اعتقال جنود إسرائيليين بشبهة اعتداء جسدي وجنسي على فلسطيني

تبرئة فتية احتفلوا بإحراق عائلة دوابشة

TT

اعتقال جنود إسرائيليين بشبهة اعتداء جسدي وجنسي على فلسطيني

اعتقلت الشرطة العسكرية الإسرائيلية 10 جنود من كتيبة «نيتساح يهودا» لليهود المتدينين، بشبهة اعتدائهم الجسدي والجنسي على معتقل فلسطيني، في نهاية الشهر الماضي.
وقالت الشرطة إنها أطلقت سراح ستة من الجنود بعد التحقيق الأولي، وأبقت الأربعة الباقين، لتقديمهم إلى محكمة عسكرية في يافا، اليوم الجمعة، لتمديد اعتقالهم.
وأظهرت التحقيقات أن الجنود داهموا بيت الشاب الفلسطيني المطلوب للاعتقال الإداري، والذي يتم عادة ضد الفلسطينيين بلا تهمة. واعتدوا على المعتقل في المركبة العسكرية فور اعتقاله. واستمروا بالتنكيل فيه بعد وصولهم إلى القاعدة العسكرية، وشمل التنكيل إلصاق أحد الجنود فوهة بندقيته بمؤخرة المعتقل وإصابته بجراح وتهديده وضربه، وهو مكبل اليدين ومعصوب العينين.
وأبلغ المعتقل الفلسطيني الطبيب الذي أجرى فحصاً له في إطار إجراءات الاعتقال، ما أدى إلى فتح الشرطة العسكرية تحقيقا ضد الجنود. وقالت النيابة العسكرية إن هناك أساسا متينا لتقديم لوائح ضد المشبوهين الأربعة، في حين سيكون الستة الباقون شهودا للادعاء.
وحسب مصادر إعلامية مطلعة، فإن الجيش الإسرائيلي امتنع عن الإعلان عن هذا التنكيل، وحاول التستر على القضية لولا قيام الطبيب بتقديم إفادة حوله. وينسب المحققون للجنود الأربعة مخالفة ارتكاب عمل مشين بحق المعتقل الفلسطيني. وصادقت المحكمة العسكرية على طلب الجنود المعتدين بحظر نشر أسمائهم وصورهم.
من جهة ثانية، قدمت النيابة العامة الإسرائيلية، أمس الخميس، استئنافا إلى المحكمة المركزية في القدس على قرار محكمة الصلح تبرئة أربعة ناشطين يهود من اليمين المتطرف اتهموا بالتحريض على العنف والإرهاب أثناء مشاركتهم في حفل زفاف من خلال طعن صورة لأفراد عائلة دوابشة الذين استشهد ثلاثة منهم جراء إحراق إرهابيين يهود منزلهم في قرية دوما في الضفة الغربية في العام 2015.
وقالت النيابة في استئنافها إن «المتهمين أشادوا، غناء ورقصاً، بقتل أفراد عائلة دوابشة. وحولوا حفل الزفاف إلى زفاف كراهية. فكانت تلك حالة مميزة من حيث خطورتها، وغير مألوفة في شدتها، تصل إلى حد ارتكاب مخالفة التحريض على العنف». وأضافت النيابة: «المحكمة مطالبة بإلغاء قرارات محكمة الصلح المتعلقة بادعاء الحماية من العدالة». وطالبت بإدانة المتهمين وإعادة الملف إلى محكمة الصلح من أجل فرض عقوبة عليهم. وشددت النيابة على أن قرار البراءة الصادر عن محكمة الصلح يشوبه تحليل منقوص وخلل في أسس مخالفة التحريض، وينطوي على أخطاء شديدة أدت إلى القرار بتبرئة المتهمين.
وكان المتهمون شاركوا في حفل زفاف بمشاركة مئات الضيوف، قاموا خلاله بالرقص والغناء، وهم يرفعون لافتات ألصقت عليها صور أفراد عائلة دوابشة، الذين أحرقوا وهم نيام، وراحوا يطعنون الصور بالسكاكين، ثم أحرقوها بواسطة زجاجات تشبه زجاجات حارقة، ورفعوا لافتة كتب عليها «انتقام»، ورفعوا الأسلحة وجهزوها لإطلاق النار. ولكن قاضي محكمة الصلح، شمعون لايفو، أصدر قراراً بتبرئة القاصرين المتهمين.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».