تركيا تجدد دعمها لـ«تحقيق الاستقرار» في ليبيا

جانب من المحادثات التركية - الليبية بحضور وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ونظيرته الليبية نجلاء المنقوش في إسطنبول أول من أمس (الخارجية التركية)
جانب من المحادثات التركية - الليبية بحضور وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ونظيرته الليبية نجلاء المنقوش في إسطنبول أول من أمس (الخارجية التركية)
TT

تركيا تجدد دعمها لـ«تحقيق الاستقرار» في ليبيا

جانب من المحادثات التركية - الليبية بحضور وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ونظيرته الليبية نجلاء المنقوش في إسطنبول أول من أمس (الخارجية التركية)
جانب من المحادثات التركية - الليبية بحضور وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ونظيرته الليبية نجلاء المنقوش في إسطنبول أول من أمس (الخارجية التركية)

يبحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في إسطنبول اليوم (السبت) التطورات في ليبيا إلى جانب عدد من القضايا الإقليمية الأخيرة فضلاً عن العلاقات التركية - الألمانية.
وأفاد بيان للرئاسة التركية بأن إردوغان وميركل سيلتقيان في إسطنبول اليوم، وستتناول مباحثاتهما العلاقات التركية الأوروبية، والتطورات الإقليمية والدولية وفي مقدمتها الأوضاع في ليبيا وسوريا وأفغانستان.
وتأتي مباحثات إردوغان وميركل، عقب مباحثات أجراها وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، مساء أول من أمس، مع وزيرة الخارجية والتعاون الدولي الليبية نجلاء المنقوش تناولت العلاقات الثنائية والتطورات في ليبيا.
وأكد جاويش أوغلو، عبر «تويتر» عقب المباحثات، أن تركيا ستواصل المساهمة في استقرار ليبيا ورفاهيتها، مضيفاً: «ندعم إجراء انتخابات حرة ونزيهة وموثوقة».
وسبق أن أكدت تركيا دعمها لحكومة الوحدة الوطنية الليبية برئاسة عبد الحميد الدبيبة عقب قرار مجلس النواب سحب الثقة منها في سبتمبر (أيلول) الماضي.
وأكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في كلمته أمام الدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة، تأييد تركيا جهود الحكومة لتحقيق الاستقرار وتوحيد المؤسسات وإجراء الانتخابات في موعدها المقرر في 24 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
ودعمت تركيا السلطة في غرب ليبيا بقيادة رئيس حكومة الوفاق الوطني السابقة فائز السراج، وهي السلطة التي تمخضت عن اتفاق الصخيرات في المغرب عام 2015، لكنها عجزت طيلة سنوات من حكمها عن لجم سلاح الميليشيات حتى أنها انخرطت هي ذاتها في الاحتماء بتشكيلات مسلحة بعضها متشدد دينياً. كما فتحت الباب لتركيا للتدخل عسكرياً والسيطرة على قواعد جوية وبحرية وبرية على أراضي ليبيا والدفع بآلاف المرتزقة السوريين لدعمها.
وتصر تركيا على بقاء قواتها في ليبيا وترفض اعتبارها أجنبية، كما تماطل في سحب المرتزقة السوريين رغم القرارات الدولية التي طالبت بسحب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة لتهيئة الوضع للانتخابات وتحقيق الاستقرار في البلاد.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».