غروندبرغ يحذر من «منحى خطير» ويدعو لمحادثات بلا شروط

المبعوث الأممي لليمن السويدي هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي لليمن السويدي هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT
20

غروندبرغ يحذر من «منحى خطير» ويدعو لمحادثات بلا شروط

المبعوث الأممي لليمن السويدي هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي لليمن السويدي هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

دعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، إلى عدم وضع شروط مسبقة لـ«المحادثات السياسية العاجلة» المنشودة بين الأطراف اليمنية المتحاربة، لكنه حذر بأن الوضع في مأرب ومحيطها «يأخذ منحىً خطيراً» في ضوء الحصار الذي تفرضه جماعة الحوثي المدعومة من إيران على منطقة العبدية في المحافظة.
وقدم غروندبرغ إحاطة إلى أعضاء مجلس الأمن في نيويورك عن الوضع في اليمن، فاستهلها بعرض للمشاورات التي أجراها مع الجهات اليمنية والإقليمية والدولية، موضحاً أنه ركز على «كيفية التحرك نحو حل سياسي مستدام لإنهاء النزاع».
وقال المبعوث إن «اليمنيين بلا استثناء شددوا على ضرورة إنهاء الحرب»، بالإضافة إلى «معالجة الشواغل الاقتصادية والإنسانية؛ بما في ذلك استقرار الاقتصاد، وتحسين تقديم الخدمات الأساسية، وتسهيل حرية التنقل داخل وخارج البلاد». لكنه لفت إلى أن «فجوة الثقة بين الأطراف المتحاربة واسعة ومتنامية»، مشيراً إلى اجتماعاته مع الحكومة اليمنية في الرياض وعدن ومع جماعة الحوثي في مسقط. ورأى أنه «بينما ينبغي إحراز تقدم مؤقت في المسائل الإنسانية والاقتصادية العاجلة، لا يمكن تحقيق حل دائم إلا من خلال تسوية سياسية تفاوضية شاملة»، قائلاً إنه «يجب ألا تكون هناك شروط مسبقة لهذه المحادثات السياسية العاجلة. وينبغي للتدابير الإنسانية ألا تستخدم وسيلة ضغط سياسية».
وطالب باتخاذ التدابير اللازمة من أجل دفع الرواتب، وفتح الطرق في تعز ومأرب وأماكن أخرى، ورفع القيود المفروضة على استيراد الوقود والبضائع للاستخدام المدني عبر ميناء الحديدة، وفتح مطار صنعاء أمام حركة الملاحة المدنية.
وقال غروندبرغ إن التصعيد العسكري على الأرض أخيراً «اتخذ منحىً خطيراً»، مشيراً إلى أن «مأرب ومحيطها؛ بما في ذلك شبوة والبيضاء، لا تزال البؤرة الرئيسية للحرب». وأكد أن «الوضع يزداد سوءاً بالنسبة للمدنيين كل يوم؛ إذ اضطر الآلاف إلى الفرار بحثاً عن الأمان»، موضحاً أن «تطويق منطقة العبدية جنوب مأرب لا يزال متواصلاً منذ نحو شهر، مما ترك الآلاف من الناس في وضع بائس».
وطالب ميليشيات الحوثي بـ«وقف التصعيد العسكري في مأرب والمناطق المحيطة»، لافتاً إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش «يتابع من كثب التطورات في العبدية». وعبر عن «قلق عميق» بشأن التطورات والحوادث في أماكن أخرى من اليمن، داعياً كل الأطراف إلى «وقف التصعيد».
وإذ أشار إلى أن الأسابيع الأخيرة شهدت إعدامات علنية، وحالات اختفاء قسري، واستعمالاً للذخيرة الحية ضد المتظاهرين؛ رأى أن «الإفلات من العقاب قوض إيمان اليمنيين بإمكان التعايش السلمي وبمستقبل تُحترم فيه حقوق جميع اليمنيين». ورحب بعودة رئيس الوزراء معين عبد الملك إلى عدن بوصفها «خطوة مهمة نحو تعزيز عمل مؤسسات الدولة»، مشدداً على أهمية تنفيذ «اتفاق الرياض» بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي.


مقالات ذات صلة

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

العالم العربي جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد بمحافظة مأرب عن انتهاكات جماعة الحوثي في البيضاء (سبأ)

اتهامات للحوثيين بارتكاب 13 ألف انتهاك حقوقي في البيضاء خلال عشر سنوات

كشف تقرير حقوقي يمني عن توثيق نحو 13 ألف انتهاك لحقوق الإنسان في محافظة البيضاء (وسط اليمن) ارتكبتها ميليشيا الحوثي خلال السنوات العشر الأخيرة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ خلال أحدث إحاطاته أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط»: غروندبرغ ملتزم بالوساطة... والتسوية اليمنية

في أعقاب فرض عقوبات على قيادات حوثية، أكد مكتب المبعوث الأممي التزامه بمواصلة جهوده في الوساطة، والدفع نحو تسوية سلمية وشاملة للنزاع في اليمن.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي الحوثيون يحكمون قبضتهم على مناطق شمال اليمن ويسخرون الموارد للتعبئة العسكرية (أ.ب)

عقوبات أميركية على قيادات حوثية

فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة أمس على سبعة من كبار القادة الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن.

علي ربيع (عدن)
المشرق العربي الأمم المتحدة تخطط للوصول إلى 12 مليون يمني بحاجة إلى المساعدة هذا العام (إ.ب.أ)

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

كشفت بيانات أممية عن تفاقم انعدام الأمن الغذائي في 7 من المحافظات اليمنية، أغلبها تحت سيطرة الجماعة الحوثية، وسط مخاوف من تبعات توقف المساعدات الأميركية.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي الشراكات غير العادلة في أعمال الإغاثة تسبب استدامة الأزمة الإنسانية في اليمن (أ.ف.ب)

انتقادات يمنية لأداء المنظمات الإغاثية الأجنبية واتهامات بهدر الأموال

تهيمن المنظمات الدولية على صنع القرار وأعمال الإغاثة، وتحرم الشركاء المحليين من الاستقلالية والتطور، بينما تمارس منظمات أجنبية غير حكومية الاحتيال في المساعدات.

وضاح الجليل (عدن)

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
TT
20

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)

ناقشت اللجنة الوزارية الخماسية بشأن غزة، الأربعاء، مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، خطة إعادة إعمار القطاع التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة بتاريخ 4 مارس (آذار) الحالي.

جاء ذلك خلال اجتماع استضافته الدوحة، بمشاركة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، والدكتور أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، وخليفة المرر وزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية، وحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وبحث المشاركون تطورات الأوضاع في غزة، واتفقوا على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن الخطة كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، بحسب بيان صادر عن الاجتماع.

بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)

وأكد الوزراء العرب أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وجدَّدوا تأكيد الحرص على استمرار الحوار لتعزيز التهدئة، والعمل المشترك من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية، والتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

وسبق الاجتماع لقاء للوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني، في الدوحة، بحثوا خلاله «سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، لا سيما في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، وبحضور الدول والجهات المانحة»، بحسب الخارجية المصرية.

من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)
من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)

كان الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة (غرب السعودية)، الجمعة الماضي، قد أكد دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، مع التمسُّك بحق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات أعقبت «اجتماع جدة»، إن الخطة أصبحت عربية - إسلامية، بعد تبنّي واعتماد «الوزاري الإسلامي» جميع مخرجات «قمة القاهرة»، مؤكداً السعي في الخطوة المقبلة لدعمها دولياً، عبر تبنيها من قِبل الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية؛ كاليابان وروسيا والصين وغيرها، للعمل على تنفيذها.

بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)

وأشار الوزير المصري إلى تواصله مع الأطراف الدولية بما فيها الجانب الأميركي، وقال إنه تحدّث «بشكل مسهب» مع مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط عن الخطة بمراحلها وجداولها الزمنية وتكاليفها المالية. وأضاف أن ويتكوف تحدث عن عناصر جاذبة حولها، وحسن نية وراءها.

إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، في بداية اجتماع بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن: «لن يطرد أحد أحداً من غزة».

من جهته، دعا رئيس الوزراء الآيرلندي خلال لقائه ترمب، إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال: «نريد السلام، نريد إطلاق سراح الرهائن»، مضيفاً: «يجب إطلاق سراح جميع الرهائن، ويجب إدخال المساعدات إلى غزة».