دراسة: «دلتا» و«السلوكيات الخاطئة» تسببا في انخفاض فاعلية لقاحات «كورونا»

الدراسة أكدت أن اللقاحات وقائية للغاية ضد الإصابة بأعراض «كورونا» الخطيرة والدخول للمستشفى (رويترز)
الدراسة أكدت أن اللقاحات وقائية للغاية ضد الإصابة بأعراض «كورونا» الخطيرة والدخول للمستشفى (رويترز)
TT

دراسة: «دلتا» و«السلوكيات الخاطئة» تسببا في انخفاض فاعلية لقاحات «كورونا»

الدراسة أكدت أن اللقاحات وقائية للغاية ضد الإصابة بأعراض «كورونا» الخطيرة والدخول للمستشفى (رويترز)
الدراسة أكدت أن اللقاحات وقائية للغاية ضد الإصابة بأعراض «كورونا» الخطيرة والدخول للمستشفى (رويترز)

أكدت دراسة أميركية جديدة أن متغير دلتا والسلوك البشري، المتمثل في عدم ارتداء الكمامات وعدم تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي، هما السبب في انخفاض فاعلية لقاحات «كورونا».
ووفقا لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فقد استخدمت الدراسة التي أجراها علماء من وزارة الصحة بولاية نيويورك البيانات الخاصة بالتطعيمات واختبارات «كورونا» ومعدلات الدخول للمستشفى جراء الإصابة بالمرض على مستوى الولاية لبحث فاعلية اللقاحات خلال الفترة ما بين 1 مايو (أيار) و28 أغسطس (آب) 2021، حيث كان متغير دلتا وقتها السبب في 99 في المائة من حالات العدوى بنيويورك.
بالإضافة إلى ذلك، قارن الباحثون فاعلية اللقاحات حسب العمر، ونوع اللقاح، وتوقيت تلقي التطعيم.
ويعد توقيت تلقي التطعيم أمراً بالغ الأهمية بشكل خاص في مثل هذه الدراسات لأن بعض الأبحاث السابقة حول الأجسام المضادة لـ«كورونا» قد أشارت إلى أن اللقاحات يمكن أن تفقد فاعليتها بمرور الوقت.
وفي المجموع، شملت الدراسة حوالي 8.8 مليون بالغ يعيشون في نيويورك - تم تطعيم حوالي ثلثيهم بشكل كامل.
وأظهرت النتائج أن فاعلية لقاحات «فايزر» و«موديرنا» و«جونسون آند جونسون» المصرح باستخدامها في الولايات المتحدة، انخفضت بشكل ملحوظ خلال الصيف الماضي.
فبالنسبة لمتلقي لقاح «فايزر» الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و49 عاماً، تراجعت فاعلية اللقاح ضد العدوى بنسبة 25 في المائة خلال موجة دلتا، فيما انخفضت الفاعلية بنسبة 19 في المائة للملقحين الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و64 عاماً، وبنسبة 14 في المائة بين أولئك الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً.
وشهد متلقو لقاح «موديرنا» تراجعاً مشابهاً في الفاعلية، مع انخفاض نسبته 18 في المائة لأولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و49 عاماً، و14 في المائة لأولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و64 عاماً، و9 في المائة لمن تزيد أعمارهم على 65 عاماً.
أما بالنسبة لمتلقي لقاح «جونسون»، فقد انخفضت الفاعلية بنسبة 19 في المائة لأولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و49 عاماً، وبنسبة 11 في المائة لأولئك الذين تزيد أعمارهم على 50 عاماً.
وقال الفريق إنه بمجرد أن انخفاض فاعلية اللقاحات الثلاثة بلغ الذروة حين سيطر متغير دلتا بالكامل على حالات الإصابة بنيويورك، مما يشير كذلك إلى أن هذا البديل شديد العدوى كان وراء هذا الانخفاض.
بالإضافة إلى ذلك، أشار الباحثون إلى أن تغيير سلوكيات السلامة المتعلقة بـ«كورونا» في نيويورك ربما ساهم في زيادة حالات الإصابة بالعدوى خلال تلك الفترة، حيث إن أغلب المواطنين اتبعوا إرشادات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها التي أصدرتها في وقت مبكر من الصيف، وسمحت للسكان الذين تم تطعيمهم بالكامل بعدم ارتداء الكمامات في الأماكن العامة.
في الوقت نفسه، توقف المزيد من سكان نيويورك عن اتباع قواعد التباعد الاجتماعي في تلك الفترة، حيث تناول الكثير منهم الطعام في الأماكن المغلقة وقاموا بحضور الحفلات والمناسبات المزدحمة مع رفع قيود الإغلاق عن المدينة.
ورغم انخفاض فاعليتها ضد العدوى، فإن الدراسة أكدت أن اللقاحات الثلاثة ظلت وقائية للغاية ضد الإصابة بأعراض «كورونا» الخطيرة والدخول إلى المستشفى.
وقال الدكتور هوارد زوكر، كبير مؤلفي الدراسة، في بيان: «هذه الدراسة هي الأكبر لفحص التغييرات في فاعلية اللقاحات بمرور الوقت والأسباب المؤدية لانخفاض هذه الفاعلية».
وأكد زوكر على ضرورة تلقي اللقاحات لمنع المرض الخطير والدخول للمستشفى، كما لفت إلى أهمية توخي الأشخاص الحذر واتباع إرشادات الوقاية من «كورونا» كارتداء الكمامات والحفاظ على التباعد الاجتماعي وغسل اليدين باستمرار، معتبرا هذه الأمور «السبيل الوحيد للخروج من الوباء».


مقالات ذات صلة

الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)
صحتك طفل يخضع لاختبار الكشف عن فيروس كورونا (أرشيفية - أ.ب)

دراسة: «كورونا» يزيد من خطر إصابة الأطفال والمراهقين بالسكري

كشفت دراسة جديدة عن أن عدوى فيروس كورونا تزيد من خطر إصابة الأطفال والمراهقين بمرض السكري من النوع الثاني مقارنة بعدوى أمراض الجهاز التنفسي الأخرى.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

روبوتات ذكية تتفوق على البشر في مختبرات الدواء

تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)
تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)
TT

روبوتات ذكية تتفوق على البشر في مختبرات الدواء

تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)
تستخدم الروبوتات المتنقلة منطق الذكاء الاصطناعي لأداء مهام البحث الاستكشافي في مجال الكيمياء (جامعة ليفربول)

طوّر باحثون من جامعة ليفربول الإنجليزية روبوتات متنقلة قادرة على الحركة تعمل بالذكاء الاصطناعي، ويمكنها إجراء أبحاث التركيب الكيميائي، وصناعة الدواء بكفاءة غير عادية.

وفي الدراسة المنُشورة في دورية «نيتشر»، الأربعاء، أظهر الباحثون كيف تمكنت تلك الروبوتات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات، من أداء مهام البحث الاستكشافي في الكيمياء بمستوى أداء البشر، ولكن في وقت أسرع بكثير.

وتم تصميم الروبوتات المتنقلة التي يبلغ ارتفاعها 1.75 متر بواسطة فريق ليفربول لمعالجة 3 مشاكل أساسية هي: إجراء التفاعلات، وتحليل المنتجات، وتحديد ما يجب القيام به بعد ذلك بناءً على البيانات الناتجة. وقامت الروبوتات بأداء هذه المهام بطريقة تعاونية، حيث تناولت تلك المشكلات في 3 مجالات مختلفة تتعلق بالتركيب الكيميائي ذي الصلة باكتشاف الأدوية الصيدلانية.

وأظهرت النتائج أنه باستخدام الذكاء الاصطناعي، اتخذت الروبوتات القرارات الجديدة أو قرارات مماثلة للباحث البشري، ولكن في إطار زمني أسرع بكثير من الإنسان، الذي قد يستغرق ساعات كثيرة لاتخاذ القرارات نفسها. وأوضح البروفسور أندرو كوبر من قسم الكيمياء ومصنع ابتكار المواد بجامعة ليفربول، الذي قاد المشروع البحثي أن «البحث في التركيب الكيميائي مكلف ويستغرق وقتاً طويلاً، سواء في أثناء التجارب أو عند الحاجة إلى اتخاذ القرارات حول التجارب التي يجب القيام بها بعد ذلك، لذا فإن استخدام الروبوتات الذكية يوفر طريقة لتسريع هذه العملية».

وقال في بيان صادر الأربعاء: «عندما يفكر الناس في الروبوتات وأتمتة الكيمياء، فإنهم يميلون إلى التفكير في إجراء التفاعلات وما إلى ذلك، وهذا جزء منها، ولكن اتخاذ القرار يمكن أن يستغرق وقتاً طويلاً». وتابع: «هذه العملية تنطوي على قرارات دقيقة بناءً على مجموعات من البيانات الغزيرة. إنها مهمة تستغرق وقتاً طويلاً من الباحثين، ولكنها كانت مشكلة صعبة للذكاء الاصطناعي كذلك».

ووفق الدراسة، فإن اتخاذ القرار هو مشكلة رئيسية في الكيمياء الاستكشافية. فعلى سبيل المثال، قد يقوم الباحث بإجراء عدة تفاعلات تجريبية، ثم يقرر توسيع نطاق بعض من تلك التجارب التي تعطي نتائج تفاعل جيدة أو منتجات مثيرة للاهتمام فقط.

من جهته، قال سريرام فيجاياكريشنان، طالب الدكتوراه السابق في جامعة ليفربول، وباحث ما بعد الدكتوراه في قسم الكيمياء الذي قاد هذه التجارب: «عندما حصلت على الدكتوراه، أجريت كثيراً من التفاعلات الكيميائية يدوياً. غالباً ما يستغرق جمع البيانات التحليلية وفهمها الوقت نفسه الذي يستغرقه إعداد التجارب. وتصبح مشكلة تحليل البيانات هذه أكثر حدة. فقد ينتهي بك الأمر إلى الغرق في البيانات».

وأضاف: «لقد عالجنا هذا هنا من خلال بناء منطق الذكاء الاصطناعي للروبوتات. ويعالج ذلك مجموعات البيانات التحليلية لاتخاذ قرار مستقل، على سبيل المثال، ما إذا كان يجب المضي قدماً إلى الخطوة التالية في التفاعل أم لا». وأكد قائلاً: «إذا أجرى الروبوت التحليل في الساعة 3:00 صباحاً، فسوف يكون قد قرر بحلول الساعة 3:01 أي التفاعلات يجب أن تستمر. وعلى النقيض من ذلك، قد يستغرق الأمر ساعات من الكيميائي لتصفح وتحليل مجموعات البيانات نفسها».

وفي الختام، شدّد البروفسور كوبر على أنه «بالنسبة للمهام التي أعطيناها للروبوتات هنا، فقد اتخذ منطق الذكاء الاصطناعي القرارات نفسها تقريباً مثل الكيميائي خلال تعاطيه مع هذه المشاكل الكيميائية الثلاث في غمضة عين»، مضيفاً أن هناك أيضاً مجالاً كبيراً لزيادة قدرات الذكاء الاصطناعي في فهم هذه الظواهر الكيميائية.