ليبيا تزيد من المسح العشوائي لمحاصرة الفيروس

تراجع الإصابات وسط تكثيف حملات التلقيح

جانب من حملة للتلقيح في بلدية جنزور بغرب ليبيا (المركز الوطني لمكافحة الأمراض)
جانب من حملة للتلقيح في بلدية جنزور بغرب ليبيا (المركز الوطني لمكافحة الأمراض)
TT

ليبيا تزيد من المسح العشوائي لمحاصرة الفيروس

جانب من حملة للتلقيح في بلدية جنزور بغرب ليبيا (المركز الوطني لمكافحة الأمراض)
جانب من حملة للتلقيح في بلدية جنزور بغرب ليبيا (المركز الوطني لمكافحة الأمراض)

نشرت السلطات الليبية عيادات متنقلة على حواف ميدان الشهداء بوسط العاصمة طرابلس، المطل على البحر الأبيض المتوسط، لتلقي اللقاح المضاد لـ«كورونا»، في وقت استكملت حملات المسح العشوائي للكشف عن مدى انتشار الفيروس في البلاد.
وقال المركز الوطني لمكافحة الأمراض إن نتائج عمليات المسح العشوائي للكشف على «كورونا» التي أجرتها غرفة الطوارئ بديوان وزارة الصحة بالمنطقة الشرقية، لـ2096 مواطناً ومقيماً، أظهرت إصابة 7.6 في المائة من العينات، لافتاً إلى أن الصيدليات والمساجد والمولات والمقاهي من أكثر الأماكن التي يسهل انتقال الفيروس بداخلها نظراً لتجمع المواطنين بشكل كبير.
وبشأن اتباع المواطنين سبل الوقاية، أوضح المركز الوطني أن «جميع إجابات المصابين المفحوصين تمحورت حول عدم الالتزام بكل الإجراءات الوقائية الصادرة عن المركز الوطني لمكافحة الأمراض»، وفيما اعتبر هذه النتائج أولية، أكد على استكمال حملات المسح العشوائي على باقي مدن المنطقة الشرقية.
ونوه المركز إلى أن هذه الحملات تهدف إلى استكشاف الموقف الوبائي بشرق البلاد، ومعرفة مدى إقبال المواطنين على التطعيم ومدى التزامهم بالإجراءات الاحترازية والوقائية الصادرة من الجهات المختصة في البلاد. ودفع المركز الوطني بعيادات متنقلة مدعومة بفرق طبية مختصة إلى حيث تتواجد الجماهير في الساحات العامة لتقديم لقاح «كورونا» لم يرغب منهم، مع توزيع الكمامات على جميع الحضور.
وفيما يتعلق بجاهزية مراكز العزل، اشتكى مركز سبها الطبي في جنوب ليبيا، من تعرض الفرق الطبية والأطقم المساعدة للاعتداء المتكرر والعنف اللفظي من المواطنين «ما تسبب في إرباك العمل بالمركز»، مشيراً إلى أنهم ناشدوا الجهات المختصة مرات عديدة بحمايتهم دون تحرك جدي لحل هذه المشكلة التي تتفاقم بشكل واسع وخطير.
ووفقاً للبيانات الرسمية في ليبيا تراجع معدل الإصابات بفيروس «كورونا» بشكل ملحوظ، وسجل مركز سبها أعداداً ضئيلة خلال الأيام الماضية، مقارنة بأرقام كبيرة في السابق. ويأتي ذلك في وقت بحث وزير الصحة الدكتور علي الزناتي، مع مسؤولي المؤسسات الصحية بالمنطقة الجنوبية، المشاكل والعراقيل التي تعاني منها المستشفيات العامة والقروية، بسبب نقص العناصر الطبية والطبية المساعدة.
وأعرب الزناتي عن حرص وزارته على دعم قطاع الصحة بجنوب البلاد، مؤكداً استعداد الوزارة لحل مشكلة نقص العناصر الطبية والطبية المساعدة عبر شراء الخدمة، من خلال إرسال عناصر طبية من الشمال إلى الجنوب بعد إبرام عقود خاصة معها، أو باستجلاب عناصر من الدول المجاورة لليبيا وإبرام عقود معها.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.