أمسية قاهرية للشاعرة الليبية فريال الدالي

جانب من الأمسية الشعرية
جانب من الأمسية الشعرية
TT

أمسية قاهرية للشاعرة الليبية فريال الدالي

جانب من الأمسية الشعرية
جانب من الأمسية الشعرية

أقام أتيليه القاهرة للفنون أمسية شعرية للشاعرة الليبية فريال الدالي، تحدث خلالها الشاعر جمال القصاص، الذي أدار الندوة، مشيراً إلى أن الشاعرة تكتب القصيدة الكلاسيكية والتفعيلية والنثرية، ونشرت كثيراً من إبداعاتها في الصحف داخل ليبيا وخارجها، وصدرت لها 3 مجموعات شعرية؛ «محاولة لصف ازدحام» عن مجلس الثقافة في ليبيا، و«أتقفّى آثار عِطرك» عن المؤسسة العامة للثقافة، و«في نسق الحكاية» عن وزارة الثقافة. واتخذ القصاص من شغف الشاعرة بالخط العربي مدخلاً لعالمها الشعري، فـ«فن الخط العربي هو سؤال هوية، لذا حين تكتب الشاعرة فريال الدالي بلغتها فهي تؤكد هويتها، وحين تمتهن هذا الفن تضيف إلى هويتها أبعاداً أخرى، من هنا يمكن القول إن المسألة لم تعد تأكيداً للهوية فقط، بل أصبحت اكتشافاً لجماليات هذه الهوية عن طريق أحد مكوناتها وهو الخط، وهذا الملمح موجود في شعرها، ويظهر في حالة من الجدل مع الذات الشاعرة، ويبدو من عناوين قصائدها، ففي ديوان (محاولة لصف ازدحام)، نجد أنفسنا أمام كتلة، مبعثرة من الحروف، ومهمة الفنانة التي شغفت بالخط العربي أن تضع اتزاناً ما لهذه الكتلة داخل النص الشعري، وقد أثّر الولع بالخط والإحساس بجمالياته على الشعر عندها، وهي تتعاطاه وتمارسه، وكأنه ابن العاطفة، وليس العقل بكل مظانه ومشكلاته وعقده السميكة التي لا تنتهي».
وتحدث القصاص عن قصيدة «غربة» التي كتبتها الدالي أثناء وجودها في إسطنبول، وذكر أن الغربة لديها ليست غربة مكان، لكنها غربة عاطفة ومشاعر، وفي القصيدة تقبض بشكل لا واعٍ على ما يمكن تسميته «السيكولوجية الخاصة للفعل الشعري»، وفيها تبدو الكتابة الشعرية بمثابة «غزو» من الشعر للشاعر، وهو غزو يكون أحياناً صادماً وقاسياً، وفي الغالب يكون لطيفاً وعذباً، كما يبدو كأنه احتلال رشيق على الشاعر أن يمتثل له، ويربت عليه، كلما أمكنه ذلك. هنا يتفجر الصراع بين الذات الشاعرة، والشعر من ناحية، وبينهما وبين العالم المحيط والأشياء من ناحية أخرى، كما تبرز العاطفة، وتجعل الحالة الشعرية نفسها أكثر إنسانيةً، وليست مؤطرة بموضوع ما أو فكرة ما، لكنها مفتوحة على الوجود، وعلى براح الحواس، والخيال والذكريات والأحلام. بينما يتنوع الخطاب الشعري ما بين الوجع والفقد للحبيب أو الصديق أو الوطن.
ولفت القصاص إلى أن هناك نوعاً من الشتات ما بين النثري والتفعيلي في نصوص الشاعرة، وهو مرهق، وفي بعض الأحيان تلجأ إلى ألفاظ مهجورة، لذا يجب أن تراجع قصائدها بحسم وبقسوة وحنان أكثر.
من جهته، قال الفنان التشكيلي الدكتور أحمد الجنايني رئيس الأتيليه إن قصيدة فريال الدالي تنطوي على نوع من الصراخ الداخلي، لكنه لا يشبه الصراخ الذي تشكل في كتابات غادة السمان، وليلى بعلبكي، وجويس منصور، وظهر واضحاً في كتاباتهن الإبداعية، والسبب أنها تكتب القصيدة، وكأنها ومضات تربط بينها أنات ووجع الذات المبدعة لديها، وهذا هو الملمح الأساس الذي يمكن ملاحظته، عبر قراءة قصائد ديوانها. لكن هذا الوجع، كما قال، هو ليس وجع الضعف ولا القهر، ولكنه ناتج عن عدم اتساق الطموح والأمل مع ما تشاهده الشاعرة في عالمها الذي تعيش فيه وتسكنه. من جهتها، ذكرت الشاعرة فريال الدالي التي قرأت عدداً من قصائد دواوينها الثلاثة، أن ليبيا تمتلك أصواتاً شعرية مبكرة في قصيدة النثر مثل الشاعر علي صدقي عبد القادر وهو واحد من روادها، والقصيدة النثرية الليبية الحديثة هي بنت لأجيال ممتدة في الكتابة الشعرية النثرية، أما عن كتابة الشعر بأكثر من شكل، فأشارت إلى أنها لا تعتبر ذلك نوعاً من المراوحة؛ بل هي انعكاس لحالتها الشعرية التي تختار هي الشكل. ورافق إلقاء الشاعرة عزف عود وغناء للفنان الفنان الليبي بشير الغريب. من أجواء الأمسية تقول الشاعرة:
«لا أُدْرِكُ العنقود
ولا أَصِفُه بالحُموضة
أستَظِلُّ بِغُصْن يُقِلُّه
وأرقصُ للسّلام
كَدَرْويشٍ تاِئهٍ في المَلَكوت
يُعبِدُ الشواِرعَ بأنفاسِه
يلتَقِط خطواتِه من رشفَات الريح
كلّما تنفّس المساء
يعانقه الحنينَ
يرضَعُ شوقَه
وينامُ على صهيلِ الرغبة».



غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر

غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر
TT

غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر

غازي القصيبي يحضر في أول ملتقى سعودي للأدب الساخر

تشهد منطقة الباحة، جنوب السعودية، انطلاقة الملتقى الأول للأدب الساخر، الذي يبدأ في الفترة من 22-24 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وينظمه نادي الباحة الأدبي.

وأوضح رئيس النادي، الشاعر حسن الزهراني، أن محاور الملتقى تتناول «الأدب الساخر: المفهوم، والدلالات، والمصادر»، و«الاتجاهات الموضوعية للأدب الساخر، والخصائص الفنية للأدب الساخر في المملكة»، وكذلك «مستويات التأثر والتأثير بين تجارب الكتابة الساخرة محلياً ونظيراتها العربية»، و«حضور الأدب الساخر في الصحافة المحلية قديماً وحديثاً»، و«أثر القوالب التقنية الحديثة ومواقع التواصل في نشوء أشكال جديدة من الأدب الساخر محلياً»، و«سيميائية الصورة الصامتة في الكاريكاتير الساخر محلياً».

بعض المطبوعات الصادرة بمناسبة انعقاد أول ملتقى للأدب الساخر (الشرق الأوسط)

وشارك في صياغة محاور الملتقى لجنة استشارية تضم: الدكتور عبد الله الحيدري، والدكتور ماهر الرحيلي، والقاص محمد الراشدي، ورسام الكاريكاتير أيمن يعن الله الغامدي.

وكشف الزهراني أن النادي تلقى ما يزيد على 40 موضوعاً للمشاركة في الملتقى، وأقرت اللجنة 27 بحثاً تشمل؛ ورقة للدكتورة دلال بندر، بعنوان «حمزة شحاتة... الأديب الجاد ساخراً»، والدكتور محمد الخضير، بعنوان «الخصائص الفنية في الأدب الساخر عند حسن السبع في ديوانه ركلات ترجيح - دراسة بلاغية نقدية»، والدكتور صالح الحربي، بعنوان «المجنون ناقداً... النقد الأدبي في عصفورية القصيبي»، والدكتور عادل خميس الزهراني، بعنوان «الصياد في كمينه: صورة الحكيم في النكت الشعبية بمواقع التواصل الاجتماعي»، والدكتور حسن مشهور، بعنوان «الكتابة الساخرة وامتداداتها الأدبية... انتقال الأثر من عمومية الثقافة لخصوصيتها السعودية»، والدكتورة بسمة القثامي، بعنوان «السخرية في السيرة الذاتية السعودية»، والدكتورة كوثر القاضي، بعنوان «الشعر الحلمنتيشي: النشأة الحجازية وتطور المفهوم عند ابن البلد: أحمد قنديل»، والدكتور يوسف العارف، بعنوان «الأدب الساخر في المقالة الصحفية السعودية... الكاتبة ريهام زامكة أنموذجاً»، والدكتور سعد الرفاعي، بعنوان «المقالة الساخرة في الصحافة السعودية... الحربي الرطيان والسحيمي نموذجاً»، والدكتور عمر المحمود، بعنوان «الأدب الساخر: بين التباس المصطلح وخصوصية التوظيف»، والدكتور ماجد الزهراني، بعنوان «المبدع ساخراً من النقاد... المسكوت عنه في السرد السعودي»، والمسرحي محمد ربيع الغامدي، بعنوان «تقييد أوابد السخرية كتاب: حدثتني سعدى عن رفعة مثالاً»، والدكتورة سميرة الزهراني، بعنوان «الأدب الساخر بين النقد والكتابة الإبداعية... محمد الراشدي أنموذجاً». والدكتور سلطان الخرعان، بعنوان «ملخص خطاب السخرية عند غازي القصيبي: رؤية سردية»، والدكتور محمد علي الزهراني، بعنوان «انفتاح الدلالة السيميائية للصورة الساخرة... الرسم الكاريكاتوري المصاحب لكوفيد-19 نموذجاً»، والكاتب نايف كريري، بعنوان «حضور الأدب الساخر في كتابات علي العمير الصحافية»، والدكتور عبد الله إبراهيم الزهراني، بعنوان «توظيف المثل في مقالات مشعل السديري الساخرة»، والكاتب مشعل الحارثي، بعنوان «الوجه الساخر لغازي القصيبي»، والكاتبة أمل المنتشري، بعنوان «موضوعات المقالة الساخرة وتقنياتها عند غازي القصيبي»، والدكتور معجب الزهراني، بعنوان «الجنون حجاباً وخطاباً: قراءة في رواية العصفورية لغازي القصيبي»، والدكتور محمد سالم الغامدي، بعنوان «مستويات الأثر والتأثير بين تجارب الكتابة الساخرة محلياً ونظرياتها العربية»، والدكتورة هند المطيري، بعنوان «السخرية في إخوانيات الأدباء والوزراء السعوديين: نماذج مختارة»، والدكتور صالح معيض الغامدي، بعنوان «السخرية وسيلة للنقد الاجتماعي في مقامات محمد علي قرامي»، والدكتور فهد الشريف بعنوان «أحمد العرفج... ساخر زمانه»، والدكتور عبد الله الحيدري، بعنوان «حسين سرحان (1332-1413هـ) ساخراً»، ويقدم الرسام أيمن الغامدي ورقة بعنوان «فن الكاريكاتير»، والدكتور يحيى عبد الهادي العبد اللطيف، بعنوان «مفهوم السخرية وتمثلها في الأجناس الأدبية».

بعض المطبوعات الصادرة بمناسبة انعقاد أول ملتقى للأدب الساخر (الشرق الأوسط)

وخصص نادي الباحة الأدبي جلسة شهادات للمبدعين في هذا المجال، وهما الكاتبان محمد الراشدي، وعلي الرباعي، وأعدّ فيلماً مرئياً عن رسوم الكاريكاتير الساخرة.

ولفت إلى تدشين النادي 4 كتب تمت طباعتها بشكل خاص للملتقى، وهي: «معجم الأدباء السعوديين»، للدكتورين عبد الله الحيدري وماهر الرحيلي، وكتاب «سامحونا... مقالات سعد الثوعي الساخرة»، للشاعرة خديجة السيد، وكتاب «السخرية في أدب علي العمير» للدكتور مرعي الوادعي، و«السخرية في روايات غازي القصيبي» للباحثة أسماء محمد صالح.