«النواب» الليبي يقر تعديلات «المفوضية» على قوانين الانتخابات

اتهام «الجيش الوطني» بمنع زيارة الدبيبة إلى مدينة غات

عماد السايح رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات (أ.ف.ب)
عماد السايح رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات (أ.ف.ب)
TT

«النواب» الليبي يقر تعديلات «المفوضية» على قوانين الانتخابات

عماد السايح رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات (أ.ف.ب)
عماد السايح رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات (أ.ف.ب)

أعلن مجلس النواب الليبي أنه وافق على تعديلات طالبت بها المفوضية العليا للانتخابات على قوانينها المنظمة للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المرتقبة. وفي غضون ذلك، اضطر عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» الوطنية، إلى تأجيل زيارة كانت مقررة أمس إلى مدينة غات (جنوب)، بعد اعتراض الجيش الوطني عليها.
وصوت مجلس النواب بقبول التعديلات الواردة من المفوضية العليا للانتخابات، بشأن قانون انتخاب الرئيس، باستثناء النقطة السادسة بشأن إضافة مادة للقانون، وبقبول التعديلات الواردة منها بشأن انتخاب مجلس النواب، باستثناء النقطة رقم 4، الخاصة بتعديل المادة 24 من القانون بالسماح بالتصويت بالمراسلة.
وأكد عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم المجلس، عقب جلسته مساء أول من أمس بمقره في مدينة طبرق، أن المجلس استجاب لطلب المفوضية بضرورة تعديل الملاحظات الواردة حول قانوني انتخاب الرئيس، وانتخاب مجلس النواب «لكي لا تُصبح اللوائح التنظيمية، والإجراءات التنفيذية للمفوضية لإجراء الانتخابات عُرضة للطعن». وقال إنه بعد مناقشة المذكرة المُقدمة من رابطة الأحزاب الليبية بشأن قوانين الانتخابات، «تم التأكيد على بقائها وفقاً لما أقره المجلس».
بدوره، قال رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، خلال اجتماعه مساء أول من أمس مع نائب رئيس المجلس الأعلى للدولة، إنه سيواصل دعمه لإنجاح الاستحقاق الانتخابي، عبر العمل والتنسيق المباشر مع جميع المشاركين في العملية السياسية، وتقريب وجهات النظر بين كل الأطراف. موضحاً أن الاجتماع ناقش الآليات القانونية والدستورية للانتخابات، المقررة في نهاية العام الجاري، ووضع المقترحات العملية لإنجاحها، بما يلبي تطلعات الليبيين في إجراء انتخابات حرة ونزيهة، وتقبل بنتائجها جميع الأطراف.
كما أكد المنفي في لقائه بعضو مجلس النواب، فتح الله السعيطي، على عمل المجلس الرئاسي لحلحلة كل الإشكاليات، التي أدت لصدور بيان نائب رئيس الحكومة حسين القطراني، وعدد من وزراء ووكلاء الحكومة، وعمداء البلديات عن المنطقة الشرقية. وقال إنه على تواصل مستمر مع الحكومة، وجميع الأطراف لضمان سير العملية السياسية، وفق خارطة الطريق، ومخرجات الحوار السياسي الليبي، بما يساهم في تحقيق العدالة الاجتماعية بين أبناء الوطن الواحد، والوصول إلى إجراء الاستحقاقات الانتخابية في موعدها.
وكان القطراني قد حذر في تصريحات تلفزيونية، مساء أول من أمس، مما وصفه بـ«إجراءات لا تحمد عقباها» إذا استمر عدم تواصل الدبيبة معه، وقال إن هناك اتجاهاً لإنشاء حكومة في الشرق، باعتباره مطلباً جماهيرياً. وحمل الدبيبة المسؤولية في حال تشكيل هذه الحكومة الموازية.
إلى ذلك، اتهم أمس نصر اسرير، عضو مجلس النواب عن مدينة غات، ضمنياً الجيش الوطني، المتمركز في شرق البلاد وجنوبها، بمنع هبوط طائرة الدبيبة في مطار المدينة لحرمانه من زيارتها، وأعلن في بيان له أنه تم إلغاء استقبال الوفد الأمني واللوجيستي، الذي يسبق الزيارة التي جرى التحضير لها، تحت ذريعة عدم وجود تنسيق مسبق.
وبعدما قال إنه تم إلغاء زيارة رئيس حكومة الوحدة بـ«حجة أسباب واهية، القصد منها منع وإفشال الزيارة»، اعتبر أن «ما يحصل تجاذبات سياسية هدفها «تحقيق مصالح لجهات معينة، على حساب أبناء المنطقة»، الخاضعة لسيطرة «الجيش الوطني»، الذي أصبح تحت قيادة الفريق عبد الرزاق الناظوري، بعد تقاعد المشير حفتر من منصبه، استعداداً لخوض الانتخابات الرئاسية المرتقبة.
ولم يصدر على الفور أي بيان رسمي من «الجيش الوطني»، رداً على هذه الاتهامات، فيما التزم الدبيبة الصمت بشأنها.
من جهة ثانية، أعلنت السلطات الليبية أمس انتشال 25 جثة مجهولة الهوية من خمس مقابر جماعية في مدينة ترهونة غرب البلاد، حيث عُثر على عشرات المقابر الجماعية منذ منتصف العام الماضي.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.