التعدين يدفع نمو الإنتاج الصناعي في السعودية للصعود

الصناعات التحويلية ترتفع 13 % مستفيدة من زيادة إمدادات النفط

TT

التعدين يدفع نمو الإنتاج الصناعي في السعودية للصعود

كشفت آخر البيانات الرسمية السعودية الصادرة، أمس، عن ارتفاع الرقم القياسي لكميات الإنتاج الصناعي في المملكة بنسبة 5.8 في المائة في أغسطس (آب) الماضي، مقابل الفترة ذاتها من العام الماضي، وذلك نتيجة لارتفاع الإنتاج في نشاط التعدين واستغلال المحاجر بما نسبته 6.5 في المائة.
ووفقاً للمسح الأخير الصادر من الهيئة العامة للإحصاء، صعد مؤشر إنتاج نشاط الصناعة التحويلية في أغسطس الماضي بنسبة 5 في المائة، قياساً بالشهر ذاته من العام السابق. يأتي ذلك في وقت زادت فيه المملكة إنتاج النفط من 8.9 مليون برميل يومياً في أغسطس 2020 إلى 9.5 مليون في الشهر نفسه من العام الحالي.
وبحسب الإحصاءات الصادرة، قاد نشاط التعدين واستغلال المحاجر الإنتاج الصناعي في المملكة إلى الارتفاع بسبب زيادة إنتاج النفط، كما ارتفع الإنتاج في نشاط الصناعة التحويلية 5 في المائة، في حين انخفض الإنتاج في إمدادات الكهرباء والغاز 4 في المائة قياساً بالشهر ذاته من العام الماضي، مؤكدة أنه نظراً لتدني وزن النشاط في المؤشر (إذ يبلغ 2.9 في المائة) لم يكن له تأثير كبير على الرقم القياسي للإنتاج الصناعي.
وارتفع أداء مؤشر الرقم القياسي لكميات الإنتاج الصناعي 3.6 في المائة خلال أغسطس الماضي مقارنةً بالشهر السابق، وزاد إنتاج نشاط التعدين واستغلال المحاجر 1 في المائة، فيما ارتفع إنتاج نشاط الصناعة التحويلية 13 في المائة وإمدادات الكهرباء والغاز 4.4 في المائة مع تأثير ضئيل على الرقم القياسي للإنتاج الصناعي بسبب وزنه المنخفض.
وتعنى السعودية بملف التعدين، حيث ترى أنه ثروة كامنة عملاقة لم تكتشف في البلاد بعد، إذ وفقاً لوكيل وزارة الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين المهندس خالد بن صالح المديفر، لا تزال قيمة المعادن غير المستغَلة في منطقة الدرع العربي وحدها تُقدَّر بنحو 1.3 تريليون دولار، في وقت تزخر فيه المملكة بمختلف أنواع المعادن، بما فيها تلك المستخدمة في تصنيع التقنيات الضرورية لبناء مستقبل مستدام، ويزداد عليها الطلب بشكل كبير، كالنحاس والفوسفات وخام الحديد وكثير من المعادن النادرة.
ولفت المديفر إلى أن قاعدة البيانات الجيولوجية الوطنية التي تم إطلاقها في السعودية أخيراً توفر الوصول عبر الإنترنت إلى ما يعادل حصيلة 80 عاماً من البيانات الجيولوجية والجيوفيزيائية والجيوكيميائية، بما في ذلك آلاف التقارير التفصيلية عن أهداف التعدين وآفاقه.
وقال المديفر في كلمة ألقاها أمام معرض ماين إكسبو الدولي، سبتمبر (أيلول) الماضي، إن «رؤية السعودية 2030» وضعت تصورات وبرامج لتطوير قطاع التعدين؛ ليصبح الركيزة الثالثة للصناعة السعودية، مشيراً إلى أن تطوير استراتيجية يتضمن 40 مبادرة مصممة لإرساء قواعد قطاع تعدين حيوي ومرن ومستدام.
وقال وكيل شئون التعدين: «معظم هذه المبادرات قيد التنفيذ في الوقت الحاضر»، داعياً الشركات لتكون جزءاً من تطوير وتنمية قطاع التعدين مع انفتاح المملكة على مجتمع الأعمال العالمي.



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).