تامي أبراهام: ربحت الرهان بالانتقال إلى روما تحت قيادة مورينيو

المهاجم الشاب يتحدث عن فترة معاناته في تشيلسي تحت قيادة توخيل ورغبته في نسيان الماضي

أبراهام تألق أمام أندورا (أ.ب)
أبراهام تألق أمام أندورا (أ.ب)
TT

تامي أبراهام: ربحت الرهان بالانتقال إلى روما تحت قيادة مورينيو

أبراهام تألق أمام أندورا (أ.ب)
أبراهام تألق أمام أندورا (أ.ب)

استقبل المهاجم الإنجليزي تامي أبراهام مكالمة هاتفية، وكان الصوت على الطرف الآخر من الهاتف مألوفاً ومميزاً ودخل مباشرة في صلب الموضوع، فقد كان من يحدثه هو المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو. يتذكر أبراهام هذه المكالمة وهو يبتسم قائلا: «لقد قال لي: هل تريد الاستمتاع ببعض من أشعة الشمس أم تفضل البقاء تحت المطر؟» ربما يكون مورينيو قد سلط الضوء على الاختلافات بين الطقس في إنجلترا وإيطاليا، لكن الشيء المؤكد هو أن نادي روما قد عمل بكل قوة وتفاوض بشكل جدي من أجل الحصول على خدمات المهاجم الإنجليزي الشاب. لكن هل كان أبراهام يريد أن يرحل عن تشيلسي بعد الفترة الكئيبة التي قضاها هناك في الأشهر السابقة لانتقاله؟
يقول أبراهام: «كانت طريقة تفكيري هي أنني كنت أريد اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز والبقاء هنا في الوطن». لكن مورينيو نجح في إثارة شيء ما بداخله، فقد تحدث إلى روح المغامرة لديه. وبالتالي، لم يمر وقت طويل حتى أصبح الانتقال إلى روما تحت قيادة مورينيو هو الشيء الوحيد الذي يسعى أبراهام لتحقيقه في فترة الانتقالات الصيفية. لقد شارك أبراهام في التشكيلة الأساسية لروما في المباريات السبع التي لعبها الفريق في الدوري الإيطالي الممتاز، والتي حقق روما الفوز في خمس منها. وسجل أبراهام هدفين وصنع ثلاثة أهداف أخرى، كما سجل هدفين آخرين في بطولة دوري المؤتمر الأوروبي. ونتيجة لهذا التألق، استدعى المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، غاريث ساوثغيت، أبراهام لقائمة منتخب الأسود الثلاثة في تصفيات كأس العالم أمام أندورا والمجر وسجل هدفا ضمن الفوز بخماسية نظيفة على أندورا.
وعندما يتحدث أبراهام الآن، فإن الأمر يتعلق بثقافات وتحديات جديدة - داخل وخارج الملعب - وكيف أنه عازم على استغلال قدراته وإمكانياته قدر المستطاع وبذل أقصى جهد ممكن داخل المستطيل الأخضر. يقول أبراهام: «أريد أن أكون ضمن أسماء الأفضل في العالم عندما يصنفون المهاجمين. هذا هو هدفي ولن أتوقف حتى أحقق هذا الهدف». لكن ليس هناك أدنى شك في أن الإحباط من الطريقة التي انتهى بها الأمر في تشيلسي كان عاملا محفزا له على التألق وإثبات نفسه من جديد. وعندما سجل أبراهام ثلاثة أهداف في المباراة التي فاز فيها تشيلسي على لوتون في كأس الاتحاد الإنجليزي في أواخر يناير (كانون الثاني)، لم يكن يتخيل أبدا ما سيحدث خلال الأشهر الأربعة المقبلة أو نحو ذلك، حيث تم إقالة فرنك لامبارد من منصبه، ولم ير المدير الفني الجديد، توماس توخيل، أن أبراهام سيكون ضمن خططه لمستقبل النادي. لم يشركه توخيل سوى في سبع مباريات فقط، ولم يدفع به في التشكيلة الأساسية للبلوز سوى ثلاث مرات فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز واستبدله بين الشوطين في مباراتين من هذه المباريات الثلاث. وفي المباراة الثالثة، خرج أبراهام من الملعب وهو مصاب بعد 20 دقيقة فقط. وعندما كان تشيلسي يلعب أهم المباريات في نهاية الموسم - في المباراتين النهائيتين لكأس الاتحاد الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا - لم يكن أبراهام موجوداً في قائمة الفريق من الأساس.
يقول أبراهام: «كان الأمر صعباً للغاية. ولم أكن أفهم ما يحدث حقاً في ذلك الوقت. كنت أسجل الأهداف، وكنت قد أحرزت للتو ثلاثة أهداف في مباراة واحدة، لكن الأمور تتغير بالطبع مع قدوم مدير فني جديد. أعتقد أن أشياء مثل هذه يجب أن تحدث لك حتى تدرك حقاً ما يحدث في هذه اللعبة. لا يمكنك أن تكون في القمة دائماً. أنت بحاجة إلى بعض الإخفاقات في بعض الأحيان، وقد ساعدتني هذه الإخفاقات على التقدم للأمام من جديد ودفعتني إلى الشعور بضرورة تحقيق المزيد».
وعلى صعيد اللعب مع المنتخب الإنجليزي، من الصعب ألا ترى أن انتهاك أبراهام لقواعد وإجراءات الحد من تفشي فيروس «كورونا» في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي قد أضرت كثيرا بفرص انضمامه لقائمة منتخب الأسود الثلاثة. لقد تم استبعاده من قائمة المنتخب الإنجليزي بعد انتهاكه تلك الإجراءات التي كانت تمنع وجود أكثر من ستة أشخاص في مكان واحد، بعد أن شارك في حفلة عيد ميلاد. وشارك بدلا منه دومينيك كالفيرت لوين، الذي دخل كبديل أمام ويلز وأحرز هدفا، ليصبح كالفيرت لوين خيارا أفضل ضمن الخيارات المتاحة لساوثغيت في الخط الأمامي للمنتخب الإنجليزي. ورغم أن ساوثغيت عاد وضم أبراهام في الشهر التالي، فإنها كانت المرة الأخيرة حتى الآن التي ينضم فيها أبراهام لقائمة منتخب بلاده.
يقول أبراهام: «لقد وصلت في تشيلسي إلى النقطة التي كنت أجلس فيها وأتحدث مع نفسي. لقد كنت أشارك في التدريبات من أجل تحسين وتطوير نفسي وأنا أعلم أنني لن أشارك في المباريات. كان من السهل أن أعترض وأصبح لاعبا منبوذا، لكنني قررت القيام بالعكس تماما. لقد تعلمت الجديد عن نفسي، وأعتقد أن هذا ساعدني كثيرا من الناحية الذهنية».
ويعترف أبراهام أنه كان من الصعب عليه مشاهدة المنتخب الإنجليزي وهو يسير بخطى ثابتة نحو المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية 2020 من أريكته، رغم أنه بحلول ذلك الوقت كان من الواضح منذ فترة طويلة أنه لن يكون ضمن القائمة. لكن ما يريده أبراهام الآن هو مواصلة التحسن والتطور تحت قيادة مورينيو، الذي يقول إنه تعلم منه خلال تلك الفترة القصيرة مثل ما تعلمه طوال مسيرته الكروية، من الناحية التكتيكية. ومن المؤكد أن هذا التألق سيساعد أبراهام كثيرا على تمثيل منتخب بلاده من جديد، خاصة أنه لم يتبق سوى 12 شهرا على كأس العالم.
وأعرب أبراهام عن امتنانه لعدم اختيار الحل الأسهل من خلال البقاء في صفوف تشيلسي وسعادته بالحصول على ثقة مورينيو. يقول أبراهام: «كان الخيار السهل هو البقاء والجلوس في تشيلسي. كان لدي خيارات مختلفة، دخلت في محادثات مع عدة أندية خلال تلك الفترة». وأضاف «تحدثت إلى جوزيه، كان لديه هدف، كان بإمكاني رؤية الهدف الذي رسمه لروما، وأردت أن أكون جزءا من هذا المسار». وأوضح النجم الشاب «لقد وضع حقا ثقته في شخصي لذا كان له دور بارز في اختياري لروما». وأوضح أبراهام «لقد تعلمت منه الكثير على المستوى التكتيكي... الخيار الأسهل كان الاستمرار في تشيلسي وهو ناد كبير، يحاول المنافسة والفوز بالألقاب... لكني اكتشفت أنني في حاجة للخروج وإثبات ذاتي، اتخذت القرار وكان صحيحا». ويضيف أبراهام «بالطبع، كانت هناك فترة عصيبة، ودائما ما يتطلب الانتقال من بلد لآخر قرارا شجاعا. لكني أنصح اللاعبين الإنجليز الشباب بالبحث عن فرصة بالخارج، وأطالبهم بألا يشعروا بالخوف من خوض هذه التجربة، التي تجعلك تتعلم الجديد عن نفسك. إنه أمر صعب، لكنني تعودت عليه. لقد ذهبت إلى روما وحان الوقت لأثبت نفسي مرة أخرى».



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.