الببغاوات المستأنسة تسأم الأسْر وتتوق للغابة

متطوعة في مركز إنقاذ وتأهيل الببغاء في جوهانسبرغ (إ.ب.أ)
متطوعة في مركز إنقاذ وتأهيل الببغاء في جوهانسبرغ (إ.ب.أ)
TT

الببغاوات المستأنسة تسأم الأسْر وتتوق للغابة

متطوعة في مركز إنقاذ وتأهيل الببغاء في جوهانسبرغ (إ.ب.أ)
متطوعة في مركز إنقاذ وتأهيل الببغاء في جوهانسبرغ (إ.ب.أ)

قد لا يكون الببغاء النرويجي الأزرق سوى نوع خيالي من الببغاوات اشتهر في عمل كوميدي لفرقة مونتي بيثون بشأن طائر يقبع في قفص «يتوق للوديان»، ولكن يبدو أن الببغاوات المستأنسة الحقيقية تسأم من الأسْر.
هذا وفقاً لبحث جديد نشرته الجمعية الملكية البريطانية الذي أشار إلى أنه كلما كان مخ الطائر المأسور أكبر، زادت احتمالية ظهور «شكل من السلوكيات غير الطبيعية» عليه مثل قضم قضبان القفص أو نزع ريشه.
ويبدو أن مدى تعرض الأنواع الأكثر ذكاء من الببغاوات للمرض و«الحياة القصيرة بشكل واضح» مساوية لـ«عدم التطابق» بين الحياة في الأسر والحياة في البرية، بحسب أكاديميين من جامعة بريستول البريطانية وكذلك جامعة جويلف الكندية وجامعة أوترخت الهولندية.
ووجد الباحثون أن «المدى الذي يقيد فيه الأسر سلوكيات الحيوانات الطبيعية» ويقلل نطاق «بحثها عن المؤن واتخاذ القرار وحل المشكلات المعرفية» يؤدي إلى «الإحباط».
وأضافوا أنه يمكن لببغاوات البرية الأكثر نشاطاً وذكاء قضاء ما يصل إلى 75 في المائة من وقتها تبحث عن المؤن وهي عملية صعبة من حل المشكلات واتخاذ القرارات التي لا يمكن التعويض عنها بين الطيور التي تكبر في الأسر بفرصة قول «بولي يريد بسكويت».
يشار إلى أنه عادة ما يطلق اسم بولي على الببغاوات.
وغالباً ما تكون الببغاوات في البرية «اجتماعية بشكل طبيعي» ولكن مثل تلك الأنواع غالباً ما تعيش بدون أي تواصل اجتماعي من هذا النوع عندما تعيش في الأسر وتكون معرضة للإصابة بـ«الملل».
وبشكل عام يقول الباحثون: «يتمتع هذا الحيوان الذكي برفاهية متفردة في الأسر» ويوصون بأن يعرض أصحابه «المزيد من الحميات الغذائية الطبيعية» وتقديم «محفزات معرفية» لإنعاش الحياة للطيور التي تعيش في الأسر التي يمكن أن ينتهي بها الحال بأن «تتوق للوديان» أو حتى لـ«ببغاء سابق» مثلما هو الحال مع العمل الكوميدي الذي تم عرضه في عام 1969.



جهاز مبتكر ينتِج من الهواء مكوناً أساسياً في الأسمدة

الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)
الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)
TT

جهاز مبتكر ينتِج من الهواء مكوناً أساسياً في الأسمدة

الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)
الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)

أعلن فريق بحثي مشترك من جامعتَي «ستانفورد» الأميركية، و«الملك فهد للبترول والمعادن» السعودية، عن ابتكار جهاز لإنتاج الأمونيا؛ المكوِّن الأساسي للأسمدة، باستخدام تقنية صديقة للبيئة تعتمد على طاقة الرياح.

وأوضح الباحثون في الدراسة، التي نُشرت الجمعة بدورية «ساينس أدفانسيس (Science Advances)»، أن هذا الجهاز يمثل بديلاً محتملاً للطريقة التقليدية لإنتاج الأمونيا، والمتبَعة منذ أكثر من قرن. وتُستخدم الأمونيا على نطاق واسع في صناعة الأسمدة لإنتاج مركبات مثل اليوريا ونيترات الأمونيوم، وهما مصدران أساسيان للنيتروجين الضروري لنمو النباتات. والنيتروجين أحد العناصر الحيوية التي تعزز عملية البناء الضوئي وتكوين البروتينات في النباتات؛ مما يدعم نمو المحاصيل ويزيد الإنتاج الزراعي.

ورغم أهمية الأمونيا في تعزيز الإنتاج الزراعي، فإن الطريقة التقليدية لإنتاجها تعتمد على عمليةٍ صناعيةٍ كثيفةِ استهلاكِ الطاقة وتركز على الغاز الطبيعي مصدراً رئيسياً، مما يؤدي إلى انبعاث كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون. وتستهلك هذه العملية نحو اثنين في المائة من إجمالي الطاقة العالمية سنوياً، وتنتج نحو واحد في المائة من انبعاثات الكربون عالمياً.

ويعتمد الجهاز الجديد على الهواء مصدراً رئيسياً للنيتروجين اللازم لإنتاج الأمونيا، فيُستخلص من الغلاف الجوي بطرق مبتكرة، ثم يدمج مع الهيدروجين المستخرَج من الماء. وتُستخدم في هذه العملية محفزات كيميائية متطورة تعمل تحت الضغط الجوي ودرجة حرارة الغرفة، مما يُغني عن الحاجة إلى الوقود الأحفوري أو مصادر الطاقة التقليدية، مما يجعل العملية مستدامة وصديقة للبيئة.

ويتميز الجهاز بإمكانية تشغيله مباشرة في المواقع الزراعية، ويمكن تصميمه ليكون محمولاً ومتكاملاً مع أنظمة الري، لتوفير السماد للنباتات بشكل فوري دون الحاجة إلى نقل الأسمدة من المصانع. ووفق الباحثين؛ فإن هذا الابتكار يُسهم في خفض تكاليف النقل والبنية التحتية المرتبطة بالطرق التقليدية لإنتاج الأمونيا، التي تعتمد على منشآت صناعية ضخمة ومعقدة.

وأظهرت التجارب المعملية فاعلية الجهاز في إنتاج كميات كافية من الأمونيا لتسميد النباتات داخل الصوب الزجاجية خلال ساعتين فقط، باستخدام نظام رش يعيد تدوير المياه. كما أكد الباحثون إمكانية توسيع نطاق الجهاز ليشمل تطبيقات زراعية أكبر عبر شبكات موسعة ومواد مرشحة محسّنة.

ويتطلع الفريق البحثي إلى دمج هذا الجهاز في المستقبل ضمن أنظمة الري، مما يتيح للمزارعين إنتاج الأسمدة مباشرة في مواقع الزراعة، ويدعم الزراعة المستدامة.

وأشار الفريق إلى أن الأمونيا المنتَجة يمكن استخدامها أيضاً مصدراً نظيفاً للطاقة بفضل كثافتها الطاقية مقارنة بالهيدروجين، مما يجعلها خياراً مثالياً لتخزين ونقل الطاقة.

ويأمل الباحثون أن يصبح الجهاز جاهزاً للاستخدام التجاري خلال ما بين عامين و3 أعوام، مؤكدين أن «الأمونيا الخضراء» تمثل خطوة واعدة نحو تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتعزيز الاستدامة في مختلف القطاعات.