«خسارة أن بن غوريون لم يكمل المهمة»... نائب إسرائيلي يهاجم الفلسطينيين بمفردات نازية

مطالب بإحالته للجنة التأديبية ومحاكمته

النائب بتسلئيل سموتريتش (شاترستوك)
النائب بتسلئيل سموتريتش (شاترستوك)
TT

«خسارة أن بن غوريون لم يكمل المهمة»... نائب إسرائيلي يهاجم الفلسطينيين بمفردات نازية

النائب بتسلئيل سموتريتش (شاترستوك)
النائب بتسلئيل سموتريتش (شاترستوك)

«أنتم أعداء ولا يمكن الحديث معكم، يجب طردكم من هنا، إن وجودكم جميعاً هنا كان خطأ. وخسارة أن ديفيد بن غوريون (قائد الحركة الصهيونية وأول رئيس وزراء في إسرائيل) لم يكمل المهمة. كان عليه طرد كل الفلسطينيين من إسرائيل».
بهذه الاستعارة من المفردات النازية هاجم رئيس «حزب الصهيونية الدينية»، الوزير السابق والنائب المعارض حالياً، بتسلئيل سموتريتش النواب العرب وفلسطينيي 48 عموماً خلال جلسة الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، مساء أول من أمس؛ لدورهم في إسقاط مشروع قانون يتعلق بتشجيع الهجرة اليهودية، ما آثار موجة من السخط من قبل النواب العرب الذين طالبوا بتقديم سموترتش إلى اللجنة التأديبية، في حين طالبت جهات قيادية أخرى بمحاكمته بتهمة التحريض العنصري على القتل، ووصفه النائبان أحمد الطيبي وعايدة توما على الفور بناسخ الفكر النازي.
وإثر تلك اللغة التي استخدمها الوزير السابق تنبهت رئيسة دائرة التعليم في متحف «لوحمي هجتاوت» لضحايا النازية، نهى خطيب، إلى أن الكلمات التي استخدمها سموترتش هي نفسها التي يستخدمها أنصار النازية الجديدة في أوروبا وغيرهم من أعداء إسرائيل. فهؤلاء يقولون «خسارة أن هتلر لم يكمل المهمة». ويقصدون بذلك مهمة القضاء على اليهود، حيث إن زعيم النازية الألماني، أدولف هتلر، تمكن من القضاء على 6 ملايين يهودي ابان الحرب العالمية الثانية في أوروبا، وبقي في العالم يومها 8 ملايين يهودي.
وقالت الخطيب «نحن نواجه تفاقماً في العنصرية والاستعلائية ضد العرب في الوسط اليهودي. والمشكلة أن سموترتش يمثل كثيرين من اليهود في إسرائيل بهذه المواقف. ومع ذلك، فإن لدينا مسؤولية تلزمنا بمناقشة هذه التصريحات ودوافعها العنصرية ونضع خطة لمجابهتها وتقويضها. فالتشكيك في الوجود العربي ونزع الشرعية عنه هو بالأمر الخطير الذي لا يجوز السكوت عنه. فقد علمتنا دروس الماضي أن هذا السكوت سيعطي سموتتش وغيره من العنصريين في القيادات الإسرائيلية شرعية لوضع مشاريع ترحيل لمن تبقى من الفلسطينيين في الوطن».
وقالت النائب توما سليمان، إن اليمين يهدد الوجود العربي بشكل صريح. ولم يعد يختبئ وراء الكلمات المعسولة. وقال النائب الطيبي، إن «القيادات السياسية الإسرائيلية من اليمين المتطرف والفاشي تتمادى على أصحاب الوطن والبلاد. لا يكفي أنهم يسرقوننا الوطن والأرض والخيرات والمقدرات، ولا يكفي أنهم أداروا سياسة تمييز عنصري ضدنا، إنهم يحاولون إبقاء مشاريع الترحيل ضدنا حية وجاهزة». وقال النائب اليساري من حزب ميرتس، موسي راز، إنه لو تفوه بكلمات كهذه نواب في برلمانات أوروبية لكانت إسرائيل زعزعت الكرة الأرضية ضده. لكنها هنا تسمح لنفسها بأن تمر مر الكرام على تصريحات عنصرية هستيرية كهذه.
وكان سموتريتش قد أطلق تصريحات عنصرية ضد العرب منذ دخوله السياسة قبل خمس سنوات. وآخر تصريح له في هذا السياق، أدلى به في شهر أبريل (نيسان)، قال فيه «العرب مواطنون في دولة إسرائيل، حالياً على الأقل، لديهم أعضاء كنيست، في الوقت الحالي على الأقل». وفي حينه حارب إمكانية تشكيل حكومة يمينية صرف برئاسة بنيامين نتنياهو، تستند على أصوات العرب. وقال «تشكيل حكومة بدعم من النواب العرب يعني أننا نعتمد عليهم، وأنهم يديروننا. أنا لا اعتمد عليهم وأرفض ذلك. وأعتقد بأنه لا يجب منح منصة لأعضاء الكنيست من داعمي الإرهاب، ولا يجب السماح بتواجدهم في الكنيست».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».