رئيسة تايوان ترفض «الرضوخ» للصين... وبكين تتهمها بـ«التحريض»

تصاعد عمليات توغل الطائرات الحربية الصينية في أجواء الجزيرة

عرض عسكري بمناسبة عيد تايوان الوطني في تايبيه أمس (إ.ب.أ)
عرض عسكري بمناسبة عيد تايوان الوطني في تايبيه أمس (إ.ب.أ)
TT

رئيسة تايوان ترفض «الرضوخ» للصين... وبكين تتهمها بـ«التحريض»

عرض عسكري بمناسبة عيد تايوان الوطني في تايبيه أمس (إ.ب.أ)
عرض عسكري بمناسبة عيد تايوان الوطني في تايبيه أمس (إ.ب.أ)

قالت رئيسة تايوان تساي إنغ - وين، أمس (الأحد)، إن تايبيه لن ترضخ لضغوط بكين. فيما نددت الحكومة الصينية بما اعتبرته «تحريضاً على المواجهة» و«حقائق مشوهة»، واعتبر مكتب شؤون تايوان في الصين، أمس، أن السعي لاستقلال الجزيرة يغلق الباب أمام الحوار.
وقالت تساي إن تايوان ستدافع عن نظامها الديمقراطي بعد تصاعد عمليات توغل الطائرات الحربية الصينية في منطقة الدفاع الجوي الخاصة بها. وتابعت في خطاب بمناسبة العيد الوطني لتايوان: «كلما حققنا المزيد من التقدم، ازداد الضغط الذي تمارسه الصين»، مؤكدة «لا أحد يستطيع إجبار تايوان على سلوك المسار الذي وضعته الصين لنا». وأشارت إلى أن تايوان «تقف على خط الدفاع الأول للديمقراطية». وأضافت «نأمل في تخفيف حدة التوتر في العلاقات (مع بكين) ولن نتصرف بتهور، لكن يجب ألا تكون هناك أوهام بأن الشعب التايواني سيرضخ للضغط»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
ويعيش سكان تايوان البالغ عددهم 23 مليون نسمة، تحت تهديد دائم بغزو من الصين التي تعتبر الجزيرة جزءاً من أراضيها وتعهدت باستعادتها بالقوة إذا لزم الأمر. وتتمتع الجزيرة بحكم ذاتي منذ انتهاء الحرب الأهلية الصينية عام 1949.
وتصاعد التوتر إلى أعلى المستويات منذ عقود في ظل حكم الرئيس الصيني شي جينبينغ، الذي قطع كل الاتصالات الرسمية مع تايبيه بعد انتخاب تساي قبل خمس سنوات، وزاد الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية.
وأخيراً، ضاعفت الصين الطلعات فوق «منطقة تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي» (أديز) التايوانية بمقاتلات عسكرية وقاذفات وطائرات حربية مضادة للغواصات. وقد نفذت 150 من عمليات التوغل الجوية هذه تقريباً في المنطقة في الأيام المحيطة بالعيد الوطني للصين في الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، وهو رقم قياسي.
وذكرت وزارة الدفاع التايوانية أن ثلاث طائرات صينية من بينها مقاتلتان، توغلت في المنطقة أمس.
وجعل شي مسألة ضم تايوان هدفاً رئيسياً لفترة حكمه، التي يبدو أنه عازم على تمديدها لولاية ثالثة في عام 2022، وكان قد أعلن السبت في خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى الـ110 لثورة 1911 التي أطاحت بآخر أسرة حاكمة صينية أن «إعادة التوحيد الكامل لبلادنا ستتحقق ويمكن تحقيقها». وشدد على أن «إعادة التوحيد» بوسائل «سلمية» مع تايوان «ستتحقق»، في وقت تصاعد التوتر بين بكين والجزيرة بعدما أجرى عدد قياسي من مقاتلات سلاح الجو الصيني طلعات خرقت أجواء المنطقة.
وكثفت بكين الضغط على تايبيه منذ انتخاب الرئيسة تساي إنغ - وين في 2016، والتي تصر على اعتبار الجزيرة «مستقلة» وليست جزءاً من «الصين الواحدة». لكن الرئيسة التايوانية لم تتخذ أي خطوة لإعلان الاستقلال الرسمي للجزيرة، وهو أمر تحذر بكين من أنه سيكون تجاوزاً لـ«خط أحمر» قد يؤدي إلى غزو صيني.
كما قدمت عروضاً لإجراء محادثات مع بكين قوبلت بالرفض. وخلال خطاب أمس، كررت تساي دعوتها إلى بكين «لدخول حوار على أساس التكافؤ»، مشيرة إلى أنها تؤيد الحفاظ على الوضع الحالي بين الجارتين.
لكنها حذرت من أن ما يحدث لتايوان ستكون له تداعيات إقليمية وعالمية كبيرة. وأوضحت أن «كل خطوة نتخذها ستؤثر على الاتجاه المستقبلي لعالمنا، كما سيؤثر الاتجاه المستقبلي لعالمنا على مستقبل تايوان».
وتظهر استطلاعات أن الغالبية العظمى من التايوانيين لا يرغبون في أن تحكمهم بكين. ويفضل معظمهم الإبقاء على الوضع القائم، رغم تزايد المشاعر القومية التايوانية خصوصاً بين الشباب.
كما أن إحكام الصين قبضتها على هونغ كونغ، المدينة التي قالت بكين إنها ستكون نموذجاً لطريقة حكمها تايوان، لم يطمئن التايوانيين بأن أسلوب حياتهم سيبقى على ما هو في ظل نظام الحزب الشيوعي، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.



زعيم كوريا الشمالية يتعهد تعزيز الشراكة مع روسيا ويصف بوتين بـ«الصديق الأعز»

من مراسم حفل ترحيب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته إلى بيونغ يانغ في يونيو 2024 (أ.ف.ب)
من مراسم حفل ترحيب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته إلى بيونغ يانغ في يونيو 2024 (أ.ف.ب)
TT

زعيم كوريا الشمالية يتعهد تعزيز الشراكة مع روسيا ويصف بوتين بـ«الصديق الأعز»

من مراسم حفل ترحيب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته إلى بيونغ يانغ في يونيو 2024 (أ.ف.ب)
من مراسم حفل ترحيب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته إلى بيونغ يانغ في يونيو 2024 (أ.ف.ب)

ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون تعهد بتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع روسيا، وذلك في رسالة بعث بها إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الاثنين.

وبعث كيم في الرسالة تحياته بمناسبة العام الجديد إلى بوتين وجميع الروس، بما في ذلك أفراد الجيش، وعبّر عن استعداده لتعزيز العلاقات الثنائية، التي قال إن الزعيمين رفعاها إلى مستوى جديد هذا العام، من خلال مشروعات جديدة.

وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية إن كيم «تمنى أن يُسجل العام الجديد 2025 باعتباره أول عام للنصر في القرن الحادي والعشرين عندما يهزم الجيش والشعب الروسي النازية الجديدة ويُحقق نصراً عظيماً».

وفي رسالة بمناسبة العام الجديد، وصف الزعيم الكوري الشمالي، بوتين، بأنه «الصديق الأعز»، وفق وسائل إعلام رسمية، مشيداً بالعلاقات الثنائية الوثيقة التي تجمع بلديهما.

وتعمقت العلاقات السياسية والعسكرية والثقافية بين موسكو وبيونغ يانغ منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، إذ حرص بوتين وكيم على إظهار متانة علاقتهما الشخصية. ووقع الزعيمان اتفاقية دفاع مشترك خلال زيارة بوتين إلى الشمال المعزول في يونيو (حزيران). وتلزم الاتفاقية التي دخلت حيز التنفيذ هذا الشهر الطرفين بتقديم الدعم العسكري الفوري للطرف الآخر في حال تعرضه للغزو.

وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أن الزعيم الكوري الشمالي أرسل «أطيب التمنيات للشعب الروسي الشقيق وجميع أفراد الخدمة في الجيش الروسي الشجاع بالنيابة عن نفسه، والشعب الكوري، وجميع أفراد القوات المسلحة في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية». كما أعرب كيم عن «استعداده لتصميم مشاريع جديدة والدفع بها قدماً» بعد «رحلتهما المجدية عام 2024». وفي إشارة إلى الحرب في أوكرانيا، أعرب كيم أيضاً عن أمله بأن يكون عام 2025 هو العام «الذي يهزم فيه الجيش والشعب الروسيان النازية الجديدة ويحققان نصراً عظيماً».

وتتهم الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بيونغ يانغ المسلحة نووياً بإرسال أكثر من 10 آلاف جندي لدعم روسيا في قتالها ضد أوكرانيا. ويقول خبراء إن كيم يسعى في المقابل للحصول من موسكو على تقنيات متطورة وخبرة قتالية لقواته. وأوردت وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية، الجمعة، أن بوتين بعث برسالة مماثلة إلى كيم أشاد فيها بالعلاقات الثنائية بين البلدين.

ووقع كيم وبوتين معاهدة دفاع مشترك في قمة انعقدت في يونيو (حزيران)، التي تدعو كل جانب إلى مساعدة الآخر في حالة وقوع هجوم مسلح، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأرسلت كوريا الشمالية منذ ذلك الحين عشرات الآلاف من الجنود إلى روسيا لدعم حربها ضد أوكرانيا، وقالت سيول وواشنطن إن أكثر من ألف منهم قُتلوا أو أصيبوا.