«استراتيجية الاستثمار» ستدعم كفاءة تنافسية الاقتصاد السعودي دولياً

خبراء لـ : «الشرق الأوسط» : البرنامج المعلن سيترجم المقدرات الكامنة والفرصة العملاقة المتوافرة في المملكة

TT
20

«استراتيجية الاستثمار» ستدعم كفاءة تنافسية الاقتصاد السعودي دولياً

أجمع خبراء مختصون في الاقتصاد السعودي على أهمية الاستراتيجية الوطنية للاستثمار التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أمس، في أنها ستسهم في رفع كفاءة تنافسية الاقتصاد السعودي عالمياً، كما ستقوم بترجمة المقدرات والفرصة المتاحة في البلاد إلى واقع استثماري عملي.
وقال عضو لجنة التجارة والاستثمار في مجلس الشورى الدكتور فيصل آل فاضل، إن الاستراتيجية التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان، لها أبعاد اقتصادية جوهرية تدعم رؤية 2030، مشيراً إلى أن الأبعاد تعتمد على مخزونات هائلة ومتنوعة في الاستثمارات الكامنة، إذ تعد السعودية من الاقتصادات المستشرفة التي تمتلك كل المقومات من وفرة في مواردها الطبيعية وموقعها الاستراتيجي الذي يحمل مكانة استراتيجية في قلب طرق التجارة الرئيسية بين القارات الثلاث، إضافة إلى الإصلاحات الاقتصادية الكبيرة التي جرى تنفيذها، والرفع من الأصول الاستراتيجية الرئيسية السعودية، وهذا التنوع في المصادر والموقع يجذب المستثمر المحلي والأجنبي الذي يبحث عن عوائد مالية من هذا الاستثمار.
وأضاف آل فاضل أن الاستراتيجية تعزز قوة القطاع الخاص ومكانته على المستوى الإقليمي والعالمي، الأمر الذي يفتح مجالاً كبيراً للشركات الأجنبية للدخول ودعم نمو القطاع ليكون مساهماً بشكل إيجابي في الناتج المحلي، مضيفاً أن هذا البعد يؤكد أهمية وقوة الاستراتيجية وتوافقها مع المرحلة المقبلة في وضع المملكة في مكانتها الطبيعة على المستوى العالمي كدولة اقتصادية كبيرة وتدخل ضمن الـ10 الأوائل في مؤشر التنافسية العالمي.
وتابع: «من البرامج التي أطلقت في وقت سابق لتحقيق الرؤية، كان ما هو متعلق بتحقيق التوازن المالي لوضع المالية العامة وتحقيق ميزانية متوازنة، ما يسهم في تأسيس منظومة وأدوات مالية قادرة على التأثير والتفاعل الإيجابي مع المتغيرات والتحولات، كما يعزز الضبط المالي وتطوير المالية العامة من خلال إنشاء عدة كيانات، ساعدت في تعزيز موقف السعودية المالي للتعامل مع الصدمات الخارجية}. ولفت إلى أن كل هذه البرامج التي وضعت كان لها أدواتها في تحفيز الاقتصاد المحلي والخروج به إلى العالمية لتأتي الاستراتيجية دعماً لهذا الحراك.
من جانب آخر، قال الدكتور أسامة العبيدي، المستشار وأستاذ القانون الاقتصادي والدولي بمعهد الإدارة العامة بالرياض، إن السعودية تتمتع بقدرات استثمارية ضخمة، وهذه الاستراتيجية تترجم هذه القدرات الكامنة إلى أفعال على أرض الواقع، ومن ذلك الموقع الاستراتيجي الذي يربط قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، إضافة إلى تمتعها بإمكانات نفطية وصناعية وتعدينية كبيرة ومكانة دينية متميزة لا مثيل لها.
وستسهم هذه الاستراتيجية، وفقاً للعبيدي، في زيادة النمو الاقتصادي السعودي وتنويع مصادره، ما سيسهم بشكل كبير في تحقيق مستهدفات رؤية 2030، لافتاً إلى تطوير البيئة التشريعية وزيادة الفرص الاستثمارية المطروحة للمستثمرين المحليين والأجانب، ستحل محل تركيز للاستراتيجية لتتكامل مع برامج الرؤية.
ولفت العبيدي إلى أن وضع حوكمة شاملة للإشراف، عامل مهم في تنفيذ الاستراتيجية من خلال اللجنة العليا للاستثمار والتي ستعمل على وضع وإقرار الحوافز اللازمة لجذب الاستثمارات وإيجاد وحصر الفرص الاستثمارية، موضحاً أن أبرز ما لفت الانتباه كذلك هو التركيز على التنمية الرأسمالية من خلال إنشاء مناطق اقتصادية خاصة بشروط جاذبة للمستثمرين وتوفير انسيابية سلاسل الإمداد.


مقالات ذات صلة

«صندوق الاستثمارات» يعزز انتشار العلامات السعودية في الأسواق الحرة العالمية

الاقتصاد السوق الحرة في مطار الملك خالد الدولي بالرياض (الشرق الأوسط)

«صندوق الاستثمارات» يعزز انتشار العلامات السعودية في الأسواق الحرة العالمية

اتخذ صندوق الاستثمارات العامة خطوة جديدة تعزز انتشار العلامات السعودية في الأسواق الحرة العالمية.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد جانب من العاصمة السعودية الرياض (رويترز)

«بلومبرغ»: السعودية تخطط لزيادة قدرة مراكز البيانات 37 % حتى 2027

تكثف السعودية جهودها لتعزيز رقمنة اقتصادها لترسيخ مكانتها مركزاً إقليمياً للذكاء الاصطناعي؛ مما يجعلها السوق الأسرع نمواً لمراكز البيانات في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مقر السوق المالية السعودية في الرياض (أ.ف.ب)

«تداول» توافق لـ«مورغان ستانلي السعودية» بمزاولة أنشطة صناعة السوق

وافقت شركة «تداول» السعودية أن تزاول شركة «مورغان ستانلي السعودية» أنشطة صناعة السوق على ثمانية أوراق مالية مدرجة في السوقين الرئيسية والموازية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أحد مشاريع وزارة البلديات والإسكان السعودية (الشرق الأوسط)

نسبة تملك المساكن في السعودية تقترب من مستهدفات 2030

تقترب الحكومة السعودية من تحقيق مستهدفات برنامج الإسكان؛ أحد برامج «رؤية 2030»، بعد أن حققت ارتفاعاً بنسبة تملك الأُسر المساكن إلى 63.7 في المائة.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

الاقتصاد السعودي ينمو في أعلى وتيرة من عامين

حقق الاقتصاد السعودي نمواً قوياً في الربع الرابع من عام 2024، مسجلاً أسرع وتيرة توسع فصلي خلال عامين، مدعوماً بتسارع الأنشطة غير النفطية، مما يعكس زخم التعافي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الرئيس التنفيذي لـ«أرامكو»: يجب إعادة التفكير في خطط التحول بمجال الطاقة

الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية» أمين الناصر خلال مشاركته في مؤتمر «سيرا ويك» العام الماضي (أرشيفية - أ.ف.ب)
الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية» أمين الناصر خلال مشاركته في مؤتمر «سيرا ويك» العام الماضي (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT
20

الرئيس التنفيذي لـ«أرامكو»: يجب إعادة التفكير في خطط التحول بمجال الطاقة

الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية» أمين الناصر خلال مشاركته في مؤتمر «سيرا ويك» العام الماضي (أرشيفية - أ.ف.ب)
الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية» أمين الناصر خلال مشاركته في مؤتمر «سيرا ويك» العام الماضي (أرشيفية - أ.ف.ب)

قال الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية» أمين الناصر، يوم الاثنين، إن صانعي السياسات والمسؤولين التنفيذيين في مجال الطاقة بحاجة إلى إعادة التفكير في خطط التحول في مجال الطاقة، وإلى التوقف عن التركيز على عناصر التحول التي فشلت، مشدداً على الحاجة إلى الاستثمار في الوقود الأحفوري؛ لتلبية الطلب العالمي.

تأتي تصريحات الناصر في وقت تسعى فيه إدارة الرئيس دونالد ترمب إلى زيادة إنتاج النفط والغاز إلى أقصى حد، وهو تحول دراماتيكي في سياسة الطاقة الأميركية، بعد أن كان الرئيس السابق جو بايدن قد سنّ تشريعاً لتسريع التحول عن الوقود الأحفوري في أكبر اقتصاد في العالم، وفق «رويترز».

أما في أوروبا، فقد أبطأ صانعو السياسات في أوروبا من طرح سياسات الطاقة النظيفة وتأخير أهدافها مع ارتفاع تكاليف الطاقة عقب الحرب الروسية - الأوكرانية في عام 2022، مما أدى إلى تحويل تركيزهم إلى أمن الطاقة. وقد تراجعت شركات النفط الأوروبية الكبرى عن خططها الرامية إلى بناء تكنولوجيات أكثر مراعاةً للبيئة لأنها أثبتت أنها غير مربحة.

وقال الناصر أمام المديرين التنفيذيين من كبرى شركات الطاقة في العالم في مؤتمر «سيرا ويك» في هيوستن: «يمكننا جميعاً أن نشعر برياح التاريخ في أشرعة صناعتنا مرة أخرى». وأضاف: «لقد حان الوقت للتوقف عن تعزيز الفشل»، مشيراً إلى الهيدروجين الأخضر كمثال على الوقود الذي كان محور سياسات تحول الطاقة، ولكنه لا يزال مكلفاً للغاية بحيث لا يمكن استخدامه تجارياً على نطاق واسع.

وأوضح أن مصادر الطاقة الجديدة يمكن أن تكون مكملة للوقود الأحفوري ولكن لا يمكن أن تحل محله. وشدد على أن هناك حاجة إلى الاستثمار في جميع مصادر الطاقة لتلبية الطلب العالمي على الطاقة، قائلاً: «لقد كانت الاستراتيجية الحالية المتمثلة في التحول المبكر إلى بدائل غير ناضجة مدمرة للغاية. ولا يمكن للمصادر الجديدة أن تلبي حتى النمو في الطلب».

ولفت إلى أن إلغاء الضوابط التنظيمية وتقديم حوافز أكبر للمؤسسات المالية لتوفير «تمويل غير متحيز» ضروريان لضمان استثمارات كافية في مجال الطاقة.

وقال الناصر إن «أرامكو» استثمرت أكثر من 50 مليار دولار العام الماضي، في مشاريع الطاقة التقليدية والمتجددة. وأضاف أن الشركة تستهدف الاستثمار فيما يصل إلى 12 غيغاوات من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بحلول عام 2030.

ودعا الناصر في كلمته أمام المؤتمر العام الماضي الصناعة إلى «التخلي عن خيال التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري».