تطعيم 14 مليوناً في مصر... والدراسة تبدأ بحذر

وزير التعليم العالي خلال زيارته جامعة عين شمس أمس (صفحة مجلس الوزراء على «فيسبوك»)
وزير التعليم العالي خلال زيارته جامعة عين شمس أمس (صفحة مجلس الوزراء على «فيسبوك»)
TT

تطعيم 14 مليوناً في مصر... والدراسة تبدأ بحذر

وزير التعليم العالي خلال زيارته جامعة عين شمس أمس (صفحة مجلس الوزراء على «فيسبوك»)
وزير التعليم العالي خلال زيارته جامعة عين شمس أمس (صفحة مجلس الوزراء على «فيسبوك»)

أعلنت السلطات الصحية في مصر تلقي «14 مليون مواطن لقاح كورونا»، وأعلنت وزارة الصحة تسجيل 811 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معملياً للفيروس، وذلك ضمن إجراءات الترصد والتقصي والفحوصات اللازمة التي تجريها الوزارة وفقاً لإرشادات منظمة الصحة العالمية، فضلاً عن 35 حالة وفاة جديدة». ووفق إفادة لـ«الصحة» فإن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بالفيروس حتى مساء أول من أمس، هو 310745، من ضمنهم 262043 حالة تم شفاؤها، و17619 حالة وفاة.
في غضون ذلك، انطلقت الدراسة في مدارس وجامعات مصرية، أمس، وسط ضوابط احترازية شديدة لمجابهة انتشار فيروس «كورونا». وبشعار «تعليمنا وصحتنا في التزامنا» انطلق العام الدراسي في المدارس المصرية، ودعت المدارس طلابها لـ«ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية والصحية حرصاً على سلامتهم، وتحقيق عام دراسي حضورياً بشكل يومي».
وأكدت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني على «متابعة تنفيذ المدارس للإجراءات الاحترازية والوقائية بشكل يومي حرصاً على سلامة الطلاب والمعلمين». وشددت على «ضرورة تطبيق كل الإجراءات الاحترازية لمواجهة الفيروس في المؤسسات التعليمية، منها توفير زائرة صحية بكل مدرسة، والتنبيه على الطلاب بغسل الأيدي، ومصاحبة الطلاب سواء في الخروج أو الدخول للفصول تحقيقاً للتباعد الاجتماعي».
وقال وزير التربية والتعليم المصري طارق شوقي أمس إن «العام الدراسي الجديد سيكون ثالث عام دراسي في وجود كورونا، وسوف تسعى فيه الوزارة لتقليل الفجوة التعليمية لدى الطلاب والمرور بهم لبر الأمان»، موضحاً: «تطبيق الغياب والحضور في المدارس بمنتهى الحسم، وعقد جميع الامتحانات في المدارس وليس في المنازل، كما أنه لا مجال لتطبيق نظام الأبحاث في تقييم الطلاب بدلاً من الامتحانات هذا العام».
في غضون ذلك، أشار وزير التعليم العالي في مصر خالد عبد الغفار، خلال تفقده جامعة عين شمس أمس، إلى «أهمية حصول الطلاب على اللقاح المضاد للفيروس تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتطعيم كل منتسبي الجامعات والمعاهد حفاظاً على سلامة الجميع»، مؤكداً «أهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية، والامتثال الكامل لما يصدر من توجيهات في إطار خطة الدولة المصرية الشاملة لمواجهة الفيروس». ووفق بيان لـ«مجلس الوزراء المصري» أمس «تم تطعيم ما يقرب من مليون من منتسبي الجامعات والمعاهد، ووصل معدل جرعات التطعيم في اليوم ما يقرب من 48 ألف جرعة، وتم تطعيم حوالي 90 في المائة من أعضاء هيئة التدريس والعاملين بالجامعات».
من جهته، قال مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة محمد عوض تاج الدين، إنه «تم تطعيم 14 مليون مواطن حتى الآن»، موضحاً أن «عدد اللقاحات المتاحة بلغ 31 مليون جرعة حتى الآن»، لافتاً إلى أنه «تم تصنيع أعداد كبيرة من اللقاح الصيني في مصر بالإضافة إلى وجود مواد خام وفيرة». وأضاف تاج الدين في تصريحات أمس، أننا «ما زلنا في الموجة الرابعة، وهذا يدعونا إلى تطبيق الإجراءات الاحترازية من التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات، حتى نحد من هذه الموجة»، مؤكداً أنه «من الملاحظ في هذه الموجة نظراً للتطعيمات وللاستجابة لطرق الوقاية، الحالات المصابة، بسيطة أو متوسطة ويتم التعامل معها».


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.