رينارد... مسيرة حافلة لا تشوبها الخسائر مع الأخضر

المدرب الفرنسي قاد التحول الكبير تحت تأثير حلمه «المونديالي»

رينارد حقق نقلة نوعية هائلة في أداء الأخضر (أ.ف.ب)
رينارد حقق نقلة نوعية هائلة في أداء الأخضر (أ.ف.ب)
TT

رينارد... مسيرة حافلة لا تشوبها الخسائر مع الأخضر

رينارد حقق نقلة نوعية هائلة في أداء الأخضر (أ.ف.ب)
رينارد حقق نقلة نوعية هائلة في أداء الأخضر (أ.ف.ب)

قطع المنتخب السعودي شوطاً كبيراً نحو التأهل إلى بطولة كأس العالم قطر 2022، بعد فوزه على الصين بنتيجة 3-2، تحت قيادة مدربه الفرنسي هيرفي رينارد، الذي أكد في وقت سابق أنه لن يتخلى أبداً عن هدفه الذي جاء من أجله؛ بإيصال الأخضر إلى المونديال العالمي.
ويملك رينارد أرقاماً مميزة مع الأخضر السعودي منذ توليه المهمة في يوليو (تموز) 2019، محافظاً على رصيده دون أي هزيمة في جميع المباريات «الرسمية» التي خاضها مع المنتخب منذ تلك الفترة وحتى اليوم.
وبدأ الفرنسي مسيرته رسمياً أمام اليمن في 10 سبتمبر (أيلول) 2019، في إطار تصفيات كأس العالم 2022، وانتهت بالتعادل الإيجابي 2 - 2.
ولعب الأخضر 12 مباراة دولية رسمية تحت قيادة رينارد سواء في تصفيات المرحلة الثانية أو النهائية، نجح خلالها في تحقيق 10 انتصارات مع تعادلين دون أي خسارة.
وسجل السعودي 30 هدفاً طوال مشوار التصفيات بالكامل مع استقبال شباكه 7 أهداف فقط خلال المدة ذاتها، ليتصدر أولاً ترتيب مجموعته بالتصفيات الثانية برصيد 20 نقطة وبفارق 5 نقاط كاملة عن أوزبكستان، وبعدها واصل تصدره للمجموعة الثانية بالتصفيات المؤهلة إلى كأس العالم برصيد 12 نقطة بعد 4 مباريات، وبفارق 3 نقاط عن أستراليا، أقرب منافسيه.
في المقابل، تعرض الفريق السعودي لثلاث خسائر تحت إشراف رينارد، لكنها كانت على مستوى كأس الخليج العربي لكرة القدم حيث خسر المنتخب الأول في «خليجي 24» أمام منتخبي الكويت في المجموعات بنتيجة 1 - 3. ثم البحرين في النهائي بنتيجة 0 - 1.
أما على مستوى المباريات الودية الدولية التي خاضها الأخضر مع رينارد، فكانت 4 مواجهات، فاز فيها على الكويت بهدف دون مقابل يوم 25 مارس (آذار) 2021، بالإضافة إلى انتصار على جامايكا بنتيجة 3 - 0، يوم 14 نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، مع خسارة ضد نفس المنتخب (جامايكا)، بنتيجة 1 - 2، يوم 17 نوفمبر 2020، وتعادل سلبياً ضد باراغواي دون أهداف يوم 19 نوفمبر 2019.
ويُعتبَر المنتخب السعودي أفضل محطات الفرنسي رينارد على مستوى الانتصارات؛ فالمدرب الأوروبي يملك نسبة نجاح في الفوز مع الأخضر تصل إلى 71.4 في المائة، بانتصاره في 15 مباراة من إجمالي 21؛ سواء كانت رسمية أو ودية، مع عدم خسارته في أي مباراة رسمية دولية حتى الآن بالتصفيات.
ورغم نجاحه في التأهل مع منتخب المغرب إلى نهائيات كأس العالم 2018 بعد غياب طويل، فإن رينارد يملك نسبة انتصارات مع أسود الأطلس تبلغ 53.4 في المائة، بفوزه في 23 مباراة، تعادله في 9، وخسارته 11 خلال 43 مواجهة، بينما يملك المدرب نسبة فوز وصلت إلى 57 في المائة مع منتخب ساحل العاج، بفوزه في 8 مباريات مع 3 تعادلات و3 هزائم في 14 لقاء دولياً، بالإضافة إلى نسبة 47.8 في المائة مع منتخب زامبيا في 23 مواجهة، مما يؤكد أن مسيرته مع الأخضر السعودي هي الأنجح حتى الآن.
وحقق هيرفي رينارد بطولة كأس الأمم الأفريقية مع منتخب زامبيا عام 2012، بالإضافة إلى البطولة ذاتها مع منتخب ساحل العاج عام 2015، مع قيادة المغرب إلى نهائيات كأس العالم 2018، قبل أن يتولى تدريب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم ويصل معه لنهائي «خليجي 2024»، ويقترب بشدة من التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2022، مع وجود بطولات أخرى في الأجندة الدولية المقبلة، مثل كأس العرب ثم كأس آسيا 2023.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».