العالم يحتاج إجراء منسقاً لكبح ازدياد «الدول الضعيفة»

مخاطر الديون ترتفع

TT

العالم يحتاج إجراء منسقاً لكبح ازدياد «الدول الضعيفة»

قالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا غورغييفا، إن هناك حاجة إلى إجراء منسق لكبح ازدياد أعداد الدول الضعيفة والبدء في عكس هذا المسار.
وقالت غورغييفا أمام لجنة خلال اجتماعات الخريف لصندوق النقد والبنك الدوليين، مساء الاثنين، إن وباء «كوفيد19» فاقم المشكلات في الدول التي كانت بالفعل أكثر عرضة لمشكلات مثل الفقر المدقع والجفاف وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وفي بعض الحالات الحرب. وأضافت: «يجب أن نتحلى بالتواضع لنقر بأن عالم الدول الضعيفة يتسع، وإذا لم نلتزم بحشد كل قوانا معاً، فلن نوقف هذا المسار أو نعكسه».
وقالت غورغييفا إن التوجهات الاقتصادية متباينة بالنسبة للاقتصادات المتقدمة وجميع البلدان النامية، «لكن الفجوة كانت أكثر وضوحاً بالنسبة للدول الضعيفة والمتأثرة بالصراعات، والتي شهدت انخفاضاً في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي 6.6 في المائة عام 2020».
وشهدت هذه البلدان أيضاً «زيادة أكبر في الدين العام، ومن المتوقع أن تواجه مزيداً من الضغوط التضخمية، لكنها واجهت صعوبة في زيادة الإيرادات». وقالت غورغييفا إن «الدعم من المجتمع الدولي مهم لمساعدة الدول الضعيفة وعكس مسار ازدياد التباين»، مشيرة إلى أن «الصندوق «قدم 7.5 مليار دولار لدعم الدول الضعيفة». وقالت إن «تخصيص الصندوق مؤخراً حقوق سحب خاصة جديدة بقيمة 650 مليار دولار شمل 16.2 مليار دولار من الأموال لهذه البلدان».
يأتي ذلك بينما قال البنك الدولي في تقرير نشر الاثنين إن عبء ديون الدول منخفضة الدخل ارتفع 12 في المائة إلى مستوى قياسي عند 860 مليار دولار في 2020 مع اتخاذ تلك الدول إجراءات مالية ونقدية ضخمة للتصدي لأزمة «كوفيد19».
وقال رئيس البنك الدولي، ديفيد مالباس، إن التقرير «يظهر زيادة كبيرة في مواطن الضعف المتعلقة بالديون التي تواجه الدول منخفضة ومتوسطة الدخل»، ودعا إلى «خطوات عاجلة لمساعدتها على الوصول إلى مستويات للدين أكثر استدامة».
وأضاف مالباس، في بيان مرفق بالتقرير الجديد لإحصاءات الديون الدولية 2022: «نحتاج إلى مقاربة شاملة لمشكلة الديون، بما يشمل خفض الدين، وإعادة هيكلة أسرع، وتحسين الشفافية». وقال: «من الحيوي أن تكون هناك مستويات مستدامة للديون من أجل التعافي الاقتصادي وخفض الفقر».
وقال التقرير إن «مجمل الديون الخارجية للدول منخفضة ومتوسطة الدخل ارتفع 5.3 في المائة في 2020 إلى 8.7 تريليون دولار، بما يشمل دولاً في كل المناطق». وأضاف أن «الزيادة في الدين الخارجي فاقت إجمالي الدخل القومي ونمو الصادرات؛ إذ ارتفعت نسبة الدين الخارجي إلى إجمالي الدخل القومي، مع استبعاد الصين، 5 نقاط مئوية إلى 42 في المائة عام 2020. في حين قفزت نسبة الدين إلى الصادرات إلى 154 في المائة خلال 2020 من 126 في المائة خلال 2019».
وأظهر التقرير أن «صافي التدفقات من الدائنين متعددي الأطراف إلى الدول منخفضة ومتوسطة الدخل زاد إلى 117 مليار دولار في 2020. وهو أعلى مستوى في 10 سنوات». وقال إن «صافي الإقراض إلى الدول منخفضة الدخل ارتفع 25 في المائة إلى 71 مليار دولار، وهو أيضاً أعلى مستوى في 10 سنوات»، وإن صندوق النقد الدولي والدائنين الآخرين متعددي الأطراف قدموا 42 مليار دولار و10 مليارات دولارات على الترتيب.
وقالت كارمن راينهارت؛ كبيرة الخبراء الاقتصاديين بالبنك الدولي، إن «التحديات التي تواجه الدول الأكثر مديونية قد تزداد سوءاً مع ارتفاع أسعار الفائدة».


مقالات ذات صلة

الرسوم الجمركية تهدد النمو الاقتصادي... و«المركزي الأوروبي» يحذّر من تداعيات الحرب التجارية

الاقتصاد مبنى «البنك المركزي الأوروبي» في فرنكفورت بألمانيا (رويترز)

الرسوم الجمركية تهدد النمو الاقتصادي... و«المركزي الأوروبي» يحذّر من تداعيات الحرب التجارية

أشار صناع السياسة في «البنك المركزي الأوروبي»، يوم الثلاثاء، إلى أن أسعار الفائدة بمنطقة اليورو ستستمر في الانخفاض، مع القضاء على التضخم إلى حد كبير.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت (ألمانيا) - لشبونة)
الاقتصاد مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي فوبكي هوكسترا في مؤتمر صحافي على هامش «كوب 29» (رويترز)

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

تتواصل المفاوضات بشكل مكثّف في الكواليس للتوصل إلى تسوية نهائية بين الدول الغنية والنامية رغم تباعد المواقف في مؤتمر المناخ الخميس.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أشخاص يقومون بتعديل لافتة خارج مكان انعقاد قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة (أ.ب)

أذربيجان تحذر: «كوب 29» لن ينجح دون دعم «مجموعة العشرين»

استؤنفت محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، يوم الاثنين، مع حث المفاوضين على إحراز تقدم بشأن الاتفاق المتعثر.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد سفينة شحن في نهر ماين أمام أفق مدينة فرنكفورت الألمانية (رويترز)

«المركزي الألماني»: خطط ترمب الجمركية نقطة تحول في التجارة العالمية

أعرب رئيس البنك المركزي الألماني عن خشيته من حدوث اضطرابات في التجارة العالمية إذا نفّذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خططه الخاصة بالتعريفات الجمركية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد لافتة للبنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

ناغل من «المركزي الأوروبي»: تفكك الاقتصاد العالمي يهدد بتحديات تضخمية جديدة

قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، يواخيم ناغل، إن هناك تهديداً متزايداً بتفكك الاقتصاد العالمي، وهو ما قد يضع البنوك المركزية أمام تحديات تضخمية جديدة.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)

وزير الاقتصاد الألماني يطالب بتغيير قواعد ديون الاتحاد الأوروبي

وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك يتحدث قبل «مؤتمر الصناعة 2024» (د.ب.أ)
وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك يتحدث قبل «مؤتمر الصناعة 2024» (د.ب.أ)
TT

وزير الاقتصاد الألماني يطالب بتغيير قواعد ديون الاتحاد الأوروبي

وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك يتحدث قبل «مؤتمر الصناعة 2024» (د.ب.أ)
وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك يتحدث قبل «مؤتمر الصناعة 2024» (د.ب.أ)

قال وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، إنه يسعى لتغيير قواعد الديون التي تم التفاوض عليها بشق الأنفس داخل الاتحاد الأوروبي، واصفاً إياها بـ«الخطر الأمني» لأنها تمنع الإنفاق الضروري على الدفاع وغيرها من الأولويات.

وأضاف المرشح عن حزب «الخضر» لمنصب المستشار في مؤتمر صناعي في برلين يوم الثلاثاء: «هذه القواعد لا تتناسب مع متطلبات العصر»، وفق «رويترز».

وأشار هابيك إلى أن الحكومة الائتلافية تفاوضت بشكل غير صحيح على إصلاحات القواعد الأوروبية، دون أن يذكر كريستيان ليندنر، وزير المالية السابق المسؤول عن تلك المفاوضات.

وأدى نزاع حول الإنفاق إلى انهيار الائتلاف الحاكم في ألمانيا في وقت سابق من هذا الشهر، بعدما قام المستشار أولاف شولتز بإقالة ليندنر، المعروف بتوجهاته المتشددة في مجال المالية العامة، ما فتح الباب لإجراء انتخابات مبكرة في فبراير (شباط) المقبل.

وفي إشارة إلى مطالبات بإعفاء الإنفاق الدفاعي من القيود المفروضة على الاقتراض بموجب الدستور، قال هابيك: «لا يمكننا التوقف عند مكابح الديون الألمانية». وأضاف أن ألمانيا قد تضطر إلى تحقيق مزيد من المدخرات في موازنتها لعام 2025 للامتثال لقواعد الاتحاد الأوروبي المالية، حتى إذا التزمت بالحد الأقصى للاقتراض بنسبة 0.35 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي كما ينص دستور البلاد.

وبعد أشهر من النقاشات، وافق الاتحاد الأوروبي في نهاية عام 2023 على مراجعة قواعده المالية. وتمنح القواعد الجديدة، التي دخلت حيز التنفيذ في أبريل (نيسان) الدول أربع سنوات لترتيب شؤونها المالية قبل أن تواجه عقوبات قد تشمل غرامات أو فقدان التمويل الأوروبي. وإذا اقترن مسار خفض الديون بإصلاحات هيكلية، يمكن تمديد المهلة إلى سبع سنوات.

وأشار هابيك إلى أن القواعد الجديدة قد تسمح بزيادة الاقتراض إذا أسهم ذلك في زيادة النمو المحتمل.

وردّاً على انتقادات هابيك، قال ليندنر إن الدول الأوروبية بحاجة إلى الالتزام بحدود إنفاقها، مشيراً إلى «قلقه الشديد» بشأن مستويات الديون المرتفعة في فرنسا وإيطاليا. وأضاف ليندنر لـ«رويترز»: «الوزير هابيك يلعب باستقرار عملتنا». وأكد قائلاً: «إذا شككت ألمانيا في قواعد الاتحاد الأوروبي المالية التي تفاوضت عليها بشق الأنفس أو خالفتها، فإن هناك خطراً في انفجار السد».