب المزيد من الاميركيين للانضمام إلى صفوف ما بات يعرف بحركة «كيو-أنون». وقال مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) العام الماضي أنه يراقب هذه المجموعة اليمينية المتطرفة، التي يعتبرها خطيرة. وكانت هوية «كيو» مجهولة، لكن منشوراته حشدت مناصري ترمب وراء نظرية مؤامرة من ابتداع اليمين الأميركي المتطرّف. وتناولت بالتفصيل خطّة سرية مزعومة لما يسمى «الدولة العميقة في الولايات المتحدة» ضدّ الرئيس ترمب وأنصاره حاكها الديموقراطيون. كما حيكت اتهامات لعدد من القيادات الديمقراطية من بينها هيلاري كلينتون، عن مشاركتها في عمليات استغلال للأطفال واتهامات أخرى عن منظمات غامضة. ولا تزال هوية «كيو» مجهولة، لكن يعتقد الكثيرون أنها تعود في الحقيقة إلى واتكينز وابنه. وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، توقف «كيو» عن النشر، بعد هزيمة ترمب في الانتخابات، لينخرط رون واتكينز في حملة ترمب لإثبات تزوير الانتخابات، وهو الاتهام الذي لم يدعمه أي دليل، بعد القيام بالعديد من إعادة فحص الأصوات وعدها في عدد من الولايات دعا إليها الجمهوريون. كما أن عددا من أنصار حركة «كيو -أنون» شاركوا في اقتحام الكونغرس في 6 يناير (كانون الثاني) الماضي. لكن وعلى الرغم من تراجع زخم الحركة، إلّا أن بعض أنصارها، دعموا عددا من المرشحين الجمهوريين، الذين فازوا بمقاعد في الكونغرس في انتخابات 2020 أيضا. وبحسب مرصد «ميديا ماترز» فقد ترشح نحو 40 شخصا يدعمون أو يؤيدون نظريات «كيو انون» لانتخابات الكونغرس في 2022، وهو رقم قياسي يشير إلى تصاعد خطاب تلك المجموعات وحضورها في الوسط الشعبي، وخصوصا عند البيض الذين يشكلون جمهورها الرئيسي إن لم يكن الوحيد.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.