تزامنا مع إعلان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للاستراتيجية الوطنية للاستثمار، أول من أمس، أعلنت بعض الشركات الأجنبية اعتزامها الدخول في شراكات مع بعض الشركات السعودية في مجالات الاقتصاد الأخضر وحماية التنوع البيولوجي ومكافحه تغير المناخ والصناعات التقنية.
وأفصحت شركتا «التميز» السعودية و«بيوتوبي» الفرنسية عن إطلاق شراكة لتوفير حلول للتحديات التي تواجه البيئة، مثل زيادة الرقعة الخضراء وتطوير المحميات الطبيعية والعمل على وضع حلول لمشاكل التصحر.
وفي هذا الإطار قال فريديريك ملكي، رئيس (بيوتوبي) الفرنسية إن الشراكة ستمهد الطريق لتحقيق الطموحات المشتركة، مبينا أن تقاسم المصالح ذات المنفعة المتبادلة سيؤدي إلى تعاون أوسع وشراكات غير محدودة بين الرياض وباريس لجذب الاستثمار الفرنسي، مشيرا إلى أن المملكة، أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط، محفزة لتواصل الشراكات مع الشركات الفرنسية.
وتطرق ملكي إلى أن مشاريع مبادرة الشرق الأوسط الخضراء، تؤسس لمجال استثمارات ضخمة في السعودية ودول الشرق الأوسط، معتبرا أن مجال الاستثمار في مجال المشاريع البيئية والمحميات الطبيعية فرصة واعدة وكذلك مجال تدوين وعمل الكتب المتخصصة عن هذا المجال والتعاون مع الجامعات السعودية لطرح أساس لتعليم وتدريب الكوادر السعودية وعمل مراكز للأبحاث المتخصصة.
وأوضح ملكي أن المملكة من خلال «المبادرة السعودية الخضراء»، ستوحد جهودها لتطوير الطاقات النظيفة، وتعويض تأثير الوقود الأحفوري، ومكافحة تغير المناخ، وحماية التنوع البيولوجي، حيث إن الشراكة المعلنة تعمل على 4 جوانب رئيسية، تشمل، أولا تطوير إجراءات لتخضير الإقليم من خلال زراعة 10 مليارات شجرة على وجه الخصوص وتطوير شبكة المناطق المحمية، والتكيف مع تغير المناخ، وتطوير قطاع أعمال مرتبط بتمويل الكربون.
ولفت ملكي إلى أن الشراكة ستتدخل في مسألة الإسهام بالمشاريع في مجال التقنيات النظيفة للهيدروكربونات للتخلص من أكثر من 130 مليون طن من انبعاثات الكربون، حيث تشير دراسة تقدر كمية النفايات المنتجة حتى عام 2035 بحوالي 106 ملايين طن، إلى أنه سيكون من الضروري بناء 1329 محطة معالجة على وجه الخصوص، ما يؤدي إلى خلق 77 ألف فرصة عمل.
وشدد على أن الشراكة ستسهم أيضا في بتحسين المناطق المحمية وتطوير السياحة البيئية، أو مشاريع الاستعادة البيئية ، أو الهندسة لزراعة مليارات الأشجار، أو أدوات المراقبة الفعالة لتطور النظم البيئية أو حتى إجراءات الاتصال والتوعية العامة ، مؤكدا التزام شركة «بيوتوبي» الفرنسية بكل يتعلق بكل من المملكة والشرق الأوسط.
وتابع ملكي: «ستعزز شراكتنا المساهمة في تنفيذ الطموحات البيئية للمملكة، وفي مشاريع التنمية والإدارة المستدامة للأراضي والحفاظ على الطبيعة والسياسات العامة، حيث تستثمر (بيوتوبي) 7 في المائة من مبيعاتها في البحث والتطوير ويقوم قسمها المتخصص بتصميم وتطوير حلول أصلية لمعرفة الطبيعة وحمايتها بشكل أفضل في النهاية في مجموعة متنوعة من المجالات».
وزاد: «ستقدم شركة (بيوتوبي) والشركات الفرنسية الخبرات بالإضافة إلى التدريب، حيث إن هدفنا تجهيز 300 ألف شاب سعودي إلى سوق العمل مع تدريب محدد للغاية، حيث يعتمد التدريب على مواقف حقيقية في الهواء الطلق للطلاب المهتمين بالقضايا البيئية والتكيف مع احتياجات البلد».
من جهته، أفصح عبد الله بن زيد المليحي رئيس شركة «سعودي التميز» أن الدخول في شراكة مع شركة «بيوتوبي» الفرنسية، يأتي في إطار الاستجابة للمبادرة السعودية للاستثمار، لدعم الاستثمار في المملكة واستكشاف الفرص لرجال الأعمال من داخل وخارج البلاد، مشيرا إلى أن هذه الشراكة تختص بمجالات الاقتصاد الأخضر والتنوع البيولوجي والتغير المناخي والصناعات التقنية الجديدة.
وتوقع المليحي في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، ضخ استثمارات بحجم 3 مليارات دولار خلال الأعوام الـ3 المقبلة، لدعم استثمار سوق الاقتصاد الأخضر في المملكة في الفترة المقبلة، مشددا على اعتزام شركته لتعزيز العمل على مبادرة الشرق الأوسط الأخضر مع الدول الشقيقة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية والشرق الأوسط، وتسعى بالشراكة مع الأشقاء في دول الشرق الأوسط لزراعة 40 مليار شجرة إضافية.
شراكة سعودية ـ فرنسية في البيئة والاقتصاد الأخضر
تستهدف توفير حلول لحماية التنوع البيولوجي والمحميات الطبيعية وبناء مراكز أبحاث خاصة
شراكة سعودية ـ فرنسية في البيئة والاقتصاد الأخضر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة