بدت الولايات المتحدة وكأنها تخرج من «نفق الظلام» الذي خيّم عليها نحو عامين بسبب تفشي فيروس كورونا، إذ عادت أغلب الولايات إلى ممارسة أعمالها وفتح محلاتها بشكل أكبر من قبل، إلا أن هدف الخروج كلياً من هذا الحال لا يزال مرتبطاً بقابلية الشعب تلقي اللقاح، والابتعاد عن خطر الإصابة.
وفيما تستمر الظروف في التحسن في معظم أنحاء البلاد، شهدت المستشفيات انخفاضاً كبيراً في حالات المرضى المصابين من فيروس كوفيد – 19، وكذلك انخفاض الوفيات على الصعيد الوطني، لكن عشرات الآلاف من الأميركيين ما زالوا يمرضون كل يوم بنسب متفاوتة عن السابق.
حتى الولايات الجنوبية التي رفع البعض من سكانها «شعار الممانعة» بعدم تلقي اللقاحات، أو الالتزام بتعليمات التباعد الاجتماعي والوقاية من الفيروس، شهدت انخفاضا في أعداد الحالات المصابة، بعدما كانت تعاني خلال فترة الصيف بارتفاع أعداد الإصابات.
وبلغ متوسط عدد الإصابات الجديدة في ولاية فلوريدا أقل من 4000 حالة يومياً، إذ يدل على انخفاض من أكثر من 20000 حالة يومياً، مقارنة في نهاية أغسطس (آب) الماضي.
وتجاوز إجمالي عدد الوفيات في البلاد 700 ألف حالة منذ تفشي جائحة كورونا مارس (آذار) 2020، ولكن لا يزال متوسط الوفيات يبلغ أكثر من 1700 وفاة يتم الإبلاغ عنها يومياً، وبحسب المعلومات الصادرة من المراكز الصحية والمستشفيات، فإن الغالبية العظمى من الأشخاص الذين يموتون بسبب الفيروس هم غير محصنين، ولم يتلقوا الجرعات.
وأفادت أرقام جامعة جونز هوبكنز، بأنه تم تطعيم حوالي 68 في المائة من البالغين الأميركيين بشكل كامل، رغم أن المعدلات تختلف بشكل كبير من ولاية إلى أخرى، ويتم إعطاء أكثر من 900 ألف جرعة كل يوم، وهو رقم يتضمن جرعات معززة للأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل.
فيما تتزايد الإصابات في بعض ولايات الغرب الأوسط، التي تجنبت أسوأ موجة خلال الصيف، وارتفعت تقارير الحالات الجديدة في ولاية مينيسوتا بنسبة 36 في المائة خلال الأسبوعين الماضيين.
وفي سياق متصل، تشير العديد من الدراسات إلى أن الأشخاص الذين أصيبوا بكوفيد – 19، وتم تطعيمهم بالكامل يتمتعون بحماية قوية، بما في ذلك ضد المتغيرات الجديدة للفيروس، وربما لا يحتاجون إلى جرعات التعزيز، رغم أن البحث أولي والبيانات غير كاملة، وفقاً للعلماء المتخصصين في اللقاحات وعلم المناعة في حديثهم لصحيفة «وول ستريت جورنال».
وقال العلماء إن الدراسات تشير إلى أن التعرض للفيروس يخدم بشكل فعال جرعة اللقاح، إذ تحث العدوى الحقيقية جهاز المناعة على إنتاج الأجسام المضادة، «والخلايا البائية والخلايا التائية» التي يمكنها محاربة الفيروس في المستقبل.
وأوضح الدكتور بول أوفيت عضو اللجنة الاستشارية لإدارة الغذاء والدواء حول اللقاحات، أن الأشخاص الذين أصيبوا بالعدوى وحصلوا على التطعيم «فازوا في الحقيقة»، مضيفاً: «لا أطلب منهم ولا أنصح بالحصول على جرعة معززة. أعتقد أنهم حصلوا على أكبر فائدة من خلال التعرض لفيروس كورونا وهم ملقحون». وأن الحماية القوية التي يوفرها الجمع بين العدوى والتطعيم في العالم الحقيقي، لا تعني أن الناس قد لا يحتاجون في النهاية إلى جرعة معززة.
أميركا تشهد انخفاضاً في أعداد مصابي «كوفيد ـ 19» بالمستشفيات
غالبية الوفيات تحدث بين غير الملقحين
أميركا تشهد انخفاضاً في أعداد مصابي «كوفيد ـ 19» بالمستشفيات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة