العراق: نظام «الدوائر» يطيح أحزاباً وتحالفات وشخصيات سياسية

تعرضت شخصيات وأحزاب وتحالفات بارزة في المشهد السياسي العراقي منذ سنوات لخسائر كارثية في الانتخابات البرلمانية التي جرت الأحد الماضي، ويمكن بقليل من الحذر القول إنها ربما ستخرجهم نهائياً من الحلبة السياسية في السنوات المقبلة.
ومهما قيل عن الأسباب التي تقف وراء تلك الخسائر القاسية؛ من عزوف الناخبين وعدم ثقتهم بالأحزاب ونظامها السياسي، يبقى ما فعله نظام «الدوائر المتعددة» الانتخابي الذي اعتمد لأول مرة؛ من بين أكثر الأسباب أهمية، لجهة أن غالبية الكتل والائتلافات، باستثناء «التيار الصدري» وكتل أخرى قليلة، لم تتعامل معه بطريقة جيدة؛ مما عرضها لتلك الخسائر وجعلها عرضة للاندثار والنسيان بسبب عدم حصولها على أي مقعد نيابي تارة؛ أو بحصولها على مقاعد متواضعة جداً تارة أخرى.
وبغض النظر عن الخسار التي تعرض لها «تحالف الفتح» الذي يضم معظم القوى الموالية لإيران، والجلبة التي يثيرها اليوم، فإن خسارته لا تقارن بخسارة أطراف أخرى، ولا يعدّ «الفتح» بحسب المعايير البرلمانية «أكبر الخاسرين»؛ ذلك أنه حصل على 14 مقعداً، في مقابل حصول قوى أخرى على صفر من المقاعد النيابية. من هنا؛ فإن لقب «أكبر الخاسرين» ربما يتطابق مع الخسارة الكبيرة التي تعرض لها «تحالف قوى الدولة» الذي يضم «تيار الحكمة الوطني» الذي يقوده عمار الحكيم، و«ائتلاف النصر» الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي؛ إذ لم يحصل هذا التحالف إلا على مقعدين نيابيين أو 3 فقط، بعد أن كانت التوقعات تشير إلى منافسته على المراكز الأولى في ترتيب القوى الفائزة. وكان العبادي حصل في انتخابات الدورة الماضية على 42 مقعداً وحصل الحكيم على 19 مقعداً.
ويأتي من حيث الخسارة القاسية في المحيط السني «تحالف المشروع الوطني للإنقاذ» الذي يتزعمه رئيس مجلس النواب الأسبق أسامة النجيفي. وبحسب ما أظهرته النتائج، فإنه لم يحصل على أي مقعد نيابي رغم اشتغاله في محافظة نينوى التي هي ثانية كبرى المحافظات العراقية من حيث السكان وعدد المقاعد النيابية (33 مقعداً). النتائج أظهرت حصول نجله شقيقه المحافظ السابق لنينوى أثيل النجيفي، عبد الله النجيفي على 2500 صوت لم تؤهله للفوز بمقعد نيابي.
وتعرض «الحزب الإسلامي» لخسارة مماثلة، بعد أن كان يحصد غالبية المقاعد السنية في معظم الدورات الانتخابية الماضية، مما دفع به إلى الانخراط في جبهة المعترضين التي يتصدرها «تحالف الفتح» الحشدي.
وعلى مستوى الكتل والأحزاب الكردية، خرجت «حركة التغيير» المتحالفة مع «حزب الاتحاد الوطني» من دون أي نتيجة، وخسرت مقاعدها الخمسة التي حصلت عليها في الدورة البرلمانية السابقة.
أما على مستوى الخسارة الشخصية للشخصيات السياسية التي خاضت الانتخابات، فإن سارة إياد علاوي، ابنة رئيس الوزراء الأسبق، لم تتمكن من الفوز في بغداد رغم قيام والدها علاوي بالترويج لها في حملتها الانتخابية.
وخسر أيضاً النائب ورئيس الوزراء المكلف السابق عدنان الزرفي السباق الانتخابي في محافظة النجف. وتعرض رئيس البرلمان السابق سليم الجبوري إلى مصير مماثل.
كذلك خسر النائب الدائم في البرلمان محمد الكربولي، وباتت «حركة الحل» التي ينتمي إليها ويتزعمها شقيقه جمال الكربولي المسجون على خلفية تهم فساد في خبر كان، بعد أن كانت تحصل على أكثر من 10 مقاعد نيابية سابقاً.
والتحق بقافلة الخاسرين النائب الدائم أيضاً ورئيس اللجنة المالية في البرلمان السابق هيثم الجبوري. ولم يحالف الحظ وزير الدفاع الأسبق خالد العبيدي المرشح في مدينة الموصل.
وغادر البرلمان أيضاً رئيس لجنة العلاقات الخارجية النيابية ظافر العاني بعد أن شغل منصب النيابة 3 دورات متتالية.
كذلك لحقت الهزيمة بالقيادي في «حزب الدعوة» ومحافظ البصرة السابق خلف عبد الصمد، والقيادي الدعوي الآخر كاطع الركابي.
وودع البرلمان رجل الأعمال والنائب السابق الموضوع على لائحة العقوبات الأميركية آراس حبيب الذي قاد «حزب المؤتمر الوطني» خلفاً للسياسي الراحل أحمد الجلبي.