بتهمة «تحويل أموال وإذاعة أخبار كاذبة»، استدعى قاضي التحقيق المالي في دمشق زعيمة حزب «الشباب للبناء والتغيير» بروين إبراهيم، الناشط في الداخل السوري بوصفه من أحزاب معارضة الداخل، بعد أسابيع على زيارتها موسكو.
وأعلن الحزب في بيان صدر، اليوم الجمعة، نبأ استدعاء أمينته العامة من قبل قاضي التحقيق المالي مرفقا البيان بصورة للاستدعاء من المحكمة باسم المدعى عليها بروين إبراهيم، من قبل الحق العام. وبدأ الحزب بيانه، بالسخرية من الاستدعاء، قائلا: «من جديد زيفاً، ينتصر الطغاة. يعلنون حرباً عنوانها الأوحد استثمار القانون على قياس الطغيان... يفبركون التهم بعناوين قانونية عريضة طنانة».
وميز البيان الذي نشر عبر الحساب الرسمي للحزب على «فيسبوك» بين «طغاة» وبين مؤسسة القضاء بوصفها «مؤسسة علم وعقل لا تجهيل ونقل». وطرح تساؤلا حول طبيعة التهم الموجهة لزعيمة الحزب في إشارة إلى أن هناك أسبابا غير معلنة للاستدعاء: «هل سجوننا خصصت لاعتقال الكلمة والرأي والرؤى؟». وتوعد الحزب بعدم السكوت ونقل الكرة من «ملعب القضاء» إلى «ملعب آخر».
وسبق للسلطات في دمشق توقيف بروين إبراهيم لفترة قصيرة على خلفية تنظيمها مظاهرة احتجاجية على نتائج انتخابات مجلس الشعب صيف العام الماضي 2020، بعد خسارتها في الانتخابات كأول سيدة كردية سورية تترشح لمجلس الشعب. وكأبرز سيدة أعمال سورية ظهرت خلال الحرب.
استدعاء بروين إبراهيم من قبل القاضي المالي مؤخراً جاء في وقت تزايد فيه تواصلها السياسي مع الجانب الروسي تحت مظلة «مؤتمر الحوار السوري - السوري» لأحزاب معارضة الداخل الدائم الانعقاد الذي انطلق بدمشق في أغسطس (آب) الماضي بهدف تأسيس تكتل وطني داخلي «معارض» قريب من النظام. وضم المؤتمر ممثلين عن «حزب الشباب للبناء والتغيير» و«حزب الشعب» و«حزب التنمية الوطني» و«حزب التضامن العربي الديمقراطي» و«حزب الشباب الوطني السوري» و«حزب التضامن»، إلى جانب ممثلين عن الحكومة بدمشق.
ويشار إلى أنه بعد أقل من شهر على إطلاق مؤتمر الحوار السوري – السوري، زار موسكو وفد مؤلف من إبراهيم وأمين عام حزب «التضامن» محمد أبو قاسم، ورئيس «جمعية نور» محمد جلبوط وأجروا لقاءات في وزارة الخارجية بموسكو مع عدد من القيادات الروسية. وأعلن المكتب الإعلامي لحزب «الشباب للبناء والتغيير» أن الحوار مع الجانب الروسي كان «صريحاً مصداقياً، مختلفاً عما سواه بنقله الألم السوري وبوصلة العمل الجديدة التي اعتمدتها المعارضة الوطنية بالداخل السوري، بعد أن أعلن المتحكمون بالقرار الحكومي السوري، ممانعتهم ومعارضتهم لكل جهد وطني سوري للتشارك في خارطة طريق سورية داخلية، تنهي عذابات السوريين قدر المستطاع».
ونقل المكتب الإعلامي عن الروس أن «اهتمامهم الأساسي» هو «محاربة الإرهاب وليس رفع العقوبات أو رسم سياسات حكومية هي من شأن الحكومة السورية» ودعا حزب (الشباب للبناء والتغيير) إلى «توحيد المعارضة الوطنية بكل أطيافها بعيداً عن الكومبارسات المعارضة التي أنتجتها بعض الجهات السورية».
ويذكر أن حزب «الشباب للبناء والتغيير» كان من أوائل أحزاب «معارضة الداخل» التي رخصت عام 2012 بموجب قانون الأحزاب الجديد في مواجهة تكتلات المعارضة السورية التي ساندت الاحتجاجات ضد النظام عام 2011.
استدعاء قضائي في دمشق لـ«معارضة موالية» بعد زيارة لموسكو
استدعاء قضائي في دمشق لـ«معارضة موالية» بعد زيارة لموسكو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة