أيمن عودة: لن نهدأ ولن نرتاح إلا إذا تراجعت الحكومة الإسرائيلية عن قراراتها

مسيرة النقب تختتم أيامها الأربعة بمشروع تطوير لصالح العرب واليهود

أيمن عودة: لن نهدأ ولن نرتاح إلا إذا تراجعت الحكومة الإسرائيلية عن قراراتها
TT

أيمن عودة: لن نهدأ ولن نرتاح إلا إذا تراجعت الحكومة الإسرائيلية عن قراراتها

أيمن عودة: لن نهدأ ولن نرتاح إلا إذا تراجعت الحكومة الإسرائيلية عن قراراتها

اختتمت مسيرة النقب، التي انطلقت قبل أربعة أيام، بمبادرة وقيادة أيمن عودة، رئيس «القائمة المشتركة»، بتسليم ديوان الرئيس الإسرائيلي، رؤوبين رفلين، مذكرة تحتوي على مشروع هندسي شامل لتطوير المنطقة الجنوبية من إسرائيل (النقب)، لمصلحة المواطنين العرب واليهود فيها.
وقال عودة، في المؤتمر الصحافي الختامي للمسيرة: «على عكس مشاريع الحكومة التي تستهدف تيئيس أهلنا العرب في النقب حتى يتركوا أراضيهم ويرحلوا، وعلى عكس مشاريع التفرقة بين اليهود والعرب، يأتي مشروعنا إنسانيا وأخلاقيا، يشتمل على تطوير النقب لجميع سكانه اليهود والعرب». وأوضح عودة أن رئيس الدولة، رفلين، كان قد اتصل به وأبلغه اعتذاره لأنه سيضطر للسفر إلى سنغافورة، لكنه أكد في الوقت نفسه أنه معنيّ بلقائه ورفاقه في قيادة المسيرة للاستماع إلى شكواهم. وقال: «نحن ننطلق من منطلق أن هناك نية لديه (رفلين) بأن يساعد هذه الشريحة من مواطني الدولة في استرجاع حقوقهم، التي سلبت منهم لا لشيء سوى لكونهم عربا، فإن لم يفعل، ستكون لنا خطوات أخرى. هذه المسيرة هي بداية فقط. لن نهدأ ولن نرتاح إلا إذا تراجعت الحكومة عن قراراتها وتبنت مشروعنا البديل لتطوير النقب».
وكانت المسيرة قد انطلقت يوم الخميس الماضي، من قرية وادي النعم، التي يتهددها خطر الهدم. وتوقفت في اليوم الأول في السوق البدوي في بئر السبع. ثم حطت الرحال في قرية العراقيب غير المعترف بها، التي جرى هدمها لا أقل من 90 مرة حتى الآن. وقد باتوا فيها، ليستأنفوا المسيرة صباح الجمعة متجهين نحو قرية بيت جبرين، وهي واحدة من نحو خمسمائة قرية كانت إسرائيل هدمتها أيام النكبة سنة 1948. ويوم السبت، وصلت المسيرة إلى القرى الثلاث التي بقيت سالمة في قضاء مدينة القدس بعد النكبة، وهي عين رأفة وبيت نقوبة وأبو غوش، حيث أقيم مهرجان سياسي فني. وأمس أتمت المسيرة 100 كيلومتر، ووصلت إلى ديوان الرئاسة في القدس، وسلم فيها وفد من قادة المسيرة، مذكرة مشروع تطوير النقب.
وقد لخص أيمن عودة هذه المسيرة قائلا: «لقد استقطبت المئات من المشاركين والداعمين على طول الطريق وفي محطاتها المختلفة، وبعد خروجها من النقب لاقت المسيرة مدا جماهيريا واسعا بالدعم المعنوي، والالتفاف الشعبي، والاستضافات الكريمة من مختلف البلدات التي قدمت الطعام والشراب والحلويات للمشاركين في المسيرة على طول خط سيرها. وقدم أهالي الرملة واللد والطيبة وجلجولية ورهط ووادي النعم وواحة السلام والعراقيب وقلنسوة، والعديد من الأشخاص، الدعم المخلص والمؤثر للمشاركين في المسيرة بشكل يعبر عن مدى الالتفاف الشعبي والجماهيري حول هذه المسيرة التي ترفع قضية الاعتراف بالقرى العربية في النقب.
وعلى طول خط سير المسيرة، شارك بها العشرات من اليهود الديمقراطيين والمتطوعين الأجانب من دول عدة، والعديد من أبناء البلدات اليهودية المجاورة لمسار المسيرة. وتابع النائب أيمن عودة رئيس القائمة المشتركة، في حديث مع «الشرق الأوسط» قائلا: «الالتفاف الشعبي المتزايد حول هذه المسيرة، والإجماع الوحدوي بين كل القيادات، وإصرار أصحاب القضية على إجراء هذه المسيرة، والوصول إلى القدس لوضع قضية الاعتراف بالقرى العربية في النقب أمام رئيس الدولة وعلى طاولة الكنيست، هي الضمان لرفع هذا النضال إلى مستوى آخر، يقربنا من نيل الاعتراف وإحقاق حقوق أهالي القرى غير المعترف بها».
وأضاف: «في بداية المسيرة شارك العديد من الأطفال الذين يحملون أحلاما صغيرة يجب أن تخجل منها دولة إسرائيل، فمن العار أن يكون حلم طفل في القرن الحادي والعشرين ربط بيته بشبكة الكهرباء ووضع حنفية مياه جارية فيه. فالسياسات الحكومية في إسرائيل حرصت، بشكل ممنهج، على حرمان هؤلاء الأطفال من الأمل، وأفقدتهم حقوقهم في حياة طبيعية تليق بالقرن. ونحن نجدد الأمل، من خلال إصرارنا على استعادة الأراضي والحقوق المصادرة».
وقام عودة بتحية كل من شارك في المسيرة، خاصا بالذكر زملاءه النواب أعضاء الكنيست، د.أحمد الطيبي، ود.عبد الله أبو معروف، ود. باسل غطاس، ود. دوف حنين، والمحامي أسامة سعدي، إضافة إلى النائب د. حنا سويد، الذي ينهي دورته البرلمانية هذه الأيام، والنائب السابق طلب الصانع، وقادة لجنة القرى غير المعترف بها، والعديد من الشخصيات السياسية والاجتماعية من النقب ومن مختلف المناطق.
وقالت حنان الصانع، وهي ناشطة اجتماعية معروفة في النقب، إن المسيرة قد أعادت الأمل للناس. وأضافت: «خطة الاعتراف البديلة هي الخطة الوحيدة التي تستجيب لمطالب سكان القرى غير المعترف بها، والوحيدة التي قامت بإشراكهم في الحلول المعروضة».



الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)

أعلنت الجماعة الحوثية في اليمن أنها ستكتفي، فقط، باستهداف السفن التابعة لإسرائيل خلال مرورها في البحر الأحمر، بعد بدء سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحسب رسالة بالبريد الإلكتروني أرسلتها الجماعة، الأحد، إلى شركات الشحن وجهات أخرى.

ونقل ما يسمى بـ«مركز تنسيق العمليات الإنسانية»، التابع للجماعة الحوثية، أن الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، ستقتصر، فقط، على السفن المرتبطة بإسرائيل بعد دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ.

وأضاف المركز، الذي كلفته الجماعة بالعمل حلقةَ وصل بينها وشركات الشحن التجاري، أنها توعدت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل باستئناف الضربات على السفن التابعة لها في حال استمرار هذه الدول في هجماتها الجوية على المواقع التابعة لها والمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وسبق للجماعة الحوثية تحذير الدول التي لديها وجود عسكري في البحر الأحمر من أي هجوم عليها خلال فترة وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وتوعدت في بيان عسكري، أنها ستواجه أي هجوم على مواقعها خلال فترة وقف إطلاق النار في غزة، بعمليات عسكرية نوعية «بلا سقف أو خطوط حمراء».

لقطة أرشيفية لحاملة الطائرات الأميركية هاري ترومان التي أعلن الحوثيون استهدافها 8 مرات (رويترز)

كما أعلنت الجماعة، الأحد، على لسان القيادي يحيى سريع، المتحدث العسكري باسمها، استهداف حاملة الطائرات أميركية هاري ترومان شمال البحر الأحمر بمسيرات وصواريخ لثامن مرة منذ قدومها إلى البحر الأحمر، بحسب سريع.

وسبق لسريع الإعلان عن تنفيذ هجوم على هدفين حيويين في مدينة إيلات جنوب إسرائيل، السبت الماضي، باستخدام صاروخين، بعد إعلان سابق باستهداف وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي، في حين اعترف الجيش الإسرائيلي باعتراض صاروخين أُطْلِقا من اليمن.

موقف جديد منتظر

وفي وقت مبكر من صباح الأحد كشفت وسائل إعلام تابعة للجماعة الحوثية عن استقبال 4 غارات أميركية، في أول ساعات سريان «هدنة غزة» بين إسرائيل، و«حركة حماس».

ويتوقع أن تكون الضربات الأميركية إشارة إلى أن الولايات المتحدة ستواصل تنفيذ عملياتها العسكرية ضد الجماعة الحوثية في سياق منعزل عن التطورات في غزة واتفاق الهدنة المعلن، بخلاف المساعي الحوثية لربط العمليات والمواجهات العسكرية في البحر الأحمر بما يجري في القطاع المحاصر.

ومن المنتظر أن تصدر الجماعة، الاثنين، بياناً عسكرياً، كما ورد على لسان سريع، وفي وسائل إعلام حوثية، بشأن قرارها اقتصار هجماتها على السفن التابعة لإسرائيل، والرد على الهجمات الأميركية البريطانية.

كما سيلقي زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي خطاباً متلفزاً، بمناسبة بدء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وزعم سريع، السبت الماضي، وجود رغبة لدى الجماعة لوقف هجماتها على إسرائيل بمجرد دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، وإيقاف الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر؛ إذا توقفت الولايات المتحدة وبريطانيا عن مهاجمة أهداف في اليمن.

كما أكّد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الأسبوع الماضي، أن الهجمات على إسرائيل ستعود في حال عدم احترام اتفاق وقف إطلاق النار.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) من العام قبل الماضي تستهدف الجماعة الحوثية سفناً في البحر الأحمر بزعم تبعيتها لإسرائيل، حيث بدأت باحتجاز السفينة جالكسي ليدر التي ترفع علم جزر الباهاما في المياه الدولية، والتي لا تزال، وأفراد طاقمها البالغ عددهم 25 فرداً، قيد الاحتجاز لدى الجماعة.

السفينة «غالاكسي ليدر» التي تحتجزها الجماعة الحوثية منذ 14 شهراً (رويترز)

وأتبعت الجماعة ذلك بتوسع عملياتها لتشمل السفن البريطانية والأميركية، بصواريخ باليستية وطائرات مسيَّرة في المياه القريبة من شواطئ اليمن بزعم دعم ومساند سكان قطاع غزة ضد الحرب الإسرائيلية.

وتسببت تلك الهجمات في تعطيل جزء كبير من حركة التجارة الدولية، وأجبرت شركات الشحن والملاحة على تغيير مسار السفن التابعة لها، واتخاذ مسار أطول حول جنوب قارة أفريقيا بدلاً من عبور قناة السويس.

وأدى كل ذلك إلى ارتفاع أسعار التأمين وتكاليف الشحن وزيادة مدد وصولها، وبث مخاوف من موجة تضخم عالمية جديدة.

لجوء إلى التخفي

ويلجأ قادة الجماعة إلى الانتقال من مقرات إقامتهم إلى مساكن جديدة، واستخدام وسائل تواصل بدائية بعد الاستغناء عن الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية، رغم أنهم يحيطون أنفسهم، عادة، باحتياطات أمنية وإجراءات سرية كبيرة، حيث يجهل سكان مناطق سيطرتهم أين تقع منازل كبار القادة الحوثيين، ولا يعلمون شيئاً عن تحركاتهم.

أضرار بالقرب من تل أبيب نتيجة اعتراض صاروخ حوثي (غيتي)

وشهدت الفترة التي أعقبت انهيار نظام الأسد في دمشق زيادة ملحوظة في نقل أسلحة الجماعة إلى مواقع جديدة، وتكثيف عميات التجنيد واستحداث المواقع العسكرية، خصوصاً في محافظة الحديدة على البحر الأحمر.

كما كشفت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، خلال الأيام الماضية أن الاتصالات بقيادة الصف الأول للجماعة المدعومة من إيران لم تعد ممكنة منذ مطلع الشهر الحالي على الأقل، نتيجة اختفائهم وإغلاق هواتفهم على أثر التهديدات الإسرائيلية.

وأنشأت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا في ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه، تحالفاً عسكرياً تحت مسمى تحالف الازدهار، لمواجهة الهجمات الحوثية وحماية الملاحة الدولية، وفي يناير (كانون الثاني) الماضي بدأ التحالف هجماته على المواقع العسكرية للجماعة والمنشآت المستخدمة لإعداد وإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.

وأطلق الاتحاد الأوروبي، في فبراير (شباط) الماضي، قوة بحرية جديدة تحت مسمى «خطة أسبيدس»، لحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وحدد مهامها بالعمل على طول خطوط الاتصال البحرية الرئيسية في مضيق باب المندب ومضيق هرمز، وكذلك المياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وخليج عمان والخليج، على أن يكون المقر في لاريسا اليونانية.

احتفالات حوثية في العاصمة صنعاء بوقف إطلاق النار في غزة (إعلام حوثي)

وتزامنت هجمات الجماعة الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر مع هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية على مدن ومواقع إسرائيلية، ما دفع سلاح الجو الإسرائيلي للرد بضربات جوية متقطعة، 5 مرات، استهدف خلالها منشآت حيوية تحت سيطرة الجماعة.

وشملت الضربات الإسرائيلية ميناء الحديدة وخزانات وقود ومحطات كهرباء في العاصمة صنعاء.

ونظمت الجماعة الحوثية في العاصمة صنعاء، الأحد، عدداً من الاحتفالات بمناسبة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، رفعت خلالها شعارات ادعت فيها أن عملياتها العسكرية في البحر الأحمر وهجماتها الصاروخية على الدولة العبرية، أسهمت في إجبارها على القبول بالهدنة والانسحاب من القطاع.

وتأتي هذه الاحتفالات مترافقة مع مخاوف قادة الجماعة من استهدافهم بعمليات اغتيال كما جرى مع قادة «حزب الله» اللبناني خلال العام الماضي، بعد تهديدات إسرائيلية باستهدافهم، وسط توقعات بإصابة قادة عسكريين كبار خلال الضربات الأميركية الأخيرة في صنعاء.