هادي يقيل نجل صالح.. و«عاصفة الحزم» تعطل مطار صنعاء
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
هادي يقيل نجل صالح.. و«عاصفة الحزم» تعطل مطار صنعاء
قال مسؤول يمني لوكالة "رويترز" للأنباء، إن الرئيس اليمني الشرعي عبدربه منصور هادي، أقال ابن سلفه علي عبد الله صالح من منصب سفير البلاد لدى الامارات؛ في تصعيد للصراع على السلطة بالبلاد.
وغادر هادي يوم الخميس مدينة عدن التي لجأ اليها بعد أن سيطر المتمردون الحوثيون على صنعاء، وهو في السعودية حاليا.
ويحاصر الحوثيون والموالون لصالح من الجيش عدن.
من جهة أخرى، قصفت طائرات حربية للتحالف العربي بقيادة السعودية ضمن عملية "عاصفة الحزم" ليل السبت /الاحد مدرج مطار العاصمة اليمنية صنعاء وتسببت بتعطيله، كما ذكر مصدر ملاحي.
وقال هذا المصدر "انها المرة الاولى التي يقصف فيها المدرج" منذ بدء العملية العسكرية للتحالف في اليمن الخميس المنصرم.
وأعلن مصدر عسكري لوكالة الصحافة الفرنسية اليوم (الاحد)، ان غارات جوية للتحالف العربي الذي تقوده السعودية استهدفت مقرا للحرس الجمهوري اليمني المتحالف مع المتمردين الحوثيين، ما أدى الى مقتل 15 جنديا.
وقال المصدر ان الغارات الليلية اصابت موقعا في صباحة غرب العاصمة صنعاء. فيما اكد مصدر طبي ان المستشفى العسكري في صنعاء تسلم جثث 12 جنديا وادخل اليه 18 جريحا.
كما استولى مسلحون قبليون موالون للرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور هادي صباح اليوم على خمس مركبات وأسروا من فيها من مسلحي جماعة "أنصار الله" الحوثية في اشتباكات عنيفة بين الطرفين بمحافظة شبوة شرق اليمن.
وقالت مصادر محلية إن اشتباكات عنيفة ما زالت مستمرة بعدما اندلعت بين مسلحي القبائل ومسلحي جماعة الحوثي في مديرية بيحان بمحافظة شبوة. وأسفرت حتى الآن عن استيلاء مسلحي القبائل على خمس مركبات وأسر من فيها من المتمردين الحوثيين.
وكانت قبائل مختلفة في محافظة شبوة أعلنت في أوقات سابقة رفضها للانقلاب على الشرعية الدستورية، مؤكدة رفضها لوجود المتمردين الحوثيين في مناطقها، مبدية عزمها على قتالهم في حال توسعهم.
ومع تفاقم المخاطر الأمنية، قال مسؤول بوزارة الدفاع الباكستانية اليوم، ان باكستان سترسل طائرات الى هناك لاجلاء مئات من رعاياها.
وأجلت السعودية عشرات الدبلوماسيين من اليمن أمس (السبت) وسحبت الامم المتحدة موظفيها الدوليين بعد ليلة ثالثة من الضربات الجوية بقيادة السعودية؛ في محاولة لوقف تقدم المتمردين الحوثيين.
وقال مسؤول بوزارة الدفاع "سلطات الطيران المدني السعودي سمحت لنا بإرسال طائرات ركاب الى اليمن". مضيفا، "في المرحلة الاولى سنرسل طائرتين الى اليمن اليوم لاعادة الباكستانيين".
ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.
وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.
وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».
ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.
وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.
وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.
وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».
106 قتلى
مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.
وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.
واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.
وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.
4 ضربات إسرائيلية
رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.
ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.
كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.
واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.
وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.
وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.
وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.