تحذيرات من انتعاش الإنفلونزا بعد رفع تدابير الجائحة

دراسة أكدت أهمية لقاحها الموسمي

TT

تحذيرات من انتعاش الإنفلونزا بعد رفع تدابير الجائحة

يحذر بحث جديد نشرته «مجلة الأمراض المعدية» في عددها الأخير، من تفشٍ حاد للإنفلونزا بعد إزالة تدابير الصحة العامة مثل أقنعة الوجه والتباعد الاجتماعي.
وحمت هذه الإجراءات الأشخاص من «كوفيد 19» والإنفلونزا؛ حيث انخفض معدل الإصابة بالإنفلونزا بنسبة 60 في المائة خلال الأسابيع العشرة الأولى بعد تنفيذ التدابير، لكنها في الوقت نفسه تؤدي أيضاً إلى زيادة عدد المعرضين للإنفلونزا مع تضاؤل المناعة ضد الفيروس. وانخفض استخدام تدابير الصحة العامة مثل أقنعة الوجه والتباعد الاجتماعي بشكل كبير، لكن إلى أي مدى قد تعيد الإنفلونزا تأكيد نفسها هذا الشتاء، فهذا يتوقف على مدى استمرار هذه السلوكيات.
يقول سين باي، من قسم علوم الصحة البيئية بكلية ميلمان للصحة العامة بجامعة كولومبيا، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة في 8 أكتوبر (تشرين الأول): «على المدى القصير، من المرجح أن تستمر تدابير السيطرة على انتشار الفيروس التاجي في قمع عدد إصابات الإنفلونزا، لكن بعد تخفيف هذه الإجراءات، مع زيادة القابلية المناعية على مستوى السكان للإنفلونزا قد تؤدي إلى تفشٍ واسع النطاق».
ويضيف: «هذا العام، من المهم أكثر من أي وقت مضى الحصول على لقاح الإنفلونزا، فبينما نركز بشكل صحيح على حماية أنفسنا من (كوفيد 19)، يجب ألا ننسى الأنفلونزا، التي يمكن أن تكون قاتلة».
واستخدم باي وزملاؤه نموذجاً حاسوبياً لإنفلونزا A-H1 وB، الذي تم تداوله في أوائل عام 2020. لتقدير الحد من الإصابة والانتقال بعد تنفيذ التدخلات غير الدوائية في معظم الولايات الأميركية في 15 مارس (آذار) 2020، وتشمل قيود السفر وأقنعة الوجه والتباعد الاجتماعي والتثقيف العام حول تدابير الوقاية وإغلاق المدارس، كما توقعوا انتقال الإنفلونزا على المستوى الوطني خلال السنوات الخمس المقبلة، واستخدم النموذج بيانات من موقع خاص بالإنفلونزا تابع لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية، منها «CDC FluView».
وفقاً لتوقعات النموذج، مع تخفيف إجراءات الصحة العامة، من المحتمل أن يحدث تفشٍ للإنفلونزا على نطاق واسع، في المواسم اللاحقة.
وعلى مدى العقد الماضي، تراوحت وفيات الإنفلونزا في الولايات المتحدة من 12 ألفاً في 2011 - 2012 إلى 61 ألفاً في 2017 - 2018. يقول باي: «تُظهر توقعاتنا أن تفشي الإنفلونزا في السنوات التالية يمكن أن يكون سيئاً حقاً». ويضيف: «كلما طالت مدة تطبيق تدابير المكافحة قبل رفعها، زاد عدد الأفراد الذين سيكونون عرضة للإصابة بعدوى الإنفلونزا، وهي حالة يمكن أن تؤدي إلى تفشٍ أكثر حدة في أجزاء من البلاد كان لديها مستويات عالية من الالتزام بالتقنيع وتدابير الصحة العامة الأخرى أثناء الجائحة».
بالإضافة إلى ذلك، يتوقع باحثون أن التثبيط العالمي لنشاط الإنفلونزا أثناء الجائحة قد يجعل من الصعب التنبؤ بالسلالات المنتشرة في المستقبل للإبلاغ عن إنتاج لقاحات الإنفلونزا، نتيجة لذلك، قد تنخفض فعالية اللقاح.
علاوة على ذلك، يمكن أن يؤدي قمع الإنفلونزا أثناء الجائحة إلى زيادة سلالات الإنفلونزا المتعددة، بما في ذلك سلالة A - H3 التي لديها معدل وفيات مرتفع ولم يتم تداولها على نطاق واسع منذ موسم 2018 - 2019. وكل هذه العوامل من شأنها أن تسهم في تفشي المرض بشكل أكثر حدة.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
TT

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)

اتفقت المملكة المتحدة وإيطاليا واليابان، اليوم الجمعة، على إنشاء شركة مشتركة لبناء طائرتها المقاتِلة الأسرع من الصوت، والمتوقع أن تجهز في عام 2035، في إطار برنامج يحمل اسم القتال الجوي العالمي «GCAP».

وأعلنت الشركات المصنّعة الثلاث المسؤولة عن تطوير الطائرة المقاتِلة، الجمعة، في بيان، أنها وقّعت على اتفاقية إنشاء الشركة التي تملك كلٌّ منها ثُلثها. والشركات هي: «بي إيه إي سيستمز (BAE Systems)» البريطانية، و«ليوناردو (Leonardo)» الإيطالية، و«جايك (JAIEC)» اليابانية، التي أنشأتها، على وجه الخصوص، شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة.

وأنشئت الشركة المشتركة، التي ستبدأ أنشطتها منتصف عام 2025، في إطار برنامج القتال الجوي العالمي الذي أُعلن في عام 2022 بالشراكة بين لندن وروما وطوكيو. وستحلّ الطائرة الضخمة ذات الذيل المزدوج على شكل حرف V محل طائرات «إف-2» (F-2) اليابانية ومقاتِلات يوروفايتر الإيطالية والبريطانية. ومن المتوقع أن يمتد عمرها الافتراضي إلى ما بعد عام 2070، وفقاً للبيان.

وفي حال احترام الجدول الزمني، الذي وضعه القائمون على المشروع، فإنها ستدخل الخدمة قبل خمس سنوات على الأقل من الطائرة التي يبنيها مشروع نظام القتال الجوي المستقبلي «SCAF» الذي تُنفذه فرنسا وألمانيا وإسبانيا.