أنقرة تصعّد شمال حلب... وتتهم واشنطن بـ«الخداع»

حلفاؤها أسقطوا طائرة استطلاع روسية... ونقطة تركية جديدة شمال غربي سوريا

بعد تفجير سيارة في عفرين في 11 الشهر الجاري (رويترز)
بعد تفجير سيارة في عفرين في 11 الشهر الجاري (رويترز)
TT

أنقرة تصعّد شمال حلب... وتتهم واشنطن بـ«الخداع»

بعد تفجير سيارة في عفرين في 11 الشهر الجاري (رويترز)
بعد تفجير سيارة في عفرين في 11 الشهر الجاري (رويترز)

اعتبرت أنقرة التصريحات الأميركية التي أدانت فيها واشنطن مقتل شرطيين في هجوم لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية، أكبر مكونات تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، والهجمات العابرة للحدود «غير صادقة»، وتشكل نوعا من «الخداع». وأكدت أنها ستفعل ما يلزم لتطهير مناطق في شمال سوريا من الوحدات الكردية. وواصلت انتقاداتها لكل من الولايات المتحدة وروسيا لما عدته عدم الالتزام بتعهداتها بضمان انسحابها من المناطق المتاخمة لحدودها وتحميلهما جانبا من المسؤولية عن الهجمات الأخيرة على قواتها في شمال حلب. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده ستفعل كل ما يلزم من أجل «تطهير مناطق في شمال سوريا من وحدات حماية الشعب»، مضيفا أن روسيا والولايات المتحدة مسؤولتان أيضاً عن هجمات الوحدات الكردية على القوات التركية في مارع شمال حلب في الأيام القليلة الماضية حيث أسفر هجومان عن مقتل جندي واثنين من عناصر شرطة المهام الخاصة.
وتابع جاويش أوغلو، خلال مؤتمر صحافي مع وزير خارجية نيكاراغوا دينيس مونكادا كوليندريس في أنقرة أمس (الأربعاء)، بأن روسيا والولايات المتحدة لم تلتزما بتعهداتهما بضمان انسحاب الوحدات الكردية من منطقة الحدود السورية مع تركيا.
ووصف جاويش أوغلو الإدانات الأميركية للهجمات على تركيا بأنها «غير صادقة»، لافتا إلى أن واشنطن تسلح وحدات حماية الشعب الكردية، ويجب علينا الاعتماد على أنفسنا والقيام بما يجب تجاه هجماتها. وقال: «تتزايد الهجمات السورية ضد قواتنا، وعدتنا روسيا وأميركا بالتدخل، ولم تفِ أي منهما بتلك الوعود». وأضاف: «نحن مصممون للغاية على طرد (الإرهابيين) من هذه المنطقة، وسنفعل كل ما يتطلبه الأمر، الولايات المتحدة تصدر تصريحات إدانة، لكنها تدعمهم بالأسلحة. هذا خداع، عملياتنا العسكرية مهمة لسلامة حدود سوريا، فأجندة حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب هي تقسيم سوريا». كان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لمح في تصريحات عقب مقتل اثنين من شرطة المهام الخاصة في شمال حلب، الاثنين الماضي، إلى تصعيد عسكري تركي ضد قسد في شمال سوريا، قائلا إن «صبر تركيا نفد حيال بؤر الإرهاب في شمال سوريا»، مؤكدا أن تركيا عازمة على القضاء على التهديدات التي مصدرها تلك المناطق.
وأكدت وزارة الخارجية الأميركية مواصلة المشاورات مع أنقرة لإيجاد حل سياسي في سوريا وإنهاء الصراع.
ودانت الخارجية على لسان المتحدث باسمها، نيد برايس، أول من أمس، الهجمات عبر الحدود ضد «حليفتها في حلف شمال الأطلسي (ناتو)». وقدمت تعازيها لأسرتي الشرطيين التركيين اللذين قتلا بصاروخ موجه، انطلق من مناطق سيطرة «قسد» في تل رفعت. وأكد برايس ضرورة التزام كل الأطراف بوقف إطلاق النار في المناطق المحددة لذلك بسوريا، في سبيل تعزيز مساعي الاستقرار والحل السياسي بالبلاد.
وصعدت القوات التركية، أمس، قصفها لمناطق انتشار القوات الكردية في ريفي حلب الشمالي والشمالي الغربي، وقصفت مدفعيتها محيط مطار منغ العسكري وأطراف تل رفعت وريف عفرين، بعد مقتل 3 من جنودها في الأيام القليلة الماضية. وقصفت طائرة تركية، دون طيار، قرية شيخ عيسى في عفرين بريف حلب الشمالي، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بسقوط طائرة استطلاع روسية بين جبهتي مارع وعبلة، ضمن مناطق نفوذ القوات التركية والفصائل الموالية لها. وتبنت فصائل «الجيش الوطني السوري»، الموالي لتركيا، عملية إسقاط الطائرة.
وفي إدلب، انتهت القوات التركية من إنشاء نقطة عسكرية جديدة لها في قرية بينين الواقعة على السفح الشرقي من جبل الزاوية (جنوب إدلب)، مقابل مدينة معرة النعمان، والمطل على طريق حلب - اللاذقية الدولي (إم4). وتعد النقطة هي الثالثة في أسبوع واحد.
وأفاد «المرصد السوري» بأن القوات التركية كانت تعمل على إنشاء هذه النقطة قبل حوالي أسبوع، حيث وضع الأتراك النقطة الجديدة على طريق معرة النعمان - أريحا، في إطار سياسة الإغلاق الكامل للطرق الرئيسية ورصدها كما فعلت في سراقب. وأنشأت القوات التركية نقطة عسكرية جديدة في بلدة آفس قرب مدينة سراقب وطريق «إم 4»، الأحد الماضي، بعد أيام قليلة من إنشاء نقطة أخرى في جبل الزاوية، بهدف تغطية خط التماس بين قوات النظام وفصائل المعارضة في إدلب بشكل كامل.



روسيا: هجوم الفصائل في سوريا لم يكن ممكناً دون دعم وتحريض من الخارج

سيارة تمر بجوار معدات ومركبات عسكرية تابعة للجيش السوري تم التخلي عنها على الطريق السريع المؤدي إلى دمشق بالقرب من بلدة صوران شمال مدينة حماة (أ.ف.ب)
سيارة تمر بجوار معدات ومركبات عسكرية تابعة للجيش السوري تم التخلي عنها على الطريق السريع المؤدي إلى دمشق بالقرب من بلدة صوران شمال مدينة حماة (أ.ف.ب)
TT

روسيا: هجوم الفصائل في سوريا لم يكن ممكناً دون دعم وتحريض من الخارج

سيارة تمر بجوار معدات ومركبات عسكرية تابعة للجيش السوري تم التخلي عنها على الطريق السريع المؤدي إلى دمشق بالقرب من بلدة صوران شمال مدينة حماة (أ.ف.ب)
سيارة تمر بجوار معدات ومركبات عسكرية تابعة للجيش السوري تم التخلي عنها على الطريق السريع المؤدي إلى دمشق بالقرب من بلدة صوران شمال مدينة حماة (أ.ف.ب)

قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، اليوم (الأربعاء) إن موسكو تدعم بقوة إجراءات القيادة السورية، لمواجهة هجمات يشنها من وصفتهم بأنهم «جماعات إرهابية».

وقالت زاخاروفا إن التقدم الذي أحرزته الفصائل السورية السورية في الأيام القليلة الماضية لم يكن ممكناً، دون دعم وتحريض من الخارج. وأضافت أن الفصائل حصلت على طائرات مُسيَّرة وتدريب من الخارج.

وأمس اتَّهم السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، أوكرانيا، بتقديم دعم عسكري لعناصر «هيئة تحرير الشام».

 

وقال نيبينزيا في اجتماع عقده مجلس الأمن الدولي لبحث التصعيد في سوريا: «نودُّ لفت الانتباه خصوصاً إلى وجود آثار يمكن التعرف عليها، تشير إلى ضلوع المديرية الرئيسية للاستخبارات الأوكرانية في تنظيم الأعمال العدائية، وتزويد المقاتلين بأسلحة في شمال غربي سوريا». وأضاف: «نشير إلى تحديد هوية مدرِّبين عسكريين أوكرانيين كانوا يدرِّبون مقاتلي (هيئة تحرير الشام) على العمليات القتالية».

 

وشدَّد السفير الروسي على أنَّ «مقاتلي (هيئة تحرير الشام) لا يخفون حقيقة أنهم مدعومون من أوكرانيا فحسب؛ بل يتباهون بذلك»، متِّهما أوكرانيا بتزويدهم بطائرات مُسيَّرة على وجه الخصوص. وأضاف أنَّ «التعاون بين الإرهابيين الأوكرانيين والسوريين المدفوعين بالكراهية لسوريا وروسيا مستمر لتجنيد مقاتلين في القوات المسلَّحة الأوكرانية، وتنظيم هجمات ضد القوات الروسية والسورية في سوريا».

وعلى مدى الأيام الماضية، شنَّت فصائل مسلَّحة في شمال غربي سوريا، بقيادة «هيئة تحرير الشام»، هجوماً عسكرياً سيطرت خلاله على حلب وإدلب، وتُواصل التقدم باتجاه مدينة حماة، في حين نفى الجيش السوري، أمس، ما ورد من تقارير حول دخول الفصائل منطقتَي الصواعق والمزارب في المدينة.