باب الترشح للانتخابات الليبية ما زال مغلقاً قبل شهرين من إجرائها

مناصرو حفتر يطالبونه بحملات سياسية على الأرض

المشير خليفة حفتر (القيادة العامة)
المشير خليفة حفتر (القيادة العامة)
TT

باب الترشح للانتخابات الليبية ما زال مغلقاً قبل شهرين من إجرائها

المشير خليفة حفتر (القيادة العامة)
المشير خليفة حفتر (القيادة العامة)

رغم تمسك الأطراف الدولية والإقليمية المعنية بالملف الليبي بضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية في موعدها، قبل نهاية العام الحالي؛ فإنه لا أثر في الشارع لأي مظاهر توحي بوجود انتخابات حتى الآن، ذلك أن باب الترشح لم يفتح رسمياً بعد، وحالة الاستقطاب بين شرق ليبيا وغربها تتصاعد على نحو يسمح بعودة الانقسام، فضلاً عن انعدام التوافق على الشكل القانوني، الذي سيجرى عليه هذا الاستحقاق المنتظر.
وتأمل قطاعات واسعة من الليبيين أن يجرى الاستحقاق الانتخابي في موعده. لكن هناك من يرى أن الــ67 يوماً المتبقية لن تُمكّن السلطات المحلية من تجهيز البلاد لهذا الموعد الحاسم، كما لن تكون هذه المدة كافية لمن يرغب في الترشح على منصب رئاسة البلاد، أو عضوية البرلمان لعرض برنامجه أمام الشعب.
وبلغ عدد المسجلين، الذين يحق لهم الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات 2.8 مليون شخص، من إجمالي عدد سكان ليبيا الذي يناهز سبعة ملايين نسمة.
وبالنظر إلى الذين أعلنوا ترشحهم على مقعد رئيس البلاد حتى الآن، تبرز أسماء قوية، من بينها المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني» المتقاعد من منصبه، وفتحي باشاغا وزير الداخلية السابق، والدكتور عارف النايض رئيس «تكتل إحياء ليبيا»، وسيف الإسلام نجل الرئيس الراحل معمر القذافي. بالإضافة إلى إعلان شخصيات سياسية عزمها على الترشح، مثل ضو المنصوري عضو الهيئة التأسيسية لمشروع الدستور.
ويعول قطاع كبير من السياسيين في غرب ليبيا على رئيس حكومة «الوحدة الوطنية»، عبد الحميد الدبيبة، لخوض غمار المنافسة، مشيرين إلى أنه «ينتظر اللحظة المناسبة لطرح نفسه أمام الشعب»، إذا ما تم الاتفاق بشكل نهائي على قانوني انتخاب الرئيس ومجلس النواب، بعد إجراء تعديلات عليهما، ومن ثم فتح باب الترشح.
ويُتوقع أن يُعلن عن فتح باب الترشح رسمياً أثناء انعقاد الاجتماع الدولي بطرابلس، الذي تدعو إليه السلطة التنفيذية في البلاد، نهاية الشهر الحالي، تحت اسم «مؤتمر استقرار ليبيا»، والذي ستحضره شخصيات عربية ودولية رفيعة المستوى. وتكتنف العملية الانتخابية حالة من التندر والمخاوف معاً، ما دعا البعض إلى القول إنه إذا جرت ستكون صناديق الاقتراع في ليبيا، والحملات الانتخابية في الدول الداعمة لبعض المرشحين، فضلاً عن توقعات بعدم اعتراف تيار الإسلام السياسي بنتيجة الانتخابات، خصوصاً إذا فاز حفتر بها.
ودعا محمد عمر بعيو، رئيس المؤسسة الليبية للإعلام السابق، وزير الخارجية نجلاء المنقوش إلى الترشح للانتخابات الرئاسية «ليس لكونها ديكوراً حضارياً أو ممثلة أُنثوية، بل لأنها أفضل وطنية وانتماءً وأداءً، وأنظف من كثيرين ينوون الترشح، وهذه قناعتي الراسخة ولا مجاملة فيها».
ومع ذلك، يرى متابعون أن إجراء الانتخابات في ليبيا على هذا النحو لن يُنتج إلا سلطة مُختلفا عليها، ومرفوضة من قبل شرائح مجتمعية، وهو ما سيعيد تكرار سيناريو عام 2014، وسيفتح الباب أمام الأطراف، التي لم توفق بالطعن في شرعيتها، ومن ثم حدوث مزيد من الانقسام والتشظي المجتمعي.
ومع بدء العد التنازلي لموعد الانتخابات، المقررة في الـ24 من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، يخلو الشارع الليبي حاليا من أي حملات دعائية للمرشحين المحتملين، باستثناء مشاركات اجتماعية محدودة لحفتر وباشاغا، وتحركات الدبيبة والمشاريع التي يعلن عنها، والتي فسرها البعض بأنها «تستهدف الترويج له انتخابياً».
واستغرب الصحافي محمود المصراتي، أحد الداعمين لترشح حفتر لرئاسة ليبيا، عدم وجود «أي عمل حقيقي على الأرض للحملة الانتخابية لحفتر». ودعا إلى العمل على الملف السياسي بقوة، محذرا مما سماه «تآكل الرصيد والقاعدة الشعبية للمشير».
واتهم المصراتي في مقطع مصور من يتولى الملف السياسي داخل الرجمة بأنه «لا يفقه شيئاً في السياسة»، ووصفه بأنه «أحمق»، مؤكدا أن هناك «من لا يريد ترشح حفتر، ومن يريدنه يتمنون خسارته».
وبلغة لا تخلو من انفعال، طالب المصراتي حفتر بتوضيح موقفه، وإن كان يرغب في الترشح أم لا كي يتسنى لهم البحث عن شخصية أخرى يدعمونها ويصطفون خلفها.
لكن على الرغم من هذه العراقيل، المتمثلة في عدم التوافق على الشكل القانوني، وتجذر الانقسام، فلا تزال بعض الأطراف الإقليمية والدولية تدفع لإجراء الانتخابات وفق خريطة الطريق الأممية. وبهذا الخصوص قال ريتشارد نورلاند، سفير أميركا ومبعوثها الخاص إلى ليبيا، إن بلاده «مستمرة في دعمها للمهمة السامية التي تضطلع بها المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، نيابةً عن جميع الليبيين»، وأضاف في لقاء مع السائح أول من أمس: «نحن متحمسون لحرص الليبيين على التصويت في الاستحقاق المقبل، ودفع البلاد كافة لتكون أقرب إلى الاستقرار والازدهار».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.