الكتل الفائزة في الانتخابات العراقية تستعد لمفاوضات تشكيل الحكومة

الخاسرون يحذرون من تهديد للسلم الأهلي ما لم يتم فرز الأصوات يدوياً

قوات أمن قرب شاحنة تنقل أصوات مقترعين لفرزها وعدها بمركز انتخابي في المنطقة الخضراء ببغداد أول من أمس (إ.ب.أ)
قوات أمن قرب شاحنة تنقل أصوات مقترعين لفرزها وعدها بمركز انتخابي في المنطقة الخضراء ببغداد أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

الكتل الفائزة في الانتخابات العراقية تستعد لمفاوضات تشكيل الحكومة

قوات أمن قرب شاحنة تنقل أصوات مقترعين لفرزها وعدها بمركز انتخابي في المنطقة الخضراء ببغداد أول من أمس (إ.ب.أ)
قوات أمن قرب شاحنة تنقل أصوات مقترعين لفرزها وعدها بمركز انتخابي في المنطقة الخضراء ببغداد أول من أمس (إ.ب.أ)

بدأت الكتل البرلمانية الفائزة في الانتخابات العراقية التي جرت الأحد الماضي، بتشكيل لجان تفاوضية استعداداً لتشكيل الحكومة المقبلة، في حين حذّرت أطراف خاسرة بحسب النتائج المعلنة حتى الآن من إمكان تهديد السلم الأهلي ما لم يتم اللجوء إلى العد والفرز اليدوي لأصوات المقترعين.
وأعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، تشكيل لجنة من أربعة قياديين بارزين من تياره من أجل إجراء مفاوضات مع الكتل السياسية لتشكيل الحكومة الجديدة. وجاء في بيان عن مكتب الصدر: «نود إعلام جميع الأطراف السياسية أن (أعضاء) اللجنة المفاوضة التي تمثلنا دون غيرها حصراً ولا يحق لأحد التدخل بعملها كائناً من يكون، هم: حسن العذاري رئيساً، ونصار الربيعي نائباً أول له، نبيل الطرفي نائباً ثانياً له، حاكم الزاملي مسانداً (للجنة)». وأضاف أن «للجنة كامل الصلاحيات في مسألة التحالفات البرلمانية والسياسية لهذه المرحلة، على أن يرجعوا لنا في مهام أمورهم وتجنب التحالف مع من عليهم الملاحظات، وأن يعملوا وفق الاحتياط والمصالح العامة».
ويجري الحراك السياسي حالياً باتجاهين؛ الأول يتمثل بما يقوم به أكبر فائزين في الوسط الشيعي وهما التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر الذي حصد أعلى المقاعد في البرلمان (73 مقعداً)، و«ائتلاف دولة القانون» بزعامة نوري المالكي، الذي حل في المرتبة الثانية (38 مقعداً)، وذلك بمحاولة تشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان عبر تحالفات سياسية مع الكتل الأخرى. أما الاتجاه الثاني فهو ما يسعى إليه الخاسرون وفي مقدمهم «تحالف الفتح» بزعامة هادي العامري الذي حصل على 14 مقعداً.
ويشكك هؤلاء في النتائج ويهددون بالتصعيد ما لم تتم إعادة العد والفرز يدوياً. ولم يصدر حتى الآن أي موقف عن زعيم «تيار الحكمة» عمار الحكيم الذي يعد أكبر الخاسرين بحصوله على 4 مقاعد فقط، لكنه عضو بما أطلق عليه «الإطار التنسيقي» الذي يضم الكتل الشيعية الخاسرة وهي «الفتح»، و«الحكمة»، و«النصر» بزعامة حيدر العبادي، ومعهم زعيم «ائتلاف دولة القانون» نوري المالكي برغم أن الأخير حقق مفاجأة باحتلاله المرتبة الثانية شيعياً بعد الكتلة الصدرية والمرتبة الثالثة على مستوى العراق، بعدما حقق حزب «تقدم» بزعامة محمد الحلبوسي المرتبة الثانية بحصوله على 43 مقعداً.
ويبدو الاحتدام حاداً داخل الجبهة الشيعية بين أكبر الفائزين مقتدى الصدر وأكبر الخاسرين هادي العامري وقيس الخزعلي. لكن هذا الانقسام يبدو أخف كثيراً على الصعيدين السني والكردي. ففي الحالة السنية، شكل الفائز الأكبر زعيم «تقدم»، محمد الحلبوسي، لجنة تضم محمد تميم وفلاح حسن الزيدان للتفاوض مع الكتل الأخرى بخصوص تحالفات الحكومة المقبلة. في المقابل، أوكل زعيم «تحالف عزم»، خميس الخنجر، الذي مُني بخسارة قاسية أمام منافسه «تقدم»، مهمة التفاوض مع الكتل الأخرى إلى القيادي البارز فيه محمود المشهداني، وهو رئيس سابق للبرلمان العراقي. كردياً، أوكل حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» مهمة التفاوض مع الكتل الأخرى إلى القيادي فيه قوباد طالباني، في حين أوكل الفائز الأول كردياً «الحزب الديمقراطي الكردستاني»، بزعامة مسعود بارزاني، مهمة إجراء المفاوضات مع الكتل الأخرى إلى القيادي في صفوفه وزير الخارجية السابق هوشيار زيباري. من جهته، كلف زعيم «ائتلاف دولة القانون» نوري المالكي، القيادي في حزب «الدعوة» حسن السنيد مهمة المفاوضات مع بقية الكتل.
إلى ذلك، أعرب حيدر العبادي، رئيس «ائتلاف النصر»، وهو واحد من أكبر الخاسرين في الانتخابات، عن رفضه لما سمّاه اصطفافات سياسية برزت عقب الاقتراع. وقال العبادي في بيان، أمس، إن «الأهم من الربح والخسارة الانتخابية هو السلم والوحدة الوطنية، وسلامة وصلاح النظام السياسي الممثل للشعب. وعليه فإن الاصطفافات السياسية التي تهدد وحدة الشعب وسلامة النظام العام، مرفوضة». وتابع: «إننا نعمل مع الجميع لتجاوز الأزمة، ونعتقد أن الدولة تسع الجميع، وأن بناء أو انهدام الدولة مسؤولية مشتركة». وأشار إلى أن موقفه «من الانتخابات كان وما زال واضحاً ومعلناً، وهو غير خاضع لمصالح ذاتية أو منافع جهوية أو حسابات جبهوية. فقد طالبنا ومنذ انطلاق مظاهرات أكتوبر (تشرين الأول) 2019 بانتخابات مبكرة نزيهة لتحقيق العدالة وإعادة ثقة الشعب بنظامه السياسي. وباركنا إجراء الانتخابات في 10 أكتوبر (الأحد الماضي)، وفي الوقت نفسه انتقدنا ارتباك إجراءات المفوضية، ما خلق لغطاً، البلاد في غنى عنه، وأوجد واقعاً يشوبه التصعيد المؤسف».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.